Wednesday, December 16, 2015

مجلة الجيش الجزائري تعارض تصريحات سعداني وتستبعد الحل الوشيك لقضية الصحراء الغربية

عمار بوجلال، قسنطينة.

من المعروف أن سعداني، كما يفهم من تصريحات بعض خصومه، لا يتكلم باسمه أو باسم حزبه عادة لكنه قد يتكلم باسم مجموعة الرئاسة والمقربين منها. السياسة الخارجية كما هو معلوم يحددها رئيس الجمهورية لا غير وذلك طبقا لنصوص الدستور الجزائري. ولذلك فقد بدأ الجيش الجزائري في الابتعاد عن السياسة تدريجيا خاصة منذ مجيء بوتفليقه للحكم سنة 1999. لكن بما أن المؤسسة العسكرية أعلنت مرارا وتكرارا ابتعادها عن الشؤون السياسية فكيف نقرأ الاتجاه الذي اتخذته مجلة الجيش والذي جاء بمثابة الرد على تصريحات سعداني المؤيدة لحل قضية الصحراء؟ ذلك أن قضية الصحراء الغربية والكلام حولها يعد من السياسة وتحديدا السياسة الخارجية؟[1]

في واقع الأمر أن افتتاحية الجيش لم تتطرق لموضوع القضية الصحراوية كونها تتعلق بمجال السياسة الخارجية إلا اعتمادا أو استنادا لما ورد في رسالة رئيس الجمهورية بمناسبة إحياء ذكرى إعلان الدولة الصحراوية، وكما ورد في جريدة الخبر أن..."هذا الموقف ليس وليد اليوم، كما جاء في رسالة رئيس الجمهورية، إنما هو نابع من مبادئ الثورة التحريرية المجيدة وقيمها،....إلىخ."[2]
لكن موقف سعداني لا يمكن التقليل من أهميته وقد يكون معبرا عن رغبات وتمنيات الكثيرين من الأفراد في الجزائر والدول المجاورة والذين يفضلون حلا سلميا وسريعا للقضية الصحراوية التي طال أمدها وأدت لتجميد مسار الاتحاد المغاري والضرر بمصالح شعوبه. منطقيا لا أتصور وجود من يرغب في تعقيد الأمور وتأزيمها واستمرار النزاع وتفاقمه لدرجة تهديد استقرار المنطقة وتعطيل مشاريعها الوحدوية ذلك أن وقت الحروب والمغامرات قد ولى ولم يعد ينفع الشعوب. كل شعوب المنطقة، أو غالبيتهم، على الأقل يرغبون في العيش في سلام ويريدون التركيز على التنمية وتقوية الاتحاد المغاربي. ولا مستقبل لدويلات متصارعة داخليا وخارجيا. ولذلك نطالب الزعماء بطرح الخلافات جانبا والعمل على إيجاد مخرج لهذه المشكلة المعقدة تحقيقا لمصلحة الشعوب إذ كل القضايا يمكن حلها بالطرق الودية كما ينص على ذلك ميثاق الأمم المتحدة.

لماذا لم تعد الحروب مجدية بالنسبة للشعوب؟

الجواب: لأن موارد الطبيعة قد استنفذت ولم تعد تتحمل المزيد من الحروب المكلفة التي تؤدي لخراب الأوطان وحرائق الغابات التي تعني المزيد من التصحر والتسبب في ظاهرة الجفاف والدفع بالشعوب نحو العطش والفقر فقط لأن قادة البلدان أرادوا ذلك. البلد الذي يخوض حروبا مستقبله سيكون سيئا والدليل على ذلك ألمانيا التي عانا شعبها على أيدي هتلر والاتحاد السوفييتي الذي تفكك بسبب حربه في أفغانستان، وأمريكا التي خاضت حربا مدمرة في كل من العراق وأفغانستان وهي اليوم تريد العرب أن يتورطوا في حروب داخلية وخارجية لكي لا تتاح لهم فرصة البناء والتشييد والتنمية الاقتصادية.
حرب أمريكا في العراق وأفغانستان كلفتها ما يزيد عن 4 آلاف مليار دولار وسنحت الفرصة للصين كي تلحق بأمريكا في مجال التنمية. أمريكا أرادت احتلال المنطقة لمنع التمدد الصيني فإذا بها تتخلف هي وتعطي عدوها أو خصمها الصين فرصة اللحاق بها ومزاحمتها على موارد تلك المنطقة. الحرب شر لا بد من تفاديه قدر الإمكان، ويسمح بها فقط في الظروف القاهرة جدا. البلدان التي تهتم بالحروب وتهمل التنمية ستتفكك داخليا ويأتيها العدو من الداخل.
الشعوب إذا همشت وأهملت قضاياها المشروعة قد تتحول إلى خصم عنيد وعدو لدود للحكام ويصبح خطرها أشد على استقرار البلدان من أعداء الخارج وأكثر دمارا للمجتمعات والدول من الجيوش الجرارة، لذلك نأكد ونلح في التأكيد على أهمية التنمية وحل مشاكل الشعب التي هي مشاكلنا نحن البسطاء ومشاكل أبنائنا الذين ضيعتهم الدولة ولم تضمن لهم الحد الأدنى من مستلزمات العيش الكريم خاصة ونحن مقبلون على أزمة خانقة ولا أحد يعلم كيف يتم الخروج منها بسلام.


          عمار بوجلال، قسنطينة في 16-12-2015
اللهم اصلح أحوالنا وانشر السلام بيننا وبين إخواننا. اللهم آمين.



هوامش:


[1] ذكر بجريدة الخبر أن "الجيش يصفع سعداني ويتجاهل توفيق"، راجع جريدة الخبر الصادرة يوم 15 دبيمبر 2015.

[2] من يعد قراءة الخبر الوارد بجريدة الخبر هذه سيتأكد أن افتتاحية مجلة الجيش لم تتعرض لموضوع القضية الصحراوية، كونها قضية سياسية، إلا تأكيدا واستنادا لما ورد في رسالة الرئيس بو تفليقه. لكن من يكتفي بقراءة العنوان الوارد بتلك الجريدة يفهم خطأ أن الجيش تدخل في أمور السياسة التي هي من اختصاص رئيس الجمهورية.
راجع الخبر، عدد...ليوم 15 ديسمبر 2015، على الرابط الآتي:

Sunday, December 13, 2015

قوانين حماية المرأة الجزائرية والإله آمون

عمار بوجلال، قسنطينة.
ما رأيكم في قوانين حماية المرأة من العنف اللفظي والبدني والتي صادق عليها مجلس الأمة الجزائري مؤخرا؟
بداية أسمحوا لي أن أضرب لكم مثلا بحكاية الرجل (أو الزوج) الذي تخاصم مع زوجته وبالغ في مخصامتها فاشتكته إلى القاضي ولما ذهبا إلى المحكمة وجدا أن القاضي إمرأة، ووكيل الجمهورية إمرأة والمحامين جلهم من النساء، وشرطة المحكمة بعضهم من (الرجال) والبعض الآخر من النسوة، لكن كل المرفوعة ضدهم قضايا كانوا من الذكور، فقال في نفسه: هنا لا بد أن يكون "اللعاب حميده والرشام حميده" (أي أن القاضي سيكون خصمك لا محالة)، وما كان منه سوى أن توسل لزوجته طالبا مصالحتها وإسقاط حقها في متابعته، ثم قال لها: من الآن فصاعدا أركبي ظهري متى شئت ومتى رغبت، لن أعصي لك أمرا ولن أخالف لك رأيا ما دمت حيا!
كذلك لا بد من التذكير أنه يوجد مبدأ، أو ما يشبهه، يدعو القاضي لتفسر القانون لصالح الطرف الأضعف الذي هو المرأة في موضوعنا هذا (والذي ستصبح الطرف الأقوى بعد تطبيق تلك القوانين).
لذلك أرى أنه لا بد للرجال من أن ينشؤا جمعيات للمطالبة بحماية حقوقهم!

على أية حال سأضمن هذه الفقرات القصيرة المتعلقة بقوانين حماية المرأة بعض الأسئلة، أي عن المغزى من سنها وكتابتها والهدف من تطبيقها، وهل يمكنها تحقيق المراد منها؟
1. هل ستحمي تلك القوانين الأسرة وتحقق لها التكامل والسعادة اللازمتين؟
2. أم أن نتائجها ستكون عكس الذي كان متوقعا منها؟
3. هل سيقبل الرجل الجزائري أن يهان في كرامته من طرف الزوجة أو البنت ولا يحق له الانتقاد والاعتراض لأن ذلك قد يجعله تحت طائلة العنف اللفظي والجسدي الذي يعاقب عليهما القانون الجديد؟
4. هل سيبقى غالبية الرجال أو الأزواج متمسكين بالعلاقة الزوجية خاصة عندما تجرهم زوجاتهم للمحاكم لأتفه الأسباب؟
5. وكيف ستتعامل المحاكم القضائية مع الكم الهائل من الشكاوى التي ستتقدم بها الزوجات المعنفات؟
6. وهل ستتسع الجسون المتوفرة بالبلاد للعديد من الرجال الذين يحكم عليهم في جنح ومخالفات ارتكبت في حق زوجاتهم؟
7. وأخيرا أختم هذه القائمة من الأسئلة بطرح القضية الأهم:
لماذا تهتم كل حكومات العالم بالتفكير في ابتكار طرق وأساليب تجلب الرفاهية والمنفعة لشعوبها بينما حكومتنا لا تجتهد إلا في إستيراد أساليب وقوانين (شيطانية) يتم بمقتضاها إخضاع الرجل لسلطان وإرادة المرأة التي صارت تتحكم بالرجل داخل البيت وخارجه؟
لماذا تفكر حكومتنا في نقل المزيد من الامتيازات والحقوق من شريحة اجتماعية، أي من شريحة الرجال التي هي شريحة متعبة ومنهكة، وحقوقها صارت مهضومة من قبل المرأة والدولة، لشريحة أخرى، هي شريحة النساء بغرض الزيادة في سيطرة المرأة على الرجل لكي يصبح مجرد خادم عند سيدته المديرة أو الوزيرة أو الزوجة تماما كما يخدم الكلب صاحبه؟
          عمار بوجلال، قسنطينة في 12-12-2015
اللهم اصلح أحوالنا.

Saturday, December 5, 2015

الجزائر تعود لفرنسا بعد طول انتظار

 
                   عمار بو جلال
 
هل تحررت البلدان العربية واليوم يعاد احتلالها من جديد أم أنها لم تتحرر أصلا؟  الملاحظ لما يجري بمنطقتنا العربية شرقها وغربها يلاحظ عودة الاستعمار من جديد لكن في أشكال وصور جديدة. البعض ظن أن عهد الاستعمار قد ولى للأبد ولم يعد يجرؤ متزعموه على غزو البلاد العربية كالجزائر مثلا. لكن ما حدث ويحدث هنا وهناك وبالمنطقة العربية يرى أن عودة الاستعمار الغربي لها من جديد صارت حدثا واقعيا وليس خيالا أو مسألة محتملة. والدليل على ذلك الشواهد والأحداث التالية.
1. إن إرادة الأحرار في الجزائر والعالم العربي انكسرت وصودرت منذ زمان وكل شيء يبدو قد انتهى. فرنسا وأمريكا والدول العظمى الأخرى تقاسمت بينها مناطق النفوذ وصارت كل منها تتحكم بأمهات القضايا التي تخص دول المنطقة.  فرنسا مثلا قد تعلن عن استعادة امبراطوريتها الاستعمارية في أفريقيا وشمالها عما قريب وقد تعلن عن ذلك من الجزائر.
2. حدثت أشياء كثير وهامة منذ وفاة الهواري بومدين، رحمة الله عليه، في نهاية السبعينيات من القرن الماضي أدت كلها لضعف السيادة الوطنية وتآكلها، وضعفت إرادة الجزائريين ووحدتهم. أين الشباب الجزائري؟ أين طلبة وأساتذة الجامعات؟ أين النقابات، وأين هي المعارضة؟  (أقصد لماذا ضعفت وتلاشت أدوار وإرادات كل من هؤلاء؟) من سيقاوم المد الاستعماري أو عودته؟ دعونا من الأحلام، كل شيء بالنسبة إلي يبدو منتهيا لصالح العملاء وعودة الاستعمار.
3. أساليب الاستعمار الجديد قد تأخذ أشكالا متعددة. أ) فهي قد تتخذ أو تتبنى أساليب الحرب بذريعة التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل كما حصل في العراق، ب) وقد تتخذ الحرب على الإرهاب كذريعة لغزو وتدمير البلدان والمجتمعات التي تظهر بها جماعات مقاومة إسلامية أو إرهابية كما قد يسميها البعض. ج) وقد تتخذ أشكال وذرائع أخرى كالرغبة في نشر الديمقراطية ودعم حقوق الإنسان والإطاحة بالأنظمة الدكتاتورية التي تعارض مصالح الدول الاستعمارية. د) وفي الحالات التي لا تنفع فيها تلك الحيل والأعذار التي تشرع للمستعمر غزوه الهمجي  لبلد عربي أو إسلامي يدبر ذلك الغازي المحتل طرقا وحيلا أخرى أكثر ذكاء وتعقيدا لفرض هيمنته واحتلاله تلك البلدان.
حالة الجزائر قد تنطبق على المثال الأخير حيث نجد أن الاستعمار الفرنسي في حالة الجزائر انتظر بصبر طويل الفرص المواتية للانقضاض على فريسته والتهامها بشراهة كبيرة. وفاة الهواري بومدين، رحمة الله عليه، تعيين الشاذلي بن جديد رئيسا للجزائر ثم حدوث أزمة اقتصادية في نهاية ثمانينات القرن الماضي (نهاية حكم الشاذلي رحمه الله) ونجاح الإسلاميين في الوصول لحكم البلديات والذين أوشكوا على حيازة البرلمان والسيطرة على الجهازين التشريعي والتنفيذي لاحقا، لكن وقف المسار الانتخابي من قبل جنرالات الجيش الجزائري أدى لتعطيل المسار الانتخابي وتعفين الوضع وتعقيده والدخول في ما يشبه الحرب الأهلية مدة عشرية كاملة. 
لكن عودة بو تفليقه لحكم البلد وارتفاع أسعار النفط سمح بتسديد الديون الخارجية وأدى لتراكم احتياطي نقدي (بسبب ارتفاع أسعار البترول ليس إلا) بلغ بضع المئات من بلايين الدولارات. (فرنسا ربما كانت تعلم أن الجزائر مقبلة على بحبوحة مالية، ولذلك فعلت ما فعلت. فعلت ماذا؟ أطاحت بالرئيس زروال وأتت بالرئيس بو تفليقه.) كيف جيء ببو تفليقه لحكم البلد؟ ومن أتى به؟ ولماذا؟ (ليس للاعتراض أو التقليل من شأن الرجل ومكانته بين الجزائريين أو إنكار مساهماته في خدمة الوطن لكن لأن قادة الجيش الجزائري اعترضوا على ترشيحه سنة 1979 مع أنه كان الأوفر حظا في تلك الفترة لتولي منصب رئيس الجمهورية إلى جانب محمد يحياوي). لا أحد تقدم بجواب شافي عن تلك الأسئلة، وكل ما أعلن أن الرئيس زروال قرر مغادرة الحكم لأسباب صحية، (ولم يقولوا سنة 2014 أن الرئيس بو تفليقه يتعذر عليه الترشح لأسباب صحية!)، وأن الشعب والبلد عانيا الكثير من الويلات نتيجة الحرب الداخلية بين الجزائريين، حرب بين إسلاميين وعلمانيين ولا مخرج منها سوى المصالحة التي تطلبت رجلا حياديا بمعنى أنه لم يكن سببا أو طرفا في الكارثة التي وقعت بين الجزائريين بسبب صراع على الحكم لكل طرف حججه وأعذاره.
ولذلك تم الاتفاق على ترشيح عبد العزيز بو تفليقه لمنصب رئيس الجمهورية والذي شغل منصب وزير الخارجية إبان حكم بو مدين رحمه الله . لا تلميحات أن الأمر تم بضغوط من فرنسا أو بإيعاز منها. تم استخلاف اليمين زروال بالرئيس بو تفليقه الذي حكم عهدتين أبدى فيهما براعة وذكاء في إدارة الحكم سيما جهوده المبذولة لتحقيق مصالحة بين الجزائريين كيفما كان شكلها وموقف البعض من نتائجها، لكن خلال العهدة الثالثة اتسعت مشاريعه التنموية معظمها ينحصر في قطاع البنية التحتية وصعب عليه متابعتها عن كثب مما أدى لانتشار الفساد الذي لم ينكره هو ذاته (أي الرئيس بو تفليقه) والذي ربما ظن أن الفساد في الجزائر شر لا بد منه ويصعب التحكم فيه. حجم الفساد الذي طال بعض المشاريع العامة ومرض الرئيس ثم ترشحه لعهدة رابعة رغم اعتراض الكثير من رموز المعارضة، أو ترشيحه من قبل المحيطين به رغم إرادته، أدى لمزيد من المشاكل والتعقيدات. ثم حدثت أزمة أسعار النفط التي زعزعت كيان الحكومة وأفقدتها ثقتها بنفسها وراحت تتخذ من القرارات ما يسعد فرنسا الاستعمارية ويثلج صدور الفرنسيين: بيع القطاع العام لم يرغب وكان لديه المال ولو تعلق الأمر بالمستعمرين أو العملاء السابقين.
سلسلة من الأحداث كلها ساعدت فرنسا لكي تستعيد مجدها الضائع في إفريقيا والعالم العربي وأكدت عودة الجزائر التامة لفرنسا بعد طول انتظار. تتمثل هذه الأحداث فيما يلي: وفاة الرئيس هواري بومدين بمرض غامض، تولي الشاذلي بن جديد رحمة الله عليه رئاسة الجمهورية (رغم أن معظم الجزائيين كانوا يتوقعون ترشح الرئيس بو تفليقه أو محمد يحياوي)، صعود نجم الفيس بشكل حير عقول الكثيرين ثم أن عدم تمكنه من حكم البلاد زاد من شكوكهم وحيرتهم أكثر، ربما كان هدف الاستعمار جعل الصدام بين الإسلاميين والعلمانيين في الجزائر لا مفر منه لكي تضعف البلاد أكثر فأكثر لكي يتسنى له الاستيلاء عليها لاحقا، ثم تم ترشيح بو تفليقه لمنصب رئيس الجمهورية، (مرشح السلطة في الجزائر لا ينهزم في الانتخابات). هل تم ذلك برضا قادة الجيش كلهم؟ أم بمعارضة بعضهم؟ لكن هذا ليس بالمهم إنما الأكثر أهمية هو معرفة الدور الفرنسي في حصول ذلك، وهي النقطة التي لا تتوفر لدينا إجابة عنها.
بعد مرض الرئيس شفاه الله لا حظنا صعود نجم أصحاب الشكارة للسيطرة على الأحزاب والبرلمان لدرجة أنهم صاروا ينفردون بالقرارات الهامة في البلاد على غرار قوانين المالية لسنة 2016 والتي يقال أنها تسمح ببيع شركات سيادية للأجانب خاصة فرنسا المدللة.  فرنسا اليوم استطاعت استعادة الجزائر لنفوذها بكل سهولة ويسر.
فرنسا تستعيد امبراطوريتها الضائعة في الجزائر وإفريقيا والعالم العربي ليس بالحرب المدمرة كما تفعل أمريكا لكن عن طريق انتشار الفساد، أو نشره وزرعه، وظهور الجماعات الإرهابية وانتشار المخدرات وزرع العملاء هنا وهناك. فرنسا أيضا يتحقق لها ذلك بفضل الاحتفاظ بلغتها كلغة سيادية في الجزائر دون أن تعلنها أو تفرضها على الجزائريين كلغة وطنية سيادية لا تنازع من طرف لغات أخرى.
                                   
 

                     عمار بوجلال، قسنطينة، في 05 ديسمبر 2015
الوزير الأول سلال بمعية الرئيس هولاند
 

Sunday, October 4, 2015

صنع بالجزائر: الدولة المدنية التي دعا إليها عمار سعداني تعني ”تشكيل جبهة وطنية لدعم برنامج الرئيس بوتفليقه“

 
AMR BOUDJ, SATURDAY, OCTOBER 04 , 2015
                                                               عمار بوجلال
خلال اجتماع بأمناء المحافظات ورؤساء اللجان الانتقالية (03 من أكتوبر 2015) دعا سعداني (زعيم أكبر حزب جزائري) لتأسيس جبهة وطنية لدعم برنامج الرئيس عبد العزيز بو تفليقه. ونسي أنه كان أجدر به أن يدعو جميع الجزائريين لإنقاذ بلادهم من الكارثة التي أحلت ببلادهم بسبب تطبيق برامج الرئيس بو تفليقه.
الدولة المدنية التي دعا لها السيد عمار سعداني أكثر من مرة لخص معناها أخيرا في الدعوة لدعم برنامج الرئيس: دعم وتصفيق، لا تعقيب ولا تقييم ولا اعتراض على السياسة التي ينتهجها الرئيس عبد العزيز بو تفليقه في الجزائر. هذا ابتكار توصل إليه عمار سعداني بعد دعوته لتطبيق قواعد الدولة المدنية، نموذج لا يختلف كثيرا عن نماذج وأشكال الدول "المدنية " التي آمن بها وطبقها جنيرالات ودكتاتوريات أمريكا اللاتينية خلال فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، بينوشي مثلا، هي دولة الإقطاع ودولة تكميم الأفواه ومصادرة الحريات. دولة إقصاء المعارضة ومطالبتها بالتسبيح باسم الرئيس وبرامجه، وقد تعني أيضا تلك الدولة إقالة الجنرالات وإعفائهم من مهامهم: بن حديد وتوفيق أمثلة على ذلك.
كيف برئيس حزب كبير يعلن للناس أنه يريد إصلاح النظام السياسي في الجزائر من أجل إقامة الدولة المدنية يدعو اليوم الجميع حكومة ومعارضة لدعم برنامج الرئيس وهو يعلم أن ذات البرنامج مثلا قد يتضمن انتزاع أراضي زراعية من أصحابها وتخصيصها لبناء سكنات في الوقت الذي كان يفترض بناؤها بمناطق لا تهدد قوت الجزائريين؟
لماذا دعا لجبهة وطنية لدعم برنامج الرئيس؟ ألا يعلم سي سعداني أن هناك من عارض ترشح الرئيس لعهدة رابعة؟ كيف يدعوهم إذن لدعم برنامج الرئيس؟ ألم يشعر سعداني أن في كلامه ذلك استهتار بعقول الناس وإهانة للمعارضة مهما كان شكلها؟ بعض المنتمين لتلك المعارضة عبروا عن استيائهم من ترشح الرئيس لعهدة رابعة فكيف بهم يدعمون برنامجه؟ هل يظن سعداني أن برنامج الرئيس الذي يدعوا الجميع لتزكيته ودعمه قرآنا كله صواب ولا يحتمل أي خطأ؟ وما فائدة الأحزاب والمعارضة إذا تجرأ شخص ما وطالبها بضرورة دعم برنامج مرشح حزب آخر؟
علما بأن العيب اﻷكبر لا يكمن في برنامج الرئيس بحد ذاته لكن في تطبيقه: مثلا كلنا يريد سكنا أو وظيفة لنفسه ولأبنائه ويتمنى لو تقوم الحكومة ببناء سكنات ومصانع، لكن يجب أن لا يتم ذلك على حساب أهداف وألويات أخرى:
المدن والسكنات يجب بناؤها بعيدا عن اﻷرض الزراعية، والمصانع يجب توزيعها على مختلف مناطق الوطن وأن تقام بعيدا عن المدن حتى لا تتسبب في تلوثها وتخلق مشاكل صحية لساكنيها.
أما برنامج الرئيس بو تفليقه الذي يدعو السيد سعداني لمساندته فلم يحترم هذه المعايير البسيطة  لا من حيث التصميم ولا من حيث التطبيق، فكيف به يطالب الجميع أن يشارك في دعمه؟ من يفعل ذلك يعتبر في نظري مشاركا في الجريمة التي تقترف في حق الشعب والوطن: جريمة الاعتداء على الأرض الزراعية وتلويث المحيط والمدن بمصانع أقل ما يقال عنها أنها غير منتجة!

هؤلاء لا يفرقون بين الأشخاص والدول: سعداني الذي طالما دعا لتبني خيار نهج الدولة المدنية لا يكاد يميز بين بو تفليقه والدولة الجزائرية.

كان أجدر بهذا الزعيم  أن يدعو جميع الجزائريين لإنقاذ بلادهم من الكارثة والمستقبل المجهول الذي أوصلتنا إليه برامج الرئيس بو تفليقه.
                                                          Amr Boudj


Sunday, September 27, 2015

ماذا يجب فعله حتى لا تتكرر حادثة منن التي أدت لسقوط ما يقارب الألف ضحية من الحجيج؟

                                                      Amr Boudj

يستنتج من صور الفيديوهات التي تم تداولها عبر أدوات التواصل الاجتماعي أيام عيد الأضحى أن حادثة التدافع تلك والتي ذهب ضحيتها ما يقارب الألف من الأموات رحمة الله عليهم أجمعين أنها تكون  قد وقعت نتيجة عمل مدبر من داخل السعودية أو خارجها لإصابة أكبر عدد ممكن من الجرحى والقتلى.

لو وقع حادث مشابه في دولة ديمقراطية تحترم نفسها لتمت مساءلة الحكومة وتم محاسبة المسؤولين عن إدارة شؤون الحجيج منعا لوقوع حوادث في المستقبل، لكن الحكومة السعودية تصرفت عكس ما كان ينبغي فعله.

لذلك أدعو إخواني المسلمين في كل مكان للقيام بما يأتي بيانه:

1. المطالبة بإجراء تحقيق مستقل عن الحكومة السعودية كحل استعجالي.

هذه الخطوة يجب ألا تغضب الحكومة السعودية التي استهانت بأرواح المسلمين كما بينت الصور التي أظهرت تكدس الجثث وترك الجرحى دون تقديم الاسعافات في الوقت المناسب.

2. المطالبة بإنشاء سلطة مستقلة عن الحكومة السعودية (شبيهة بدولة الفاتكان) مهمتها إدارة شؤون الحج وإبعاد المقدسات اﻹسلامية عن التلاعب/الاستغلال السياسي.

أتمنى أن يستفيق المسلمون يوما ما ويطالبون باﻹشراف الكامل على مقدساتهم الدينية لإبعادها عن النفوذ الأمريكي والصهيوني.

كما أتمنى أن يدرك المسلمون أهمية المطالبة بنزع الثقة من نظام صودرت إرادته منذ زمان وتحول إلى مجرد خادم ﻷسياده الصهاينة ولم يعد يؤتمن على إدارة شؤون المسلمين وحجيجهم.

كما لا يجب أن ننسى أن تلك الأخطاء وغيرها حولت مهمة أداء شعيرة دينية مفروضة إلى ما يشبه الذهاب للمشاركة في حرب العدو والخصم فيها غير معروفين.

Friday, September 18, 2015

هل من خطة لإخراج الجزائر من الانسداد الذي هي عليه اليوم؟


 
عمار بوجلال، قسنطينة.

البعض كتب ساخطا يصف الوضع الذي آلت إليه الأمور في الجزائر والذي صار يتسم بفقدان الأمل في النضال من أجل الإصلاح والتغيير نحو مستقبل أفضل، ولكن غاب عليهم أن يذكرونا أن تلك الوضعية التي نعيشها اليوم لم تظهر عشوائيا وإنما هي جاءت كنتيجة لمخططات ثعالب ماكرة لا يهمهم سوى خدمة مصالحهم، كرهوا الناس في كل شيء: في أصولهم ودينهم ولغتهم وتاريخهم وحبهم لوطنهم وثورتهم. يحدثونك عن الثورة والشهداء، رحمة الله عليهم، وهم يسعون لجمع المال بكل الطرق والوسائل ويكدسون الثروات ويريدون البقاء في السلطة إلى أبعد مدى ممكن، بل ويريدون أن يخلدوا فيها إلى أبد الآبدين.
الدكتور سليم قلالة، مثلا، كتب تعليقا بعنوان "لن أُضحي من أجل دنيا غيري" نشر على موقع الشروق الجزائري عبر فيه عن تضمره من الانسداد الحاصل في جزائر اليوم حيث فسد العمل السياسي وفقد الشعب الأمل في الطبقة السياسية بكامل أصنافها حكاما ومعارضة ولم يعد يستبشر خيرا في عمل الجميع: فالجميع في نظر عامة الناس صار مهتما بخدمة مصالحه وجمع الثروة بما في ذلك المعارضة التي لم يعد يرجى منها فائدة.1 ولمح هذا الأستاذ أن الأمور يمكن تحسينها إذا نحن التزمنا أخلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم وطبقنا القواعد التي سار عليها سلفنا الصالح كما فعل أبو بكر، وعمر رضي الله عنهما، وغير ذلك.
لكن غاب على الأستاذ قلالة أن يطرح السؤال: ما المطلوب فعله إذا نحن قررنا الخروج من هذه الوضعية المأساوية دون مبالغة ودون تهويل أو دون الرجوع بنا إلى الوراء لقرون مضت؟ أو الرجوع بنا إلى العهد الذي كان عليه أسلافنا وآباؤنا الأوائل نظرا لأن أخلاقهم وعلاقاتهم فيما بينهم مهما تدهورت لم تبلغ في السوء والتدهور لما وصلت إليه أخلاقنا وعلاقاتنا اليوم؟ فالطمع والفساد تفشيا في البلاد وتدهورت الأخلاق وفقدت الثقة بين الناس ولم يعد المصلح الحقيقي، إن وجد، يعرف كوع من بوع، أي أنه لم يعد يدري من أين سيبدأ عملية الإصلاح وأين ستقوده تلك العملية؟
وهكذا عندما يريد البعض مساعدتنا في الخروج من تلك الوضعية المتأزمة تجدهم يقترحون علينا العودة لقرون مضت وهم يعلمون علم اليقين أن النفوس قد فسدت وإصلاحها صار صعبا للغاية بالتالي القضية لا تكمن في النهج والنظام الأخلاقي الذي ينغي اتباعه لتحقيق الإصلاح المنشود وإنما المسألة برمتها تتعلق بضمائر فسدت وتحول أصحابها إلى مجرد ذئاب بشرية تبحث عن فرائس وفرص لاقتناصها واستعمالها كسلم تصعد عليه إلى مراتب عليا ويتنصلون بعد ذلك من كل الوعود والتعهدات التي قطعوها على أنسهم أمام الناس.
 
اللهم اصلح أحوالنا.



http://politics.echoroukonline.com/articles/199773.html

Sunday, August 30, 2015

قول على قول في ما وصلت إليه الحركات الإسلامية من طرق مسدودة

عمار بوجلال، قسنطينة في 2015-08-30

 

تعليق عمار بوجلال على مقال مصطفى كبير الذي يلعن فيه الوضع الذي آلت إليه الحركات الإسلامية

 

كلامكم ياسي كبير حكيم وموزون ويصف بمرارة واقع الحركات اﻹسلامية واﻷفق المسدود الذي وصلت إليه. لكن يجب على من قمروا وتحملوا الرسالة أو اﻷمانة أن يتحلوا بالشجاعة ويقولون للناس ها نحن قد اجتهدنا وأخطأنا ويجب علينا التعلم من دروس وأخطاء الماضي. لحد الساعة نجد حركة واحدة أعلنت أنها تعلمت قليلا من تلك اﻷخطاء هي حزب النهضة التونسية. زعماؤها، الغنوشي وأحمد مورو وغيرهم، كانوا أذكياء بما فيه الكفاية حيث قرروا إبعاد أنفسهم وحزبهم ومناصريهم عن مغامرات قد لا تحمد عقباها. لكن هناك عوامل أخرى ساعدتهم وفرضت عليهم تلك الخيارات. الظروف الاقتصادية المزرية التي واجهت الشعب التونسي واعتماد تونس على النشاط السياحي ومقاومة القوى العلمانية لنفوذ النهضة وعدم تركها تستحوذ على الحكم بمفردها، كذلك استفادت من تحالفاتها مع القوى الديمقراطية بقيادة المرزوقي. عوامل داخل حزب النهضة، أعضاؤها ربما لم يتركوا القيادة تعمل بمفردها وفرضوا عليها مطالبهم المتمثلة في ضرورة الحصول على رغيف الخبز، وعوامل خارجها تخص المجتمع التونسي ومستواه التعليمي وعدم استسلام التوانسة لإرادة حزب بعينه...هذه العوامل وغيرها فرضت على زعماء النهضة التصرف بحكمة ورزانة بالتالي أفادوا واستفادوا. بالمقابل نجد مرسي وجماعته تصرفوا بعنجهية وغرور (تماما كما فعل عباسي مدني وعلي بن حاج أطال الله في عمريهما) أدى بهم إلى طريق مسدود وكانت النتيجة كارثة أحلت بهم وبمصر. لماذا بعد كل ذلك لم يراجعوا خططهم؟ أليس الاستمرار في ذلك النفق المسدود سوى عبارة عن انتحار جماعي مع سبق النية واﻹصرار؟ هل نفع المحرضون على العصيان المدني الشعب المصري وحزب الإخوان؟ هؤلاء بخلوا على مرسي بالأموال لما كان في حاجة ماسة إليها لأن الأزمة الاقتصادية والفقر كانا من الأسباب التي أطاحت بحكم الإخوان. لا تهمنا أخطاء الجيش المصري وجماعة السيسي هم أيضا يبررون مواقفهم بمحاولة انقاذ البلاد من الانهيار الكامل وإبعادها عن شبح التقسيم. لكل حججه، لكن من معه الحق؟ بالطبع وكما علمتنا تجارب التاريخ أن الذي يملك القوة واﻷنصار هو الذي يصفق له بالفوز في النهاية. أقول لهؤلاء اصبروا ورابطوا فرب ضارة نافعة وتعلموا جيدا من تجاربكم السابقة وتجارب غيركم ولا تستعجلوا عجلة التاريخ ولا تكلفوا أنفسكم أكثر من طاقتها ولا تحملوها الكثير فالأزمة والنكسة التي أصابتكم وأصابت بلدانكم بسبب خطط محضرة على استعجال قد تطول وتطول. خطط تم إعدادها من طرف هواة في الدعاية السياسية والشعبية، استغلوا الدين ربما لأغراض سياسية، دعاية قائمة على دغدغة عواطف الناس وبعيدة كل البعد عن التحليل الموضوعي المناسب للبيئة الداخلية والخارجية. هذه الأزمة أو النكسة قد تطول وقد تمتد لفترة عقود وربما قرون. افترضوا أنفسكم تعيشون مرحلة ما قبل الهجرة، فعليكم بالصبر، لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وليس عليكم أن تصلوا اليوم أو غدا أو يصل غيركم من اﻷجيال التي ستأتي من بعدكم. اﻵن وقد دخل العالم العربي واﻹسلامي في أزمة معقدة قد يتطلب الخروج منها عقودا وقرونا من الزمن ﻷن أعداء أمتنا لا زالوا أقوياء وهم مستمرون في الضغط. والله ورسوله أعلم. نسأل الله العفو والعافية والخروج العاجل من هذه المحنة التي ألمت بأمتنا.

                                     عمار بوجلال، قسنطينة في 30 أوت 2015

Sunday, August 23, 2015

البعض يحمل النظام السوري وحده مسئولية الجرائم التي ترتكب هناك



      عمار بوجلال، قسنطينة في 23-08-2015

البعض قد يتعاطف مع بشار على افتراض أنه كان جالسا ببيته وجماعة هاجموه ألا يحق له الدفاع عن النفس؟ هذا لا يعني أنهم يجارونه في أفعاله وتصرفاته ويريدون اختيار مصيره لأنه صار متورطا في قتل أبرياء لا حول ولا قوة لهم. نحن العرب عاطفيون ولا نحكم عقولنا في كثير من القضايا لذلك قد نستغل من طرف أعدائنا بسهولة تامة.

لكن لنعد قليلا إلى الوراء، لبضعة شهور خلت، أي قبل وقوع الثورة أو التمرد الشعبي في سوريا، هل تجدون ما يمكن قراءته عن سقوط قتلى هناك؟ هل سمعتم عن وقوع جرائم وضحايا ارتكبها النظام السوري وقتذاك؟ ألم تكن سوريا حينئذ بخير رغم وجود بعض القمع الممارس من طرف النظام هناك؟ سوريا حقا تعرضت لمؤامرة كونية شاركت فيها العديد من الأنظمة من بينها بعض الأنظمة العربية العميلة. هل سيبني هؤلاء الأعراب سوريا التي دمروها؟ وهل سيعيدون للشعب السوري كل حقوقه أو يخففون عنه معاناته بعد ما حرضوه على الثورة والحرب الأهلية؟ هؤلاء أيضا مجرمون شركاء في الجريمة التي اقترفت ولا زالت تقترف بحق الشعب السوري.

بعض الإسلاميين تنقصهم الشجاعة ولا يجرؤون على قول الحقيقة كما هي، أو ينقصهم النضج السياسي، ولا أعتقد أنهم مؤهلين لقيادة بلدان بحجم سوريا أو مصر وغير ذلك. انظر كيف تسببوا في تدمير العراق وتمزيقه وتشريد شعبه، ألم تكن أحزاب إسلامية هي التي فعلت كل ذلك؟ تلكم أفعال معارضة إسلامية جاءت على ظهور دبابات المستعمر، وأحزاب إرهابية قتلت وخربت باسم الدين وباسم مقاومة الاستعمار. سذاجة هؤلاء تستغل من طرف المستعمرين الذين لا يريدون الخير لنا.

هل تصدقون أن أمريكا وإسرا ئيل والغرب عموما يريدون حقا إقامة الديمقراطية في الوطن العربي؟ أو يرغبون في إقامة نظام إسلام حقيقي ينفع أهله ويرفع شأنهم أمام خالقهم؟ هل فعلا تصدقون تلك الأكذوبة؟ أكذوبة أن أمريكا كانت تنوي إقامة نظام إسلامي حقيقي في العالم العربي وهم أعداء ألداء لهذا الدين الحنيف؟ هل تظنون أن الغرب غبي لهذا الحد لكي يسمح بحدوث ذلك؟


المعارضة الراديكالية والعصيان المدني لن ينفعا في التعامل مع غالبية الأنظمة العربية، والتجارب التي وقعت هنا وهناك خير دليل على ما نقول: الجزائر سابقا مرت بمحنة مشابهة لكنها لم تحقق للشعب الجزائري والنظام الحاكم سوى المزيد من الويلات والمآسي. مصر اليوم تمر بمحنة مشابهة ونسأل الله أن يقلل من الضحايا والخسائر التي قد تتسبب فيها، كما نتمنى لإخواننا المصريين كل الخير والسلام.


الصدام مع قوات الأمن والجيش خطأ كارثي يجب تفاديه قدر الإمكان لأنه لن يجلب للبلاد والعباد سوى الدمار والقتل والخراب. ماذا حققت للشعوب العربية تلك الثورات والحروب الأهلية؟ إن كانت فعلا مفيدة للشعوب والأوطان لماذا لا تطبق وتمارس في أمريكا أو إسرائيل، أو في أراضي الأنظمة العميلة التي شجعت على وقوعها هنا وهناك؟ اذن ما فائدة قلب أنظمة ودول وإقامة مكانها وعلى أنقاضها أشباه دول ودويلات؟ هل نقوم بكل ذلك من أجل وضع البعض في مناصب المسئولية، بعد أن نعيث في الأرض فسادا ونساهم في هتك العرض ونتسبب في تشريد الشعوب والتنكيل بها؟ فكروا جيدا قبل الإقدام على القيام بفعل أشياء نكراء كتلك. لا تغرنكم العنتريات، ولن تنفعكم الخطب الحماسية المشحونة بالتحريض على الفتن التي يلقيها دعاة من وراء أبراج مشيدة، يحضون برعاية سامية من طرف أنظمة عميلة تابعة للمستعمر.

كل خطأ سيحاسب عليه الإنسان اليوم أو غدا ولو بعد الوفاة. لا يجب أن نشغل أنفسنا بأخطاء الرئيس ولو عظمت، ولا تعنينا أخطاء القادة والجنرالات ولو بلغت عنان السماء. هذه ليست أسباب مشروعة تدعونا وتدعوا غيرنا لتوريط الشعب في فتن وحروب أهلية لا طائل من ورائها.

كل إنسان محاسب عن أخطائه وجرائمه عندما يعرض على ربه.

قال الله تعالى: "من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه، ومن ضل فإنما يضل عليها، ولا تزر وازرة وزر أخرى، وماكنا معذبين حتى نبعث رسولا". صدق الله العظيم. (الآية 15 من سورة الإسراء)

عمار بوجلال، آخر تحديث تم يوم 24-08-2015

Friday, August 21, 2015

القيم الثقافية التي تهمش المرأة تساعد على تنمية التنظيمات الإرهابية

 ارتكاب الجريمة ضد المرأة باسم داعش
يحدث هذا بالمناطق التي يسيطر عليها، أو يقترب منها، تنظيم داعش المشبوه- سيما في سوريا والعراق.
لا أعتقد أن تنظيما سريا كهذا سيفيد العرب والمسلمين، ومحاولاته عبارة عن شطحات عبثية. إذا كان فعلا ينوي قادة هذا إقامة خلافة إسلامية فلماذا إذن لا يتصرفون كما تصرف النبي محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة في عهده أو من بعده؟ لماذا لا يشاركون في القتال كما شارك الرسول والصحابة في قتال المشركين؟ لماذا يضحون بغيرهم من الشباب المغرر بهم ويستثنون أنفسهم؟ لماذا لا يرسلون أبناءهم إلى ساحات المعارك؟
لكن الشباب والدعاة الذين ينساقون وراءهم هم الذين حيروا عقولنا أكثر. أليس لهؤلاء عقول يحكمونها قبل الانخراط في ذلك التنظيم المشبوه؟ لماذا يفجرون أنفسهم في حضرة إخوانهم من العرب والمسلمين؟ هل تصرف أحد من الصحابة أو الرسل والأنبياء كما يتصرفون؟ لماذا تجد البعض يدافعون عنهم بحماسة شديدة ويتلمسون لتصرفاتهم شتى أنواع الأعذار ولا يستنكرون أفعالهم الشنيعة تلك؟ حدوث شيء كهذا مقزز لا شك في ذلك.
بالنسبة لموضوع القسوة والجريمة ضد النساء دون مبرر، كأن يتهم البعض زوجته أو أخته بالخيانة وارتكاب الفاحشة ثم القيام بتعذيبها وقتلها بدم بارد الأمر الذي يتكرر حدوثه في بعض المجتمعات العربية، حله عندي بسيط:
على كل النساء مغادرة المنطقة التي تنتشر بها تلك الظاهرة والهجرة جماعيا حيث يجدن التقدير والاحترام من الرجال. في بعض مناطق الشرق الأوسط يعامل الرجل إمرأته أو أخته وكأنها متاع أو حجارة، ليس ككائن بشري له إحساس وعواطف وشخصية متميزة.[1]

متى ستتغير تلك العقلية المتحجرة التي همشت المرأة؟
 قيم كهذه بالتأكيد أنها ساهمت بفعالية في إنشاء التنظيمات الإرهابية.
كل سلفي إرهابي إلا ويتميز بخصال مشابهة. المرأة "متاع"، "مكانها البيت"، و"لا يحق لها قيادة السيارة".
ادرسوا طرق تفكيرهم وعقلياتهم وستأكدون من صدق الكلام الذي أقول.
 
                                                   عمار بوجلال، قسنطينة في 21-08-2015.



[1] . اليوم قرأت أخبارا تحكي عن جرائم الشرف وقعت بسوريا ونسبت لداعش، طالع صحيفة رأي اليوم التي يشرف على أدارتها عبد الباري عطوان، على الرابط الآتي:


Tuesday, August 18, 2015

موسم التخلي عن مساندة النظام والتوجه لدعم المعارضة قد لاح أفقه في الجزائر

عمار بوجلال
 

لم أتصور في حياتي قط أن يأتي اليوم الذي تتغير فيه العقليات وتتبدل المواقف وينتهي الأمر بأصحابها، الذين كنا نعدهم من أنصار النظام ومقربيه، فيتحولون فجأة لصف المعارضين لحكم الرئيس بو تفليقه وطريقة إدارته شؤون الجزائر.

حدث هذا في الجزائر وسيحدث المزيد منه سيما بعد الانخفاض السريع لعائدات النفط نتيجة تراجع الإنتاج وانهيار الأسعار التي يباع بها النفط الجزائري. المال العام كان الزاد الوحيد الذي يمتلكه بو تفليقه لشراء رضى الشعب والأنصار والمحافظة على تماسك النظام الذي أسسه هو منذ مجيئه لسدة الحكم في 1999.

قد نتعجب ويتعجب غيرنا من الذي حصل ويحصل، أي هجرة الناس وتخليهم عن النظام والانضمام للمعارضة أو الابتعاد عن السياسة كليا، لكن خوف هؤلاء الناس على مستقبل أبنائهم ومستقبل بلادهم (الجزائر) ربما كان السبب وراء تقلبهم السريع واتخاذهم لقرارات ومواقف شتى من النظام الحاكم.

ثقة الجزائريين بنظام الحكم اهتزت كثيرا ولا يمكن استعادتها بمجرد تعديلات دستورية قد ترضي زيدا أو عمرا وقد لا ترضي أحدا، إصلاحات قد تطبق وقد لا تطبق.

كذلك نقول أن زمن الديمقراطية وحقوق الإنسان قد ولى ولن يكون له صدى في المستقبل المنظور: المستقبل سيكون للصراع والعنف، والمغالبة بكل الوسائل والطرق الممكنة.

هدفنا ليس منع هذا الصراع والعنف كليا، ولكن لكي نتعلم الطرق المناسبة لإدارة شؤوننا سلميا ومواجهة أزماتنا وصراعاتنا بالطرق التي نختارها نحن بمحض إرادتنا لا الطرق التي تفرض علينا وتتحكم بنا، وهي أساليب وطرق قد تِؤذينا وتؤذي من نحب؛ طرق لا تؤدي لانهاك ثرواتنا وتدمير بلادنا التي ضحى من أجل تحريرها آباؤنا وأجدادنا ودفعوا في سبيل ذلك الكثير من دمائهم وعرقهم.

السلم والديمقراطية ضروريان لكنهما مرتبطان بعوامل شتى أهما الوعي الشعبي، وتوفر الوسائل المادية كالثروة التي يجب توزيعها بعدالة. هذه الوسائل والمقومات الضرورية، العدالة والموارد المادية، نراها إما شبه غائبة أو مغيبة عمدا وإما يساء توزيعها واستعمالها كما هي الحال بالنسبة للعيدد من البلدان العربية. (أو هكذا تبدوا الأمور في هذه البلدان إذ كلما طالبت جماعة من المواطنين بالحصول على حقوق مشروعة كلما قوبلت تلك المطالب بالرفض من قبل المسؤولين في الدولة بحجة انعدام الأموال.)

لذلك يحق لنا القول أنه لا يمكن تصور بناء مجتمع ديمقراطي أو إرساء دولة القانون والحكم الراشد

good governance باليسر الذي قد يبدو للبعض.

من هناك حق القول: أن الصراع مع القوى الشريرة هو صراع دائم ومستمر في هذه البلاد أو تلك، وهو صراع حتمي وليس صراع اختياري.

زيادة على ذلك يجب القول أن: خدمة الوطن مسألة واجبة وحتمية على كل الأفراد والجماعات الذين ينتمون لذلك الوطن، هي مسألة مفروضة علينا كلنا وليست مزية أو منحة يتفضل بها الحاكم علينا. كلنا شركاء في خدمة الوطن ومصيرنا كله معلق ومرتبط بنجاح التنمية في هذا الوطن أو ذاك.

هناك من يحتكر الكلام باسم التاريخ والماضي المشرف للوطن والشعب- يستغل ذلك الرصيد التاريخي أو الديني لخدمة مصاح وأغراض شخصية ويقصي ويبعد المواطنين الآخرين، الشرفاء الذين ضحوا بكل ما يملكون من أجل وطنهم وشعبهم، بل وبكل وقاحة قد يلبس هؤلاء تهمة الخيانة والولاء للاستعمار، قديمه وجديده، دون دليل يذكر.

 كلمة وطن هنا يقصد بها الوطن القطري أو المحلي كالجزائر أو العراق، أو الوطن الأكبر الذي يشمل الأمة العربية كلها وقد يضاف إليها الأمة الإسلامية أيضا. (الوحدة العربية أو الإسلامية ليست من المستحيلات السبع، لكن عندما تتوفر الإرادة السياسية ويتخلى الزعماء العرب وغيرهم عن أنانياتهم، ويضعون نصب أعينهم مصالح شعوبهم وأوطانهم سيدركون أنها الغاية والوسيلة التي ستساعدهم في التخلص من كثير من المحن التي يمر بها العالمين العربي والإسلامي في عصرنا هذا.)
 اللهم، أعن الذين يسعون في خدمة البلاد، ولا يبغون في الأرض الفساد، ولا يرجون الرضا من أحد غير رضاك.
اللهم أعنا في سعينا هذا، ويسر ولا تعسر علينا، وانفع بأعمالنا العباد والأوطان.
اللهم آمين يا رب العالمين.
                            عمار بوجلال،
                                         قسنطينة، جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية.
 آخر تعديل يوم 18 من أوت 2015



Friday, June 12, 2015

تنظيم داعش: من أنشأه؟ ومن موله؟ وماذا يراد به؟

 
عمار بوجلال، الجزائر، قسنطينة، 2015-06-12
 
مقالة هامة تلخص أهم السناريوهات وراء تمويل داعش وسبب تفوقه في الحروب الجارية في كل من سوريا والعراق. صاحب المقالة عرض عدة سناريوهات، واحتمالات تقف وراء مصادر تمويلوإنشاء ودعم داعش وجبهة النصرة.[1]
البداية تعود لعقدي الثمانينات والتسعينيات من القرن الماضي حيث شجعت كل من أميركا والسعودية على إنشاء وتمويل التنظيمات الجهادية لمقاومة التواجد السوفيتي في أفغانستان. بعد طرد الروس من هناك بدأت خطط أمريكا وحلفاؤها من دول الخليج بتوجيه تلك التنظيمات لضرب استقرار الأنظمة المناوئة لمصالح أمريكا وإسرائيل. استمرت السعودية في تمويل القاعدة والنصرة وداعش لوقف المد الإيراني الشيعي في المنطقة. من الاحتمالات المقترحة دور إيران. قد تكون إيران لها مصلحة في تقديم الدعم بالمال والسلاح لداعش بهدف إضعاف حكومة المالكي وجعلها في حاجة للسند الإيراني.  لكن صدامات هذا التنظيم مع حلفاء إيران، كحزب الله ونظام بشار، في كل من العراق وسوريا يخرج هذا الاحتمال من الحسابات السياسية. قد يكون نظام صدام أو بالأحرى ما تبقى منه هو من مول ودعم داعش خاصة وأن العديد من ضباط الجيش العراقي السابقين يحتلون مناسب قيادية في تنظيم داعش. قد تكون تركيا لها مصلحة في تمويل تنظيم داعش إذ عن طريقه يكون لها كلمة في تحديد مصير المنطقة. قد تكون قطر الدولة الصغرى بالمنطقة لها مصلحة في تمويله [حيث يعطيها ذلك نفوذا يعوضها عن النقص الذي تشعر به].
بقي احتمالان أساسيان وراء انشاء وتمويل تنظيم داعش: أميركا وإسرائيل هما الدولتان اللتان تملكان أكبر مصلحة في نشوء داعش وتحقيقه انتصارات هناك. الدور الأميركي تم شرحه، لكن الدور الإسرائيلي يشكل أهم الترجيخات ويكاد يكون مؤكدا. عناصر داعش، كما ورد بالمقالة، يقفون على مقربة من الجنود الإسرائيليين ولا يوجهون نحوهم بنادقهم ورصاصهم، وجرحاهم تقدم لهم الإسعافات من طرف الجيش الإسرائيلي وينقلون للعلاج إلى داخل إسرائيل.
تهدف كل من أميركا وإسرائيل لتشويه الإسلام كمخطط لتشويهه ومحاصرة نفوذه. إسلام داعش و[النصرة] يتصف بمذهب "الخوارج"، وهي الغاية التي تريدانها هاتان الدولتان.
هذه الأعمال الشيطانية والمتمثلة في التحريض على الفتن بين المسلمين ستؤدي لتنصيب السفياني كخليفة للمسلمين على سوريا، يسمونه بالمهدي، وهو المهدي المزيف وليس المهدي الحقيقي. الأمر هذا سيؤدي لقيام حرب عالمية يكون  اليهود شرارتها، عن طريق إثارة الفتن والتحريض على نشوب الاقتتال بين المسلمين على أساس الصراع الطائفي، العرقي، الديني وما شابه ذلك.
لكن في المقالة نوع من الإشادة بدور النظام السوري والجيش العربي السوري، فكل الدول والأنظمة أدينت من قريب أو بعيد إلا هذان الطرفان لم يدانا على اعتبار أنهما ضحايا المؤامرة التي حيكت ضدهما من طرف الصهيونية العالمية، وأميركا أداتها. تقول المقالة: "وقد يرى البعض أن إسرائيل" – العدو الأكبرلسوريا – وجدت أنه من الضروري أن يتواجد لها على الأراضي السورية مقاتلون يأتمرون بأمرها، لتكون صاحبة كلمة فصل في أي حل يطرح للمعضلة السورية."
كما يسعى صاحب هذه المقالة لتشويه أهداف هذه التنظيمات أكثر ويحذر من شرورها الجميع، فيقول: "إسرائيل" هي أذن المستفيد الأكبر من "داعش" ومن تحركاتها وأفعالها البشعة ، وفي القريب العاجل سيتم إطلاق هذا التنظيم في مصر والسعودية وليبيا وغيرها من الدول العربية ليعيث في الأرض فساداً كما جاء بالأحاديث النبوية عن خوارج العصر من الجماعات التي ستظهر في نهاية الزمان فتقتل المسلمين وتدع الكافرين كما شرحت بمقال سابق."
لكن الذي يؤخذ على النظام السوري أنه تصرف تجاه القضية "المؤامرة" بغباء تام وراح يصب الزيت على النار. إذ لو تصرف النظام السوري بذكاء وحكمة تجاه المصيبة التي أحلت بنا جميعا لاستطاع إبطال مفعولها، مفعول المؤامرة هذه، وتمكن من التصدي لها بكل فعالية: لماذا تنجح إسرائيل وأميركا وهما الدولتان اللتان لا تربطهما أية صلة بالإسلام، ويتمكنان من استخدام الدين الإسلامي الحنيف كأداة لضرب أتباعه بينما يفشل أتباعه، وعلى رأسهم النظام السوري، في حماية أنفسهم من المخاطر التي تحدق بهم، كأن يستعينوا بالله ونبيهم ودينهم وعقيدتهم الإسلامية التي تجمع ولا تفرق بين أحد منهم؟ أظن أن النظام السوري وشبيحته ومن والاهم كانوا أحد أسباب وعوامل الأزمة، أو أطراف ووقود لهذه المؤامرة التي حيكت ضد هذه الأمة والتي لم ولن تستثني أحدا من سكان المنطقة إلا وأصابته بشررها التطاير هنا وهناك.
هل لو طلب الرئيس بشار الأسد التحاور مع إخوانه وخصومه من المعارضة، من أتباع السنة وغيرهم، وسعى لضمهم إلى جانبه وصاروا شركاء وحلفاء له، هل كان أعداء الأمة الحقودين عليها ليستطيعون استغلال المعارضة والدين الإسلامي وكل شيء بما في ذلك تجار الدين ودعاة السوء والفتن، وما أكثرهم في عالمنا العربي والإسلامي، لصالحهم وصالح مخططاتهم الجهنمية التدميرية؟

وأختم هذا التعليق بفقرة أقتبسها من المقالة الذكورة:[2]
"وإذاكانت هذه كلها مجرد أحتمالات ، فإنها تظل مجرد ترجيحات لتفسير حدود تمويل ودفع فاتورة "دولة العراق الإسلامية"،ثم ما آلت إليه كحركة "داعش"، أثناء مراحل قتالها ضد الجيش السوري النظامي. أما بعدأن دخلت مرحلة القتال ضد الجبهة الإسلامية وأحرار الشام والنصرة والجيش السوري الحر وغير ذلك من التنظيمات، فانه يصبح من شبه المؤكد، لا المرجح فحسب، أن أيا من الدول سابقة الذكر، لم يعد له مصلحة في تمويل "داعش" وتسديد فاتورتها إلا "إسرائيل" وربما حليفتها "أميركا" ، اللذين يسعيان لتشويه الإسلام بما تفعله داعش الرافعة للراية الإسلامية من أعمال إجرامية في كل المنطقة ، وثانياً يسعيان لإشعال حرب سنية شيعية وعرقية بالمنطقة وتقسيمها وتفتيت جيوشها وتنصيب السفياني بسوريا كخليفة للمسلمين ومهدي مضاد للمهدي الحقيقي ، وفي النهاية التمهيد للحرب العالمية القادمة أو الملاحم الكبرى التي سيقوم الصهاينة بإشعالها في منطقة الشرق الأوسط وينقسم العالم ويتصارع فيما بينه علي أراضي دول هذه المنطقة."


                                     عمار بوجلال، قسنطينة، 12 جوان 2015.
 



[1] . تعليق وتلخيص لمقالة بعنوان:

"ما هي أهداف تنظيم داعش وجبهة النصرة ومن يقف وراء تمويلهما"

 
[2] . نفس المرجع السابق.


Wednesday, May 27, 2015

حسن نصر الله يعد بالتضحية بثلاث أرباع طائفته من أجل أن يعيش الثلث المتبقي بكرامه

عمار بوجلال، قسنطينة، في 2015-05-30

كم تمنيت يا سيد نصر الله لو أنكم أعلنتم التعبئة العامة ضد عدوكم وعدو إخوانكم من العرب والمسلمين كافة وليس فقط ضد أبناء جلدتكم. لماذا تستغلون شعارات طائفية أكل الدهر عليها وشرب فيما لا ينفعكم وينفع حلفاءكم؟ هل تريدون حربا شاملة لا تترك شيعيا أو سنيا إلا وأصابته بشرها؟ هل يشرفكم تصرفكم هذا، وهل تعتقدون أن الله سيجازيكم أحسن الجزاء على عمل بائس كهذا، والذي سيرضي أعداء أمتكم أولا وقبل كل شيء؟ هل من يفكر وفق منطق ساذج كهذا يستحق الانتماء لأمة عظمها الله، أمة الإسلام التي شهد الله لها بالحكمة والرحمة والعدل والإنصاف؟ قال الله في محكم تنزيله: ..."كنتم خير أمة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر..."؟ هل أنتم حقا تشعرون برضا خالقكم عن أفعالكم هذه؟ تصريحاتكم هذه دليل على فقدانكم الصبر والصواب، إذ أنها تصرفات وتصريحات تدل أنكم فقدتم التمييز بين الحق والباطل، وبين الخير والشر؟

 
 لماذا لم تنصحوا حليفكم وصديقكم بشار منذ مدة كافية لكي يدخل إصلاحات على نظامه المتهالك والذي ورثه عن الميت والده، إصلاحات تليق بسوريا ومكانتها بين الدول، إصلاحات تمنح دورا يليق بالمعارضة كما هو معمول به في بقيت بلدان العالم؟ هل يرضيكم الدمار الذي حدث ويحدث بسوريا؟ لماذا تحملون المعارضة وحدها كل المسئولية عن الخراب الذي أصاب سوريا دون أطراف النظام؟ لا لوم على من همشهم وخوهم النظام الذي تعشقونه وتضحون بعشيرتكم من أجله، النظام الذي أغلق في وجه المعارضة السورية كل الأبواب، بل ونفاهم إلى خارج البلاد؟ سوريا ليست ملكا شخصيا لأحد ما، لكنها حق وملك لكل السوريين. لماذا لا تصارحون حليفكم بالحقيقة "المرة"، كأن تقولون له: "لقد اشتهدتم وأخطأتم وعليكم الآن بترك الرئاسة لغيركم". اتركوهم أحرارا يجربون حظهم علهم ينجحون. بعد الذي جرى ويجري بسوريا نستطيع القول جازمين أن آخر سوري، مهما كان مستواه الثقافي والعلمي ومهما كانت تجربته في الحكم يستطيع قيادة سوريا إلى بر الأمان ولو اضطر لتسييرها برجليه.
 
 لن تخلدوا في هذه الحياة الدنيا ولن تحجزوا لكم مكانا مشرفا في جنة الخلد. مواقفكم وتصرفاتكم الشنيعة هذه تدينكم. مكانكم معروف مسبقا! أنتم تعرفون منزلتكم ومكانتكم عند الله خالقكم، وصديقكم بشار المعروف بجرائمه ضد شعبه ضمن لنفسه مكانة "محترمة" تليق به وبفخامته! أنتم ورطتم أنفسكم معه وورطتم أبناء عشيرتكم!

اليوم لا منقذ لكم من جهنم وحرها الشديد الذي يشوي الجوه، لا علي كرم الله وجهه ولا الحسين رحمة الله عليه، ولا إسرائيل التي تتظاهرون بعداوتها، ولا حلفاؤكم الآخرون كإيران أو أميركا التي تناصبونها العداء في الظاهر! لن تنفكم صلاتكم، ولا صراخكم، ولا آلامك، ولاأية قوة أخرى ستنقذكم من المصير الذي ينتظركم والذي رسمتموه لمستقبلكم! لن ينفعكم مذهبكم ولا طائفتكم ولا إيمانكم أو كفركم: لقد قمرتم، وأسأتم القمار، وخسرتم كل شيء، وسوف تنالون جزاءكم عما قريب! ما أصركم على الباطل! وما أصبركم على النار ولهيبها!

ملاحظة:

اليوم ثوار سوريا صاروا يقاتلون بأريحية وشجاعة وشهية كبيرة إذ لم نعد نشاهدهم يصرخون ويتألمون كما كانوا يفعلون في بداية الثورة. هذه المعاناة يبدو أنها انتقلت إلى أعدائهم من جيش بشار وحلفائه كإرهابيي حسن نصر الله.
 لمزيد من التفصيل حول تصريحات هذا الزعيم الفاشل اتبع الرابط الآتي:
 
 
عمار بوجلال، قسننطينة، الجزائر
آخر تحديث:  30 ماي، 2015