هل تصدقون أن أمريكا وإسرا ئيل والغرب عموما يريدون حقا إقامة الديمقراطية في الوطن العربي؟ أو يرغبون في إقامة نظام إسلام حقيقي ينفع أهله ويرفع شأنهم أمام خالقهم؟ هل فعلا تصدقون تلك الأكذوبة؟ أكذوبة أن أمريكا كانت تنوي إقامة نظام إسلامي حقيقي في العالم العربي وهم أعداء ألداء لهذا الدين الحنيف؟ هل تظنون أن الغرب غبي لهذا الحد لكي يسمح بحدوث ذلك؟
المعارضة الراديكالية والعصيان المدني لن ينفعا في التعامل مع غالبية الأنظمة العربية، والتجارب التي وقعت هنا وهناك خير دليل على ما نقول: الجزائر سابقا مرت بمحنة مشابهة لكنها لم تحقق للشعب الجزائري والنظام الحاكم سوى المزيد من الويلات والمآسي. مصر اليوم تمر بمحنة مشابهة ونسأل الله أن يقلل من الضحايا والخسائر التي قد تتسبب فيها، كما نتمنى لإخواننا المصريين كل الخير والسلام.
الصدام مع قوات الأمن والجيش خطأ كارثي يجب تفاديه قدر الإمكان لأنه لن يجلب للبلاد والعباد سوى الدمار والقتل والخراب. ماذا حققت للشعوب العربية تلك الثورات والحروب الأهلية؟ إن كانت فعلا مفيدة للشعوب والأوطان لماذا لا تطبق وتمارس في أمريكا أو إسرائيل، أو في أراضي الأنظمة العميلة التي شجعت على وقوعها هنا وهناك؟ اذن ما فائدة قلب أنظمة ودول وإقامة مكانها وعلى أنقاضها أشباه دول ودويلات؟ هل نقوم بكل ذلك من أجل وضع البعض في مناصب المسئولية، بعد أن نعيث في الأرض فسادا ونساهم في هتك العرض ونتسبب في تشريد الشعوب والتنكيل بها؟ فكروا جيدا قبل الإقدام على القيام بفعل أشياء نكراء كتلك. لا تغرنكم العنتريات، ولن تنفعكم الخطب الحماسية المشحونة بالتحريض على الفتن التي يلقيها دعاة من وراء أبراج مشيدة، يحضون برعاية سامية من طرف أنظمة عميلة تابعة للمستعمر.
كل إنسان محاسب عن أخطائه وجرائمه عندما يعرض على ربه.
قال الله تعالى: "من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه، ومن ضل فإنما يضل عليها، ولا تزر وازرة وزر أخرى، وماكنا معذبين حتى نبعث رسولا". صدق الله العظيم. (الآية 15 من سورة الإسراء)
No comments:
Post a Comment