Friday, February 17, 2017

الحروب الطائفية والقومية في المشرق العربي تبدو مستمرة ولا نهاية لها!

عمار بوجلال

الأمريكان والإسرائيليون لهم القدرة على التخطيط والتوجيه لضرب الأعداء والعرب (حكام دول الخليج خاصة) لهم قدرة فائقة في تقبل الإملاءات والأوامر الصادرة عن المحتلين سبق لي وأن كتبت تعليقات (منذ أيام الحرب على غزة) في هذا الموضوع المتعلق بالتعاون والتنسيق بين السعودية وإسرائيل بخصوص التهديد الإيراني لأمن الدول العربية في منطقة الخليج، حتى أن بعض السعوديين يعتبرون تهديدات إيران أكبر وأخطر من التهديدات التي تشكلها إسرائيل على مصير الشعوب العربية والإسلامية نظرا لأن التهديدات الإسرائيلية تنحصر أساسا في الأمور المادية (كضم جديد لأراضي وثروات الشعوب الدول العربية خاصة الثروات المائية) أما التهديد الإيراني فيشمل الأخضر واليابس زيادة على مسه بالعقيدة الإسلامية_السنية والذي يعني "فرض المذهب الشيعي على أتباع المذهب السني"، حسب ظنهم. إيران تمر بنفس الظروف التي مر بها العراق أيام حكم صدام حسين رحمة الله عليه، فهل ستوجه لها أمريكا وإسرائيل ضربة موجعة أم أن الأمر يتعلق بمجرد مسرحية يلعبونها على الشعوب العربية وحكامهم لابتزاز المزيز من المال العربي وشغل هذه الشعوب عن قضيتهم الأهم وهي قضية تحرير فلسطين؟! لكن هذا الكلام لا يجب أن ينسينا أبدا في الجرائم التي ارتكبتها إيران في حق كل من الشعبين العراقي والسوري على أيدي مليشياتها (كالحشد الشعبي) والأنظمة التابعة لها، جرائم تتجاوز في بشاعتها الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في حق الشعوب والأوطان العربية منذ نشأتها في عام 1948 إلى يومنا هذا!

الشروق أون لاين الجزائرية كتبت في هذا الموضوع بعنوان: "تحالف عربي إسرائيلي لمواجهة إيران". 1

1- http://www.echoroukonline.com/ara/articles/514378.html

The Two Books God's Written

عمار بوجلال

"God has, in fact , written two books, not just one. Of course, we are all familiar with the first book he wrote, namely Scripture. But he has written a second one book he called creation."1

"Francis Bacon (1561-1626) was arguably the founder of modern science because he introduced and systematized the rationale for the use of experiment and induction..." 2

Amr Boudj

Notes

1. https://www.goodreads.com/author/quotes/50964.Francis_Bacon

2. You can continue reading more comments on this quote of F. Bacon at this website: http://revelation4-11.blogspot.com/2012/09/gods-two-books-is-helpful-metaphor.html?m=1

Thursday, July 14, 2016

مؤامرة الإرهاب على الجزائر خلال تسعينيات القرن الماضي

عمار بوجلال


فيما يلي تحليل لمقالة تطرق صاحبها لمسألة تمويل الإرهاب والتحريض عليه خلال سنوات #العشرية_السوداء (#الجزائر) من القرن الماضي واتهم فيها كلا من #السعودية و #إسرائيل و #فرنسا بالعمل على زعزعت أمن الجزائر والمشاركة في التحريض على الإرهاب وتمويله. صاحب المقالة استند لتصريحات منسوبة لرئيس الحكومة الجزائرية السابق #علي_بن_فليس.
     مقالة ورد فيها أن كلا من السعودية مولت النشاط الإرهابي بالجزائر، حيث أنها اشترت أسلحة من إسرائيل التي سلمتها لفرنسا التي بدورها تعاملت مع بعض العسكريين الجزائريين ونسقت معهم مقابل دفع رشاوي لهم من أجل تسليم تلك الأسلحة للإرهابيين الذين كانوا ينشطون بالجزائر (المقالة لم تذكر أسماءهم ولا أعدادهم) استنادا لمعلومات يكون بن فليس قد أدلى بها لأحد #المدونين_الأردنيين (كما زعم). 
     
 لكن لا بد من الإشارة لبعض الملاحظات بخصوص هذه المقالة. 
  1.  أولا لدي بعض التحفظات على الشروط التي وضعها السفير الأمريكي على #الرئيس_بوتفليقه و #بن_فليس، رئيس حكومته آنذاك، وإلزامهما بضرورة حفظ مداخيل الجزائر من #الغاز و #البترول بالبنوك الأمريكية والفرنسية، والتوقف عن دعم القضية الفلسطينية وحزب الله وإيران مقابل وقف العمليات الإرهابية! لكن يمكن القول أن بعض هذه الشروط قد تكون صحيحة بينما بعضها قد لا يكون كذلك. 
  2.  الملاحظة الثانية أن القضاء على الجماعات الإرهابية لم يأت كنتيجة لاتفاق تم بين الرئيس بوتفليقة مع السفير الأميركي الذي ضغط بدوره على كل من السعودية وفرنسا وإسرائيل وطلب منهم التوقف عن دعم الجماعات المسلحة في الجزائر...أو أن ذلك الأمر (أي القضاء على الجماعات الإرهابية) جاء كنتيجة لتسلم الجزائر معلومات من أمريكا حول مواقع الجماعات الإرهابية وأماكن تواجدها على التراب الجزائري حيث بعدهاسارعت الجيش الجزائري بالقضاء عليهم كما ذكر بالمقالة التي استندت لشهادة بن فليس المزعومة. في هذا الكلام مغالطة كبيرة وهو كلام مخالف للواقع الميداني لأن الجماعات الإرهابية تم القضاء عليها كليا تقريبا حتى قبل مجيء بوتفليقة للحكم وليس في عهده وعهد بن فليس، وبعد وقف الدعم المادي واللوجيستي للإرهابيين وتسليم أمريكا لمعلومات عن أماكن تواجدهم بالجزائر. كلام كله تضليل وأكاذيب ولا يصدقه إلا الذين يجهلون الجزائر وشعبها عندما يفهم اللعبة ويتلاحم مع جيشه العظيم الذي لم يبخل أفراده بالتضحية بدمائهم وأرواحهم دفاعا عن الجزائر وشعبها! 
  3. إذا كانت أمريكا تمسك فعليا بخارطة تواجد الإرهابيين على التراب الجزائري وغيرها فلماذا عجزت هذه الدولة العظمى عن القضاء عليهم (الإرهابيين) في كل من أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا وغيرها؟! 
  4. في المقالة معلومات تقلل من مكانة الجيش الجزائري وتقلل من دوره وشأنه في محاربة الإرهاب والانتصار عليه خاصة بعد ما تمكن من استمالة الشعب الجزائري إلى جانبه واستطاع كسب تعاونه ابتداءا من سنوات 1993-94 وما بعدها. كذلك يجب عدم التقليل من الدور الذي قام به رجال #الدفاع_الذاتي (الباتريوت) الذين جعلوا الإرهابيين يواجهون بمقاومة مسلحة حيث ما حلوا وارتحلوا.
  5. الملاحظة الخامسة أن المقالة تقلل من شأن الرؤساء والملوك العرب، بمن فيهم حكام فرنسا وإسرائيل، وتجعلهم مجرد لعبة بين أيدي السفير الأمريكي بالجزائر. ألهذا الحد يهان #الملك_عبد_الله، رحمة الله عليه، والذي رفض الاستجابة لطلب #بوتفليقة و #بن_فليس الذي ذهب في زيارة خاصة للسعودية خصيصا لهذا الغرض لكن الملك عبد الله أصر على الاستمرار في دعمه وتمويله للنشاطات الإرهابي بالجزائر إلى أن ضغط عليه السفير الأمريكي وأمره بتنفيذ الاتفاق الذي تم بينه وبين حكام الجزائر؟!! 
  6. في المقالة إشادة بالدور الذي قام به الرئيس بوتفليقة في إخماد نار الفتنة بالجزائر وأن ذلك جاء نتيجة صفقة عقدها مع أمريكا تقضي بتسليم ثروة الجزائريين للأمريكان؟! 
 لكن لماذا جاءت هذه الاعترافات على لسان بن فليس؟! وماهو مصير الأموال التي وضعت بالبنوك الأمريكية؟ 
وهل يمكن سحبها عند الضرورة؟ إلى غير ذلك من الأسئة التي تبقى دون أجوبة. 
ولذلك قررت نشر هذا التعليق على مواقع بعض المسؤولين علهم يساهمون ببعض المعلومات والتعليقات حول الإرهاب وتمويله والتحريض عليه، أو القول أن الأمر لا يستحق كل هذا الاهتمام.

 فيما يلي مقتطفات من تلك المقالة: 
 "ويذكر الجيوسي أن الرئيس بوتفليقة فوجئ بعدما اكتشف الأطراف المعنية التي ينبغي إبلاغها بهذا الاتفاق، ويتعلق الأمر بكل من “فرنسا و إسرائيل والسعودية “، حسبما جاء في المنشور، وبرر السفير الأمريكي كلامه أن “السعودية هي التي تقوم بتمويل شراء السلاح من إسرائيل، وتقوم إسرائيل بإرساله إلى فرنسا، وفرنسا بدورها وعن طريق بعض ضباط الجيش الجزائري المرتشين والذين يتعاملون معها، يوصلونها للجماعات الإسلامية المتطرف”. توضح التدوينة أن السفير الأمريكي وعد بوتفليقة بـ”إبلاغ فرنسا وإسرائيل باتفاقنا وعليكم إرسال شخص من طرفكم للتحدث إلى الملك عبد الله ملك السعودية حيث سيكون أسهل إبلاغه عن طريقكم نظرا لصعوبة التفاهم معه”. (...) ويقول الجيوسي في تدوينته انه بعد”عدة أيام توقف الدعم والتمويل للإرهابيين، وتم تزويد القوات المسلحة الجزائرية من الأمريكان بإحداثيات لمواقعهم وأماكن تواجدهم، حيث قامت القوات المسلحة بالقضاء عليهم وخلال فترة بسيطة من الوقت".[1] 
.................. 

[1]. http://aljazair24.com/featured/33651.html

Saturday, June 4, 2016

الجزائر بكالوريا 2016: تسريبات الأسئلة وكيف ستعالج مستقبلا؟

                                              عمار بوجلال



هذه التسريبات أثبتت أن المشرفين على تسيير الامتحانات ب‏وزارة التربية والتعليم‬ يتبعون أساليب قديمة في كتابة الأسلة وحفظها وتوزيعها على الممتحنين!
إنهم يتبعون طريقة بدائية تعتمد على احتجاز الأساتذة كرهائن ومنعهم من الاتصال بالعالم الخارجي ومصادرة هواتفهم ومنعهم من الاتصال بذويهم على ما يبدو...طريقة تعود لعصر ما قبل الإنترنت، طريقة تتجاهل أننا نعيش في الألفية الثالثة أو يخشى أصحابها العيش في هذه الألفية، طريقة تقوم على نظرة احتقار وتجريم للوسائط الإعلامية الحديثة واعتبارها خطرا يتهدد البلاد والعباد بمصير مجهول....
الظاهرة لا تخص وزارة التربية والتعليم وحدها بل تعني أيضا العديد من المؤسسات الرسمية بسبب جهل كبار الموظفين لاستخدام الحاسوب والذين يحتكرون القرار ويهمشون الإطارات الكفأة في توزيع المناصب العليا ومنح الأجور.
تخوفات هؤلاء الحكام من التكنولوجيات الإعلامية الحديثة ازدادت حدة بعد تداول إشاعات أن تلك التكنولوجيات الإعلامية ساعدت في قلب أنظمة عربية بائدة بعد وقوع ثورات ربيعية وخريفية. لكن هؤلاء الحكام يتجاهلون أن تلك العقلية المتخلفة وانتشار الفقر والفساد وتهميش العلم والعلماء والشباب هي العوامل الحقيقية التي استغلها أعداء أمتنا وراحوا يزرعون الفوضى والاضطرابات العنيفة في بلدان عربية عدة...التكنولوجيا لم تكن سببا ولكنها كانت وسيلة، والتكنولوجيا إذا لم تستغل في مجالها المشروع فإنها ستستغل من طرف الأعداء والمتربصين بأمتنا وفاقدي الأمل من أبنائنا وبناتنا بسبب احتكار المناصب من قبل الديناصورات وتهميش المثقفين والشباب.
لذلك نطالب بإعادة الاعتبار للمثقف ووضع الثقة في التكنولوجيا الإعلامية والحاسوب....الحاسوب ليس عدو لنا بل هو صديق وأداة نستعين بها في تخزين المعلومات وتوصيلها للآخرين في الوقت الذي نريده.
من هنا وجب على الوزارات تغيير الطرق البدائية في التسيير والكف عن تهميش الإطارات في منح المناصب والتكليف بالمهام ومنح الأجور والعلاوات، والمناصب تمنح بناء على الجدارة والاستحقاق وليس بناء على اعتبارات الجهوية والمحسوبية والصداقة...
لكن من خلال جولة في الصفحات والمواقع الرسمية على الإنترنت يتبين أن هذه المعايير غير محترمة وأن من يصممها ويشرف على متابعتها هم أناس فاقدون للجدارة والكفاءة، أو أنهم موظفون لا يتلقون الدعم المادي والمعنوي والمتابعة من طرف الرؤساء وكبار الموظفين في الوزارات والدولة. (عجبا كيف يقبل هؤلاء بوضعية مزرية كهذه؟!)


الحل الذي نقترحه:


ننصح بإعادة النظر مستقبلا في هذه الطرق البدائية كاحتجاز أساتذة لبضعة أسابيع بهدف منع تسريب الأسئلة، والقيام بربط مراكز الامتحانات كافة بشبكة أو شبكات إعلامية networks بواسطة DSL, 4G, 3G، هذه الروابط ضرورية لتفادي أي عطل في إحدى هذه الشبكات الإعلامية، وعند بدء الامتحان بدقائق توزع الأسئلة على مراكز وقاعات الامتحانات في كل الولايات.
كذلك يمكن اعتماد طريقة بسيطة جدا وقليلة التكلفة وهي تتمثل في بث الأسئلة عبر شاشات التلفاز وعبر الإنترنت في نفس الوقت. التلفزيون متوفر وفي متناول المؤسسات التربوية ويمكن تزويد كل القاعات التي يجرى فيها الامتحان بجهاز استقبال TV، أما الأسئلة فتحفظ لدى شخصية ما أو ثلاث أشخاص بالوزارة، هذا ويمكن تطوير هذه الطرق والأمر متروك للمعنيين والمختصين.

هكذا بوسائل بسيطة وغير مكلفة سيتمكن المعنيون من توزيع الأسئلة آنيا على جميع التلاميذ أو الطلاب الممتحنين في كامل التراب الوطني. طرق ستساعد، بإذن الله تعالى، في تجنب كل تسريبات وتعقيدات نحن في غنى عنها.

                                                              




Sunday, April 3, 2016

التعليقات الطويلة على الفيسبوك غير مرغوب في قراءتها

                                                                                 عمار بو جلال  


 بعض الناس، خاصة فئة الشباب، قد لا يرغبون في قراءة التعليقات الطويلة التي يزيد مضمونها عن 3 أو 5 أسطر مثلا.  

إذن ماذا علينا فعله لكي نغير من الطريقة التي نكتب بها حتى نتمكن من تسويق أفكارنا ورسائلنا للغير كي ننفع وننتفع بها؟   

بعض الفيسبوكيين مثلا لديهم مشاريع هامة لكنهم عجزوا عن إقناع الآخرين بها وبجدواها. بعض المعلقين لديهم مشاريع تتمثل في السعي لإقناع الناس أن بشار، مثلا، ظلم واعتدي على دولته أو قصره، وأنه صار من حقه الدفاع عن نظامه بكل وسيلة متاحة له ولو تطلب ذلك إلقاء براميل النفط على سكان مدنيين وقتلهم بطريقة وحشية بمن فيهم الأطفال والنساء والعجزة، أي ونعم قتل الأطفال والنساء فأين المشكلة؟ كما قد يعتقد هؤلاء!  

مشاريع كتلك قد تفرض على أصاحبها مصاحبة الجن والكتابة بلغاتهم وما شابه ذلك، أو الكتابة بألفاظ وعبارات مشوقة  تثير الشفقة والرحمة في قلوب الناس كي يستعطفون ودهم وتلين قلوبهم وتطيب نفوسهم للذين ظلموا، بالضم والكسر، (أي "المساكين" من أمثال بشار ونصر الله وخامنئي إيران) الذين أعتدي عليهم من طرف أطفال لم يحسن آباؤهم تربيتهم! 

كذلك قد يتمثل الحل البديل في مطالبة الآخرين بضرورة بذل الجهد لكي يغيروا من عاداتهم حتى يصبحوا قادرين وراغبين في قراءة المقالات الطويلة نسبيا؟ 

 بالطبع الخيار الأول يبدو الأسهل والأقرب للمنطق والذي يتضمن قيام الإنسان، صاحب القضية والمشروع، بتغيير ذاته وأساليبه واستيراتيجياته حتى يتمكن من تبليغ أفكاره للآخرين وعرضها عليهم، وإقناعهم بها، أو يكتب بأسلوبين أحدهما طويل والآخر قصير.  

فالله سبحانه وتعالى، مثلا  خاطب مخلوقاته من البشر بالأسلوبين معا: الأسلوب القصير والأسلوب الطويل، أي خاطبهم بالسور القصيرة والسور الطويلة، وهذه حكمته سبحانه وتعالى مع عباده فلم يفرض عليهم أسلوبا معينا.  

الناس من حيث الرغبات مختلفون بعضهم يحب المقالات والتعليقات المكتملة، أي الطويلة نسبيا، والبعض الآخر يحب المقالات القصيرة جدا التي تتضمن جملا قصيرة وعبارات غريبة معبرة ومسلية حول موضوع ما كالدفاع عن المجرم بشار مثلا، وهي مهمة تبدو مستيحلة رغم ذلك هناك من يسعى للقيام بها.  

                    

                               هذه وجهة نظر نفعني الله وإياكم بها.

كيف نوفق بين رغباتنا ورغبات المجتمع؟

قد يدخل الإنسان في صراع مع ذاته ومع رغباته نتيجة اختلافها نوعا ما مع توجهات وقناعات البعض من الذين نعيش معهم أو نخالطهم أثناء حياتنا اليومية، كذلك قد تتعارض تلك الرغبات وقيم المجتمع حيث نعيش. فالأسئلة التي قد تطرح على بعضنا قد تشمل ما يلي:  
ما دينك؟ وما مذهبك؟ وهل تصوم وتصلي مثلا؟ وماذا تأكل وتلبس؟ وما حزبك؟ وعلى من ستنتخب؟ ومع من تقف أو تصطف؟ إلى آخر الكلام والقائمة قد تطول.  
راحة البال تكاد تنعدم والحياة تتعقد أكثر فأكثر نتيجة العيش في تلك البلدان والمجتمعات نظرا لانتشار المواقف والقيم السلبية فيها، مثالها المجتمعات العربية والإسلامية التي يعد المجتمع الجزائري أحدها. وربما نظرا لتلك الأسباب والعوامل تنتشر كثرة الأمراض هناك اللهم عافينا وعافي غيرنا منها.  
  كيف إذن يمكن التخفيف من وطأة وشدة الآثار السلبية التي تتركها تلك المواقف والسلوكيات المنحرفة والتي قد تسلط على حياة البعض منا وتجعلها في اضطراب شقاء دائمين؟
فالوزيرة هدى إيمان فرعون Houda imane faraoun مثلا كتبت على صفحتها بالفيسبوك الاقتراح الآتي:

”لا تسمح لأحد أن يُقلل من شأن #حُلمك ، #كلماتك ، #أمانيك ، #إيمانك ، #ذوقك ، #حياتك ، إجعل كل ما يخصك #عظيم. فالنقاش مع #الجهلاء .. كالرسم على الماء مهما #ابدعت ،،، لا يبقى اي #أثر...“ (انتهى كلام الوزيرة)
لكن، أولا،  لا نريد القول أن هذا الأمر سهل وبسيط وأنه لا يتطلب بذل الجهد اللازم لإقناع الأنفس التي تعودت على العادات السلبية والتي ستقاوم كل سعي لتغييرها.
 أما ثانيا، فإن كان بعضنا يحسب حسابات لفلان وعلان كالأقارب والأصدقاء مثلا فيلزم مضاعفة الجهود لتحقيق ذلك التغيير المنشود.  
هذه الطريقة رغم أهميتها لحياة الناس فقد يعترض عليها من طرف بعض الدعاة.  
 فهذه السياسة (أو طريقة الحياة) بالضرورة ستصطدم بعوائق الثقافة المجتمعية ومواقف بعض الرجال المتدينين الذين سهلنا لهم أمر التدخل في شؤوننا وحياتنا الخاصة ربما لدرجة قد تخالف حتى أحكام الشريعة نفسها.
                              اللهم أصلح أحوالنا ويسر ولا تعسر علينا. اللهم آمين يا رب العالمين.                                                                                                    
                                                                                           عمار بو جلال

Wednesday, December 16, 2015

مجلة الجيش الجزائري تعارض تصريحات سعداني وتستبعد الحل الوشيك لقضية الصحراء الغربية

عمار بوجلال، قسنطينة.

من المعروف أن سعداني، كما يفهم من تصريحات بعض خصومه، لا يتكلم باسمه أو باسم حزبه عادة لكنه قد يتكلم باسم مجموعة الرئاسة والمقربين منها. السياسة الخارجية كما هو معلوم يحددها رئيس الجمهورية لا غير وذلك طبقا لنصوص الدستور الجزائري. ولذلك فقد بدأ الجيش الجزائري في الابتعاد عن السياسة تدريجيا خاصة منذ مجيء بوتفليقه للحكم سنة 1999. لكن بما أن المؤسسة العسكرية أعلنت مرارا وتكرارا ابتعادها عن الشؤون السياسية فكيف نقرأ الاتجاه الذي اتخذته مجلة الجيش والذي جاء بمثابة الرد على تصريحات سعداني المؤيدة لحل قضية الصحراء؟ ذلك أن قضية الصحراء الغربية والكلام حولها يعد من السياسة وتحديدا السياسة الخارجية؟[1]

في واقع الأمر أن افتتاحية الجيش لم تتطرق لموضوع القضية الصحراوية كونها تتعلق بمجال السياسة الخارجية إلا اعتمادا أو استنادا لما ورد في رسالة رئيس الجمهورية بمناسبة إحياء ذكرى إعلان الدولة الصحراوية، وكما ورد في جريدة الخبر أن..."هذا الموقف ليس وليد اليوم، كما جاء في رسالة رئيس الجمهورية، إنما هو نابع من مبادئ الثورة التحريرية المجيدة وقيمها،....إلىخ."[2]
لكن موقف سعداني لا يمكن التقليل من أهميته وقد يكون معبرا عن رغبات وتمنيات الكثيرين من الأفراد في الجزائر والدول المجاورة والذين يفضلون حلا سلميا وسريعا للقضية الصحراوية التي طال أمدها وأدت لتجميد مسار الاتحاد المغاري والضرر بمصالح شعوبه. منطقيا لا أتصور وجود من يرغب في تعقيد الأمور وتأزيمها واستمرار النزاع وتفاقمه لدرجة تهديد استقرار المنطقة وتعطيل مشاريعها الوحدوية ذلك أن وقت الحروب والمغامرات قد ولى ولم يعد ينفع الشعوب. كل شعوب المنطقة، أو غالبيتهم، على الأقل يرغبون في العيش في سلام ويريدون التركيز على التنمية وتقوية الاتحاد المغاربي. ولا مستقبل لدويلات متصارعة داخليا وخارجيا. ولذلك نطالب الزعماء بطرح الخلافات جانبا والعمل على إيجاد مخرج لهذه المشكلة المعقدة تحقيقا لمصلحة الشعوب إذ كل القضايا يمكن حلها بالطرق الودية كما ينص على ذلك ميثاق الأمم المتحدة.

لماذا لم تعد الحروب مجدية بالنسبة للشعوب؟

الجواب: لأن موارد الطبيعة قد استنفذت ولم تعد تتحمل المزيد من الحروب المكلفة التي تؤدي لخراب الأوطان وحرائق الغابات التي تعني المزيد من التصحر والتسبب في ظاهرة الجفاف والدفع بالشعوب نحو العطش والفقر فقط لأن قادة البلدان أرادوا ذلك. البلد الذي يخوض حروبا مستقبله سيكون سيئا والدليل على ذلك ألمانيا التي عانا شعبها على أيدي هتلر والاتحاد السوفييتي الذي تفكك بسبب حربه في أفغانستان، وأمريكا التي خاضت حربا مدمرة في كل من العراق وأفغانستان وهي اليوم تريد العرب أن يتورطوا في حروب داخلية وخارجية لكي لا تتاح لهم فرصة البناء والتشييد والتنمية الاقتصادية.
حرب أمريكا في العراق وأفغانستان كلفتها ما يزيد عن 4 آلاف مليار دولار وسنحت الفرصة للصين كي تلحق بأمريكا في مجال التنمية. أمريكا أرادت احتلال المنطقة لمنع التمدد الصيني فإذا بها تتخلف هي وتعطي عدوها أو خصمها الصين فرصة اللحاق بها ومزاحمتها على موارد تلك المنطقة. الحرب شر لا بد من تفاديه قدر الإمكان، ويسمح بها فقط في الظروف القاهرة جدا. البلدان التي تهتم بالحروب وتهمل التنمية ستتفكك داخليا ويأتيها العدو من الداخل.
الشعوب إذا همشت وأهملت قضاياها المشروعة قد تتحول إلى خصم عنيد وعدو لدود للحكام ويصبح خطرها أشد على استقرار البلدان من أعداء الخارج وأكثر دمارا للمجتمعات والدول من الجيوش الجرارة، لذلك نأكد ونلح في التأكيد على أهمية التنمية وحل مشاكل الشعب التي هي مشاكلنا نحن البسطاء ومشاكل أبنائنا الذين ضيعتهم الدولة ولم تضمن لهم الحد الأدنى من مستلزمات العيش الكريم خاصة ونحن مقبلون على أزمة خانقة ولا أحد يعلم كيف يتم الخروج منها بسلام.


          عمار بوجلال، قسنطينة في 16-12-2015
اللهم اصلح أحوالنا وانشر السلام بيننا وبين إخواننا. اللهم آمين.



هوامش:


[1] ذكر بجريدة الخبر أن "الجيش يصفع سعداني ويتجاهل توفيق"، راجع جريدة الخبر الصادرة يوم 15 دبيمبر 2015.

[2] من يعد قراءة الخبر الوارد بجريدة الخبر هذه سيتأكد أن افتتاحية مجلة الجيش لم تتعرض لموضوع القضية الصحراوية، كونها قضية سياسية، إلا تأكيدا واستنادا لما ورد في رسالة الرئيس بو تفليقه. لكن من يكتفي بقراءة العنوان الوارد بتلك الجريدة يفهم خطأ أن الجيش تدخل في أمور السياسة التي هي من اختصاص رئيس الجمهورية.
راجع الخبر، عدد...ليوم 15 ديسمبر 2015، على الرابط الآتي:

Sunday, December 13, 2015

قوانين حماية المرأة الجزائرية والإله آمون

عمار بوجلال، قسنطينة.
ما رأيكم في قوانين حماية المرأة من العنف اللفظي والبدني والتي صادق عليها مجلس الأمة الجزائري مؤخرا؟
بداية أسمحوا لي أن أضرب لكم مثلا بحكاية الرجل (أو الزوج) الذي تخاصم مع زوجته وبالغ في مخصامتها فاشتكته إلى القاضي ولما ذهبا إلى المحكمة وجدا أن القاضي إمرأة، ووكيل الجمهورية إمرأة والمحامين جلهم من النساء، وشرطة المحكمة بعضهم من (الرجال) والبعض الآخر من النسوة، لكن كل المرفوعة ضدهم قضايا كانوا من الذكور، فقال في نفسه: هنا لا بد أن يكون "اللعاب حميده والرشام حميده" (أي أن القاضي سيكون خصمك لا محالة)، وما كان منه سوى أن توسل لزوجته طالبا مصالحتها وإسقاط حقها في متابعته، ثم قال لها: من الآن فصاعدا أركبي ظهري متى شئت ومتى رغبت، لن أعصي لك أمرا ولن أخالف لك رأيا ما دمت حيا!
كذلك لا بد من التذكير أنه يوجد مبدأ، أو ما يشبهه، يدعو القاضي لتفسر القانون لصالح الطرف الأضعف الذي هو المرأة في موضوعنا هذا (والذي ستصبح الطرف الأقوى بعد تطبيق تلك القوانين).
لذلك أرى أنه لا بد للرجال من أن ينشؤا جمعيات للمطالبة بحماية حقوقهم!

على أية حال سأضمن هذه الفقرات القصيرة المتعلقة بقوانين حماية المرأة بعض الأسئلة، أي عن المغزى من سنها وكتابتها والهدف من تطبيقها، وهل يمكنها تحقيق المراد منها؟
1. هل ستحمي تلك القوانين الأسرة وتحقق لها التكامل والسعادة اللازمتين؟
2. أم أن نتائجها ستكون عكس الذي كان متوقعا منها؟
3. هل سيقبل الرجل الجزائري أن يهان في كرامته من طرف الزوجة أو البنت ولا يحق له الانتقاد والاعتراض لأن ذلك قد يجعله تحت طائلة العنف اللفظي والجسدي الذي يعاقب عليهما القانون الجديد؟
4. هل سيبقى غالبية الرجال أو الأزواج متمسكين بالعلاقة الزوجية خاصة عندما تجرهم زوجاتهم للمحاكم لأتفه الأسباب؟
5. وكيف ستتعامل المحاكم القضائية مع الكم الهائل من الشكاوى التي ستتقدم بها الزوجات المعنفات؟
6. وهل ستتسع الجسون المتوفرة بالبلاد للعديد من الرجال الذين يحكم عليهم في جنح ومخالفات ارتكبت في حق زوجاتهم؟
7. وأخيرا أختم هذه القائمة من الأسئلة بطرح القضية الأهم:
لماذا تهتم كل حكومات العالم بالتفكير في ابتكار طرق وأساليب تجلب الرفاهية والمنفعة لشعوبها بينما حكومتنا لا تجتهد إلا في إستيراد أساليب وقوانين (شيطانية) يتم بمقتضاها إخضاع الرجل لسلطان وإرادة المرأة التي صارت تتحكم بالرجل داخل البيت وخارجه؟
لماذا تفكر حكومتنا في نقل المزيد من الامتيازات والحقوق من شريحة اجتماعية، أي من شريحة الرجال التي هي شريحة متعبة ومنهكة، وحقوقها صارت مهضومة من قبل المرأة والدولة، لشريحة أخرى، هي شريحة النساء بغرض الزيادة في سيطرة المرأة على الرجل لكي يصبح مجرد خادم عند سيدته المديرة أو الوزيرة أو الزوجة تماما كما يخدم الكلب صاحبه؟
          عمار بوجلال، قسنطينة في 12-12-2015
اللهم اصلح أحوالنا.

Saturday, December 5, 2015

الجزائر تعود لفرنسا بعد طول انتظار

 
                   عمار بو جلال
 
هل تحررت البلدان العربية واليوم يعاد احتلالها من جديد أم أنها لم تتحرر أصلا؟  الملاحظ لما يجري بمنطقتنا العربية شرقها وغربها يلاحظ عودة الاستعمار من جديد لكن في أشكال وصور جديدة. البعض ظن أن عهد الاستعمار قد ولى للأبد ولم يعد يجرؤ متزعموه على غزو البلاد العربية كالجزائر مثلا. لكن ما حدث ويحدث هنا وهناك وبالمنطقة العربية يرى أن عودة الاستعمار الغربي لها من جديد صارت حدثا واقعيا وليس خيالا أو مسألة محتملة. والدليل على ذلك الشواهد والأحداث التالية.
1. إن إرادة الأحرار في الجزائر والعالم العربي انكسرت وصودرت منذ زمان وكل شيء يبدو قد انتهى. فرنسا وأمريكا والدول العظمى الأخرى تقاسمت بينها مناطق النفوذ وصارت كل منها تتحكم بأمهات القضايا التي تخص دول المنطقة.  فرنسا مثلا قد تعلن عن استعادة امبراطوريتها الاستعمارية في أفريقيا وشمالها عما قريب وقد تعلن عن ذلك من الجزائر.
2. حدثت أشياء كثير وهامة منذ وفاة الهواري بومدين، رحمة الله عليه، في نهاية السبعينيات من القرن الماضي أدت كلها لضعف السيادة الوطنية وتآكلها، وضعفت إرادة الجزائريين ووحدتهم. أين الشباب الجزائري؟ أين طلبة وأساتذة الجامعات؟ أين النقابات، وأين هي المعارضة؟  (أقصد لماذا ضعفت وتلاشت أدوار وإرادات كل من هؤلاء؟) من سيقاوم المد الاستعماري أو عودته؟ دعونا من الأحلام، كل شيء بالنسبة إلي يبدو منتهيا لصالح العملاء وعودة الاستعمار.
3. أساليب الاستعمار الجديد قد تأخذ أشكالا متعددة. أ) فهي قد تتخذ أو تتبنى أساليب الحرب بذريعة التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل كما حصل في العراق، ب) وقد تتخذ الحرب على الإرهاب كذريعة لغزو وتدمير البلدان والمجتمعات التي تظهر بها جماعات مقاومة إسلامية أو إرهابية كما قد يسميها البعض. ج) وقد تتخذ أشكال وذرائع أخرى كالرغبة في نشر الديمقراطية ودعم حقوق الإنسان والإطاحة بالأنظمة الدكتاتورية التي تعارض مصالح الدول الاستعمارية. د) وفي الحالات التي لا تنفع فيها تلك الحيل والأعذار التي تشرع للمستعمر غزوه الهمجي  لبلد عربي أو إسلامي يدبر ذلك الغازي المحتل طرقا وحيلا أخرى أكثر ذكاء وتعقيدا لفرض هيمنته واحتلاله تلك البلدان.
حالة الجزائر قد تنطبق على المثال الأخير حيث نجد أن الاستعمار الفرنسي في حالة الجزائر انتظر بصبر طويل الفرص المواتية للانقضاض على فريسته والتهامها بشراهة كبيرة. وفاة الهواري بومدين، رحمة الله عليه، تعيين الشاذلي بن جديد رئيسا للجزائر ثم حدوث أزمة اقتصادية في نهاية ثمانينات القرن الماضي (نهاية حكم الشاذلي رحمه الله) ونجاح الإسلاميين في الوصول لحكم البلديات والذين أوشكوا على حيازة البرلمان والسيطرة على الجهازين التشريعي والتنفيذي لاحقا، لكن وقف المسار الانتخابي من قبل جنرالات الجيش الجزائري أدى لتعطيل المسار الانتخابي وتعفين الوضع وتعقيده والدخول في ما يشبه الحرب الأهلية مدة عشرية كاملة. 
لكن عودة بو تفليقه لحكم البلد وارتفاع أسعار النفط سمح بتسديد الديون الخارجية وأدى لتراكم احتياطي نقدي (بسبب ارتفاع أسعار البترول ليس إلا) بلغ بضع المئات من بلايين الدولارات. (فرنسا ربما كانت تعلم أن الجزائر مقبلة على بحبوحة مالية، ولذلك فعلت ما فعلت. فعلت ماذا؟ أطاحت بالرئيس زروال وأتت بالرئيس بو تفليقه.) كيف جيء ببو تفليقه لحكم البلد؟ ومن أتى به؟ ولماذا؟ (ليس للاعتراض أو التقليل من شأن الرجل ومكانته بين الجزائريين أو إنكار مساهماته في خدمة الوطن لكن لأن قادة الجيش الجزائري اعترضوا على ترشيحه سنة 1979 مع أنه كان الأوفر حظا في تلك الفترة لتولي منصب رئيس الجمهورية إلى جانب محمد يحياوي). لا أحد تقدم بجواب شافي عن تلك الأسئلة، وكل ما أعلن أن الرئيس زروال قرر مغادرة الحكم لأسباب صحية، (ولم يقولوا سنة 2014 أن الرئيس بو تفليقه يتعذر عليه الترشح لأسباب صحية!)، وأن الشعب والبلد عانيا الكثير من الويلات نتيجة الحرب الداخلية بين الجزائريين، حرب بين إسلاميين وعلمانيين ولا مخرج منها سوى المصالحة التي تطلبت رجلا حياديا بمعنى أنه لم يكن سببا أو طرفا في الكارثة التي وقعت بين الجزائريين بسبب صراع على الحكم لكل طرف حججه وأعذاره.
ولذلك تم الاتفاق على ترشيح عبد العزيز بو تفليقه لمنصب رئيس الجمهورية والذي شغل منصب وزير الخارجية إبان حكم بو مدين رحمه الله . لا تلميحات أن الأمر تم بضغوط من فرنسا أو بإيعاز منها. تم استخلاف اليمين زروال بالرئيس بو تفليقه الذي حكم عهدتين أبدى فيهما براعة وذكاء في إدارة الحكم سيما جهوده المبذولة لتحقيق مصالحة بين الجزائريين كيفما كان شكلها وموقف البعض من نتائجها، لكن خلال العهدة الثالثة اتسعت مشاريعه التنموية معظمها ينحصر في قطاع البنية التحتية وصعب عليه متابعتها عن كثب مما أدى لانتشار الفساد الذي لم ينكره هو ذاته (أي الرئيس بو تفليقه) والذي ربما ظن أن الفساد في الجزائر شر لا بد منه ويصعب التحكم فيه. حجم الفساد الذي طال بعض المشاريع العامة ومرض الرئيس ثم ترشحه لعهدة رابعة رغم اعتراض الكثير من رموز المعارضة، أو ترشيحه من قبل المحيطين به رغم إرادته، أدى لمزيد من المشاكل والتعقيدات. ثم حدثت أزمة أسعار النفط التي زعزعت كيان الحكومة وأفقدتها ثقتها بنفسها وراحت تتخذ من القرارات ما يسعد فرنسا الاستعمارية ويثلج صدور الفرنسيين: بيع القطاع العام لم يرغب وكان لديه المال ولو تعلق الأمر بالمستعمرين أو العملاء السابقين.
سلسلة من الأحداث كلها ساعدت فرنسا لكي تستعيد مجدها الضائع في إفريقيا والعالم العربي وأكدت عودة الجزائر التامة لفرنسا بعد طول انتظار. تتمثل هذه الأحداث فيما يلي: وفاة الرئيس هواري بومدين بمرض غامض، تولي الشاذلي بن جديد رحمة الله عليه رئاسة الجمهورية (رغم أن معظم الجزائيين كانوا يتوقعون ترشح الرئيس بو تفليقه أو محمد يحياوي)، صعود نجم الفيس بشكل حير عقول الكثيرين ثم أن عدم تمكنه من حكم البلاد زاد من شكوكهم وحيرتهم أكثر، ربما كان هدف الاستعمار جعل الصدام بين الإسلاميين والعلمانيين في الجزائر لا مفر منه لكي تضعف البلاد أكثر فأكثر لكي يتسنى له الاستيلاء عليها لاحقا، ثم تم ترشيح بو تفليقه لمنصب رئيس الجمهورية، (مرشح السلطة في الجزائر لا ينهزم في الانتخابات). هل تم ذلك برضا قادة الجيش كلهم؟ أم بمعارضة بعضهم؟ لكن هذا ليس بالمهم إنما الأكثر أهمية هو معرفة الدور الفرنسي في حصول ذلك، وهي النقطة التي لا تتوفر لدينا إجابة عنها.
بعد مرض الرئيس شفاه الله لا حظنا صعود نجم أصحاب الشكارة للسيطرة على الأحزاب والبرلمان لدرجة أنهم صاروا ينفردون بالقرارات الهامة في البلاد على غرار قوانين المالية لسنة 2016 والتي يقال أنها تسمح ببيع شركات سيادية للأجانب خاصة فرنسا المدللة.  فرنسا اليوم استطاعت استعادة الجزائر لنفوذها بكل سهولة ويسر.
فرنسا تستعيد امبراطوريتها الضائعة في الجزائر وإفريقيا والعالم العربي ليس بالحرب المدمرة كما تفعل أمريكا لكن عن طريق انتشار الفساد، أو نشره وزرعه، وظهور الجماعات الإرهابية وانتشار المخدرات وزرع العملاء هنا وهناك. فرنسا أيضا يتحقق لها ذلك بفضل الاحتفاظ بلغتها كلغة سيادية في الجزائر دون أن تعلنها أو تفرضها على الجزائريين كلغة وطنية سيادية لا تنازع من طرف لغات أخرى.
                                   
 

                     عمار بوجلال، قسنطينة، في 05 ديسمبر 2015
الوزير الأول سلال بمعية الرئيس هولاند
 

Sunday, October 4, 2015

صنع بالجزائر: الدولة المدنية التي دعا إليها عمار سعداني تعني ”تشكيل جبهة وطنية لدعم برنامج الرئيس بوتفليقه“

 
AMR BOUDJ, SATURDAY, OCTOBER 04 , 2015
                                                               عمار بوجلال
خلال اجتماع بأمناء المحافظات ورؤساء اللجان الانتقالية (03 من أكتوبر 2015) دعا سعداني (زعيم أكبر حزب جزائري) لتأسيس جبهة وطنية لدعم برنامج الرئيس عبد العزيز بو تفليقه. ونسي أنه كان أجدر به أن يدعو جميع الجزائريين لإنقاذ بلادهم من الكارثة التي أحلت ببلادهم بسبب تطبيق برامج الرئيس بو تفليقه.
الدولة المدنية التي دعا لها السيد عمار سعداني أكثر من مرة لخص معناها أخيرا في الدعوة لدعم برنامج الرئيس: دعم وتصفيق، لا تعقيب ولا تقييم ولا اعتراض على السياسة التي ينتهجها الرئيس عبد العزيز بو تفليقه في الجزائر. هذا ابتكار توصل إليه عمار سعداني بعد دعوته لتطبيق قواعد الدولة المدنية، نموذج لا يختلف كثيرا عن نماذج وأشكال الدول "المدنية " التي آمن بها وطبقها جنيرالات ودكتاتوريات أمريكا اللاتينية خلال فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، بينوشي مثلا، هي دولة الإقطاع ودولة تكميم الأفواه ومصادرة الحريات. دولة إقصاء المعارضة ومطالبتها بالتسبيح باسم الرئيس وبرامجه، وقد تعني أيضا تلك الدولة إقالة الجنرالات وإعفائهم من مهامهم: بن حديد وتوفيق أمثلة على ذلك.
كيف برئيس حزب كبير يعلن للناس أنه يريد إصلاح النظام السياسي في الجزائر من أجل إقامة الدولة المدنية يدعو اليوم الجميع حكومة ومعارضة لدعم برنامج الرئيس وهو يعلم أن ذات البرنامج مثلا قد يتضمن انتزاع أراضي زراعية من أصحابها وتخصيصها لبناء سكنات في الوقت الذي كان يفترض بناؤها بمناطق لا تهدد قوت الجزائريين؟
لماذا دعا لجبهة وطنية لدعم برنامج الرئيس؟ ألا يعلم سي سعداني أن هناك من عارض ترشح الرئيس لعهدة رابعة؟ كيف يدعوهم إذن لدعم برنامج الرئيس؟ ألم يشعر سعداني أن في كلامه ذلك استهتار بعقول الناس وإهانة للمعارضة مهما كان شكلها؟ بعض المنتمين لتلك المعارضة عبروا عن استيائهم من ترشح الرئيس لعهدة رابعة فكيف بهم يدعمون برنامجه؟ هل يظن سعداني أن برنامج الرئيس الذي يدعوا الجميع لتزكيته ودعمه قرآنا كله صواب ولا يحتمل أي خطأ؟ وما فائدة الأحزاب والمعارضة إذا تجرأ شخص ما وطالبها بضرورة دعم برنامج مرشح حزب آخر؟
علما بأن العيب اﻷكبر لا يكمن في برنامج الرئيس بحد ذاته لكن في تطبيقه: مثلا كلنا يريد سكنا أو وظيفة لنفسه ولأبنائه ويتمنى لو تقوم الحكومة ببناء سكنات ومصانع، لكن يجب أن لا يتم ذلك على حساب أهداف وألويات أخرى:
المدن والسكنات يجب بناؤها بعيدا عن اﻷرض الزراعية، والمصانع يجب توزيعها على مختلف مناطق الوطن وأن تقام بعيدا عن المدن حتى لا تتسبب في تلوثها وتخلق مشاكل صحية لساكنيها.
أما برنامج الرئيس بو تفليقه الذي يدعو السيد سعداني لمساندته فلم يحترم هذه المعايير البسيطة  لا من حيث التصميم ولا من حيث التطبيق، فكيف به يطالب الجميع أن يشارك في دعمه؟ من يفعل ذلك يعتبر في نظري مشاركا في الجريمة التي تقترف في حق الشعب والوطن: جريمة الاعتداء على الأرض الزراعية وتلويث المحيط والمدن بمصانع أقل ما يقال عنها أنها غير منتجة!

هؤلاء لا يفرقون بين الأشخاص والدول: سعداني الذي طالما دعا لتبني خيار نهج الدولة المدنية لا يكاد يميز بين بو تفليقه والدولة الجزائرية.

كان أجدر بهذا الزعيم  أن يدعو جميع الجزائريين لإنقاذ بلادهم من الكارثة والمستقبل المجهول الذي أوصلتنا إليه برامج الرئيس بو تفليقه.
                                                          Amr Boudj


Sunday, September 27, 2015

ماذا يجب فعله حتى لا تتكرر حادثة منن التي أدت لسقوط ما يقارب الألف ضحية من الحجيج؟

                                                      Amr Boudj

يستنتج من صور الفيديوهات التي تم تداولها عبر أدوات التواصل الاجتماعي أيام عيد الأضحى أن حادثة التدافع تلك والتي ذهب ضحيتها ما يقارب الألف من الأموات رحمة الله عليهم أجمعين أنها تكون  قد وقعت نتيجة عمل مدبر من داخل السعودية أو خارجها لإصابة أكبر عدد ممكن من الجرحى والقتلى.

لو وقع حادث مشابه في دولة ديمقراطية تحترم نفسها لتمت مساءلة الحكومة وتم محاسبة المسؤولين عن إدارة شؤون الحجيج منعا لوقوع حوادث في المستقبل، لكن الحكومة السعودية تصرفت عكس ما كان ينبغي فعله.

لذلك أدعو إخواني المسلمين في كل مكان للقيام بما يأتي بيانه:

1. المطالبة بإجراء تحقيق مستقل عن الحكومة السعودية كحل استعجالي.

هذه الخطوة يجب ألا تغضب الحكومة السعودية التي استهانت بأرواح المسلمين كما بينت الصور التي أظهرت تكدس الجثث وترك الجرحى دون تقديم الاسعافات في الوقت المناسب.

2. المطالبة بإنشاء سلطة مستقلة عن الحكومة السعودية (شبيهة بدولة الفاتكان) مهمتها إدارة شؤون الحج وإبعاد المقدسات اﻹسلامية عن التلاعب/الاستغلال السياسي.

أتمنى أن يستفيق المسلمون يوما ما ويطالبون باﻹشراف الكامل على مقدساتهم الدينية لإبعادها عن النفوذ الأمريكي والصهيوني.

كما أتمنى أن يدرك المسلمون أهمية المطالبة بنزع الثقة من نظام صودرت إرادته منذ زمان وتحول إلى مجرد خادم ﻷسياده الصهاينة ولم يعد يؤتمن على إدارة شؤون المسلمين وحجيجهم.

كما لا يجب أن ننسى أن تلك الأخطاء وغيرها حولت مهمة أداء شعيرة دينية مفروضة إلى ما يشبه الذهاب للمشاركة في حرب العدو والخصم فيها غير معروفين.

Friday, September 18, 2015

هل من خطة لإخراج الجزائر من الانسداد الذي هي عليه اليوم؟


 
عمار بوجلال، قسنطينة.

البعض كتب ساخطا يصف الوضع الذي آلت إليه الأمور في الجزائر والذي صار يتسم بفقدان الأمل في النضال من أجل الإصلاح والتغيير نحو مستقبل أفضل، ولكن غاب عليهم أن يذكرونا أن تلك الوضعية التي نعيشها اليوم لم تظهر عشوائيا وإنما هي جاءت كنتيجة لمخططات ثعالب ماكرة لا يهمهم سوى خدمة مصالحهم، كرهوا الناس في كل شيء: في أصولهم ودينهم ولغتهم وتاريخهم وحبهم لوطنهم وثورتهم. يحدثونك عن الثورة والشهداء، رحمة الله عليهم، وهم يسعون لجمع المال بكل الطرق والوسائل ويكدسون الثروات ويريدون البقاء في السلطة إلى أبعد مدى ممكن، بل ويريدون أن يخلدوا فيها إلى أبد الآبدين.
الدكتور سليم قلالة، مثلا، كتب تعليقا بعنوان "لن أُضحي من أجل دنيا غيري" نشر على موقع الشروق الجزائري عبر فيه عن تضمره من الانسداد الحاصل في جزائر اليوم حيث فسد العمل السياسي وفقد الشعب الأمل في الطبقة السياسية بكامل أصنافها حكاما ومعارضة ولم يعد يستبشر خيرا في عمل الجميع: فالجميع في نظر عامة الناس صار مهتما بخدمة مصالحه وجمع الثروة بما في ذلك المعارضة التي لم يعد يرجى منها فائدة.1 ولمح هذا الأستاذ أن الأمور يمكن تحسينها إذا نحن التزمنا أخلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم وطبقنا القواعد التي سار عليها سلفنا الصالح كما فعل أبو بكر، وعمر رضي الله عنهما، وغير ذلك.
لكن غاب على الأستاذ قلالة أن يطرح السؤال: ما المطلوب فعله إذا نحن قررنا الخروج من هذه الوضعية المأساوية دون مبالغة ودون تهويل أو دون الرجوع بنا إلى الوراء لقرون مضت؟ أو الرجوع بنا إلى العهد الذي كان عليه أسلافنا وآباؤنا الأوائل نظرا لأن أخلاقهم وعلاقاتهم فيما بينهم مهما تدهورت لم تبلغ في السوء والتدهور لما وصلت إليه أخلاقنا وعلاقاتنا اليوم؟ فالطمع والفساد تفشيا في البلاد وتدهورت الأخلاق وفقدت الثقة بين الناس ولم يعد المصلح الحقيقي، إن وجد، يعرف كوع من بوع، أي أنه لم يعد يدري من أين سيبدأ عملية الإصلاح وأين ستقوده تلك العملية؟
وهكذا عندما يريد البعض مساعدتنا في الخروج من تلك الوضعية المتأزمة تجدهم يقترحون علينا العودة لقرون مضت وهم يعلمون علم اليقين أن النفوس قد فسدت وإصلاحها صار صعبا للغاية بالتالي القضية لا تكمن في النهج والنظام الأخلاقي الذي ينغي اتباعه لتحقيق الإصلاح المنشود وإنما المسألة برمتها تتعلق بضمائر فسدت وتحول أصحابها إلى مجرد ذئاب بشرية تبحث عن فرائس وفرص لاقتناصها واستعمالها كسلم تصعد عليه إلى مراتب عليا ويتنصلون بعد ذلك من كل الوعود والتعهدات التي قطعوها على أنسهم أمام الناس.
 
اللهم اصلح أحوالنا.



http://politics.echoroukonline.com/articles/199773.html

Sunday, August 30, 2015

قول على قول في ما وصلت إليه الحركات الإسلامية من طرق مسدودة

عمار بوجلال، قسنطينة في 2015-08-30

 

تعليق عمار بوجلال على مقال مصطفى كبير الذي يلعن فيه الوضع الذي آلت إليه الحركات الإسلامية

 

كلامكم ياسي كبير حكيم وموزون ويصف بمرارة واقع الحركات اﻹسلامية واﻷفق المسدود الذي وصلت إليه. لكن يجب على من قمروا وتحملوا الرسالة أو اﻷمانة أن يتحلوا بالشجاعة ويقولون للناس ها نحن قد اجتهدنا وأخطأنا ويجب علينا التعلم من دروس وأخطاء الماضي. لحد الساعة نجد حركة واحدة أعلنت أنها تعلمت قليلا من تلك اﻷخطاء هي حزب النهضة التونسية. زعماؤها، الغنوشي وأحمد مورو وغيرهم، كانوا أذكياء بما فيه الكفاية حيث قرروا إبعاد أنفسهم وحزبهم ومناصريهم عن مغامرات قد لا تحمد عقباها. لكن هناك عوامل أخرى ساعدتهم وفرضت عليهم تلك الخيارات. الظروف الاقتصادية المزرية التي واجهت الشعب التونسي واعتماد تونس على النشاط السياحي ومقاومة القوى العلمانية لنفوذ النهضة وعدم تركها تستحوذ على الحكم بمفردها، كذلك استفادت من تحالفاتها مع القوى الديمقراطية بقيادة المرزوقي. عوامل داخل حزب النهضة، أعضاؤها ربما لم يتركوا القيادة تعمل بمفردها وفرضوا عليها مطالبهم المتمثلة في ضرورة الحصول على رغيف الخبز، وعوامل خارجها تخص المجتمع التونسي ومستواه التعليمي وعدم استسلام التوانسة لإرادة حزب بعينه...هذه العوامل وغيرها فرضت على زعماء النهضة التصرف بحكمة ورزانة بالتالي أفادوا واستفادوا. بالمقابل نجد مرسي وجماعته تصرفوا بعنجهية وغرور (تماما كما فعل عباسي مدني وعلي بن حاج أطال الله في عمريهما) أدى بهم إلى طريق مسدود وكانت النتيجة كارثة أحلت بهم وبمصر. لماذا بعد كل ذلك لم يراجعوا خططهم؟ أليس الاستمرار في ذلك النفق المسدود سوى عبارة عن انتحار جماعي مع سبق النية واﻹصرار؟ هل نفع المحرضون على العصيان المدني الشعب المصري وحزب الإخوان؟ هؤلاء بخلوا على مرسي بالأموال لما كان في حاجة ماسة إليها لأن الأزمة الاقتصادية والفقر كانا من الأسباب التي أطاحت بحكم الإخوان. لا تهمنا أخطاء الجيش المصري وجماعة السيسي هم أيضا يبررون مواقفهم بمحاولة انقاذ البلاد من الانهيار الكامل وإبعادها عن شبح التقسيم. لكل حججه، لكن من معه الحق؟ بالطبع وكما علمتنا تجارب التاريخ أن الذي يملك القوة واﻷنصار هو الذي يصفق له بالفوز في النهاية. أقول لهؤلاء اصبروا ورابطوا فرب ضارة نافعة وتعلموا جيدا من تجاربكم السابقة وتجارب غيركم ولا تستعجلوا عجلة التاريخ ولا تكلفوا أنفسكم أكثر من طاقتها ولا تحملوها الكثير فالأزمة والنكسة التي أصابتكم وأصابت بلدانكم بسبب خطط محضرة على استعجال قد تطول وتطول. خطط تم إعدادها من طرف هواة في الدعاية السياسية والشعبية، استغلوا الدين ربما لأغراض سياسية، دعاية قائمة على دغدغة عواطف الناس وبعيدة كل البعد عن التحليل الموضوعي المناسب للبيئة الداخلية والخارجية. هذه الأزمة أو النكسة قد تطول وقد تمتد لفترة عقود وربما قرون. افترضوا أنفسكم تعيشون مرحلة ما قبل الهجرة، فعليكم بالصبر، لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وليس عليكم أن تصلوا اليوم أو غدا أو يصل غيركم من اﻷجيال التي ستأتي من بعدكم. اﻵن وقد دخل العالم العربي واﻹسلامي في أزمة معقدة قد يتطلب الخروج منها عقودا وقرونا من الزمن ﻷن أعداء أمتنا لا زالوا أقوياء وهم مستمرون في الضغط. والله ورسوله أعلم. نسأل الله العفو والعافية والخروج العاجل من هذه المحنة التي ألمت بأمتنا.

                                     عمار بوجلال، قسنطينة في 30 أوت 2015

Sunday, August 23, 2015

البعض يحمل النظام السوري وحده مسئولية الجرائم التي ترتكب هناك



      عمار بوجلال، قسنطينة في 23-08-2015

البعض قد يتعاطف مع بشار على افتراض أنه كان جالسا ببيته وجماعة هاجموه ألا يحق له الدفاع عن النفس؟ هذا لا يعني أنهم يجارونه في أفعاله وتصرفاته ويريدون اختيار مصيره لأنه صار متورطا في قتل أبرياء لا حول ولا قوة لهم. نحن العرب عاطفيون ولا نحكم عقولنا في كثير من القضايا لذلك قد نستغل من طرف أعدائنا بسهولة تامة.

لكن لنعد قليلا إلى الوراء، لبضعة شهور خلت، أي قبل وقوع الثورة أو التمرد الشعبي في سوريا، هل تجدون ما يمكن قراءته عن سقوط قتلى هناك؟ هل سمعتم عن وقوع جرائم وضحايا ارتكبها النظام السوري وقتذاك؟ ألم تكن سوريا حينئذ بخير رغم وجود بعض القمع الممارس من طرف النظام هناك؟ سوريا حقا تعرضت لمؤامرة كونية شاركت فيها العديد من الأنظمة من بينها بعض الأنظمة العربية العميلة. هل سيبني هؤلاء الأعراب سوريا التي دمروها؟ وهل سيعيدون للشعب السوري كل حقوقه أو يخففون عنه معاناته بعد ما حرضوه على الثورة والحرب الأهلية؟ هؤلاء أيضا مجرمون شركاء في الجريمة التي اقترفت ولا زالت تقترف بحق الشعب السوري.

بعض الإسلاميين تنقصهم الشجاعة ولا يجرؤون على قول الحقيقة كما هي، أو ينقصهم النضج السياسي، ولا أعتقد أنهم مؤهلين لقيادة بلدان بحجم سوريا أو مصر وغير ذلك. انظر كيف تسببوا في تدمير العراق وتمزيقه وتشريد شعبه، ألم تكن أحزاب إسلامية هي التي فعلت كل ذلك؟ تلكم أفعال معارضة إسلامية جاءت على ظهور دبابات المستعمر، وأحزاب إرهابية قتلت وخربت باسم الدين وباسم مقاومة الاستعمار. سذاجة هؤلاء تستغل من طرف المستعمرين الذين لا يريدون الخير لنا.

هل تصدقون أن أمريكا وإسرا ئيل والغرب عموما يريدون حقا إقامة الديمقراطية في الوطن العربي؟ أو يرغبون في إقامة نظام إسلام حقيقي ينفع أهله ويرفع شأنهم أمام خالقهم؟ هل فعلا تصدقون تلك الأكذوبة؟ أكذوبة أن أمريكا كانت تنوي إقامة نظام إسلامي حقيقي في العالم العربي وهم أعداء ألداء لهذا الدين الحنيف؟ هل تظنون أن الغرب غبي لهذا الحد لكي يسمح بحدوث ذلك؟


المعارضة الراديكالية والعصيان المدني لن ينفعا في التعامل مع غالبية الأنظمة العربية، والتجارب التي وقعت هنا وهناك خير دليل على ما نقول: الجزائر سابقا مرت بمحنة مشابهة لكنها لم تحقق للشعب الجزائري والنظام الحاكم سوى المزيد من الويلات والمآسي. مصر اليوم تمر بمحنة مشابهة ونسأل الله أن يقلل من الضحايا والخسائر التي قد تتسبب فيها، كما نتمنى لإخواننا المصريين كل الخير والسلام.


الصدام مع قوات الأمن والجيش خطأ كارثي يجب تفاديه قدر الإمكان لأنه لن يجلب للبلاد والعباد سوى الدمار والقتل والخراب. ماذا حققت للشعوب العربية تلك الثورات والحروب الأهلية؟ إن كانت فعلا مفيدة للشعوب والأوطان لماذا لا تطبق وتمارس في أمريكا أو إسرائيل، أو في أراضي الأنظمة العميلة التي شجعت على وقوعها هنا وهناك؟ اذن ما فائدة قلب أنظمة ودول وإقامة مكانها وعلى أنقاضها أشباه دول ودويلات؟ هل نقوم بكل ذلك من أجل وضع البعض في مناصب المسئولية، بعد أن نعيث في الأرض فسادا ونساهم في هتك العرض ونتسبب في تشريد الشعوب والتنكيل بها؟ فكروا جيدا قبل الإقدام على القيام بفعل أشياء نكراء كتلك. لا تغرنكم العنتريات، ولن تنفعكم الخطب الحماسية المشحونة بالتحريض على الفتن التي يلقيها دعاة من وراء أبراج مشيدة، يحضون برعاية سامية من طرف أنظمة عميلة تابعة للمستعمر.

كل خطأ سيحاسب عليه الإنسان اليوم أو غدا ولو بعد الوفاة. لا يجب أن نشغل أنفسنا بأخطاء الرئيس ولو عظمت، ولا تعنينا أخطاء القادة والجنرالات ولو بلغت عنان السماء. هذه ليست أسباب مشروعة تدعونا وتدعوا غيرنا لتوريط الشعب في فتن وحروب أهلية لا طائل من ورائها.

كل إنسان محاسب عن أخطائه وجرائمه عندما يعرض على ربه.

قال الله تعالى: "من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه، ومن ضل فإنما يضل عليها، ولا تزر وازرة وزر أخرى، وماكنا معذبين حتى نبعث رسولا". صدق الله العظيم. (الآية 15 من سورة الإسراء)

عمار بوجلال، آخر تحديث تم يوم 24-08-2015