Sunday, July 27, 2014

أنا جد مستاء من تردي الأوضاع في العراقي- لكني لست مباليا بفشل 'الديمقراطية' الطائفية هناك

هذه مدونة عمار بوجلال، جزائري الجنسية، تهتم بالديمقراطية وحقوق الإنسان، والسياسة في الجزائر وبلدان الشرق الأوسط

Am. Boudj’s Blog deals with: political development and regime change, human rights/democracy, in Algeria and Middle East, and other various topics

عمار بوجلال،
قسنطينة، الجزائر، 27 من جويلية، 2014
الموقع الشخصي: http://amr-boudj.blogspot.com


 تعليق على- رسالة الدكتور طالب الرماحي مدير مركز العراق الجديد للإعلام والدراسات إلى "مقام المراجع الكرام في النجف الأشرف حول الأوضاع الأخيرة في العراق"


رسالة الدكتور الرماحي يمكن الاطلاع عليها باتباع الرابط التالي: 
    http://thenewiraq.com/?p=4066

الوضع في العراق يبعث على الاشمئزاج

أنا جد حزين على الوضع المتردي في العراق. يحزنني سيدي الرماحي أن أقول لكم أن لغتكم المذهبية هي الأخرى لا تقل سوءا وكرها من إرهاب داعش ومذهبهم التكفيري المقيت. العراقيون اليوم في حاجة لمذهب وحزب يجمعهم لا يفرقهم. تنصحون مراجعكم الدينية/المذهبية الموقرة بالعمل على تقسيم العراق إلى دويلات طائفية،  دولة سنية قد تتحول فيما بعد إلى مجرد تابع للنظام السعودي، والأخرى شيعية ستكون تابعة لا محالة لإيران، ثم دولة كردية ستكون تابعة لا أدري لمن؟ ربما هي الأخرى ستغرق في حروب دائمة مع جيرانها الإيرانيين والأتراك والسوريين للعمل من أجل تحرير بقية الأراضي الكردية هناك لتجسيد حلم دولة الأكراد الكبرى. هذا معناه حرمان العراق والعراقيين من حق التمتع بالأمن والاستقرار إلى الأبد لأن العنف سيستمروسيتجسد في أشكال مختلفة من النزاعات على الأراضي والحدود، ونزاعات على الثروة النفطية أو المائية، أو غير ذلك.
نظرا لاستمرار توظيف لغة الخطاب الديني أو المذهبي في التعامل بين العراقيين سيضل العراق على حالته المأساوية تلك، أعني تركه ينزف ويبدد طاقاته وثرواته فيما لا ينفع أحدا من أبنائه. أما الأنظمة المجاورة فستستمر في التآمر على استقراره.
هذا الوضع العراقي المأزوم ربما سيمنح فرصة ذهبية لأطراف تجمع لا تفرق بين العراقيين. طالما أن رجال الدين برهنوا على فشلهم وعجزهم التام في إدارة الشؤون العراقية المعقدة، لم يبق لكم بعد ذلك سوى دعوة حزب البعث ليحكمكم من جديد. ذلكم الحزب رغم التهميش والتنكيل بقياداته لا يزال قوة جامعة وموحدة لشتات العراق والعراقيين رغم اختلافهم المذهبي والطائفي. جربتم الديمقراطية المذهبية وفشلتم فعليكم بالعودة مجددا إلى النظام المركزي الموحد. أتمنى هذه المرة أن يتجنب قادة البعث الوقوع في أخطاء الماضي المقيت. مصلحة الوطن العليا أولى وأجل من مصلحة مذهبية أو حزبية ضيقة.

أخوكم عمار بوجلال من الجزائر تسره رؤية العراق والعراقيين ينعمون بالسلم والسلام كغيرهم من بقية شعوب العالم.

عمار بوجلال،
قسنطينة، الجزائر، 27 من جويلية، 2014 

Saturday, July 26, 2014

من هم أبطال المؤامرات في العالم العربي والإسلامي؟

هذه مدونة عمار بوجلال، باحث جامعي حزائري، تهتم بالديمقراطية وحقوق الإنسان، والسياسة في الجزائر والشرق الأوسط

Am. Boudj’s Blog deals with: politics and human rights in Algeria and the Middle East, and other various topics.
 
من هم أبطال المؤامرات في العالم العربي والإسلامي؟


عمار بوجلال
Constantine, Algeria, July 26th , 2014
اللهم إن أصبت فمنك وحدك، وإن أخطأت فمني ومن الشيطان. اللهم أحفظ أمتنا من كل سوء، ووحد بين صفوف أبنائها، ولا تجعلها لعبة بين الأمم. اللهم يا ذا الجلال والإكرام، إنك تعلم أن التفرقة ضلال للعقول وخراب للأوطان، فباعد بيننا وبينها كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم آمين.
                                          عمار بوجلال
 




خطرت لي فكرة كتابة هذا المقال بعد قراءتي خبرا  يتعلق بصنع المعارضة السورية لصاروخ موجه ضد طائرات النظام السوري.[1] لذلك استفتحه بعبارة تمني أن يستخدم ذلك السلاح ضد طائرات إسرائيل التي تدك في لحظة كتابة هذا المقال بيوت ومساكن الأطفال والنساء الآمنين في غزة.

أتمنى أن يستخدم ذلك السلاح ضد الطائرات الإسرائيلية التي تصول وتجول فوق سماء غزة وتعتدي على أطفالها ونسائها وكل سكانها الآمنين، لا ضد طائرات الجيش العربي السوري التي هي في واقع الأمر "ملكا لكل الشعب السوري". مشكلة الإخوة السوريين لا تحل بالتمرد على النظام والثورة المسلحة وإنما بالمقاومة السلمية أو المصالحة، والمصالحة أفضل الخيارات كلها.  أعطوا فترة للسلام بينكم كإخوة  وأبناء وطن واحد يا سوريين! لا يعنيكم من كان دينه أو مذهبه شيعيا أو سنيا أو مسيحيا بقدر ما يعنيكم إن كان عمله ودوره لصالح الوطن أم غير ذلك. الله وحده سيحاسب الناس أجمعين، غدا يوم القيامة، ويفصل بين الظالم والمظلوم.

إن التشجيع على قيام فتنة بين الشيعة والسنة في كل من العراق وسورية وغيرهما لا يعد من الأعمال الفاضلة التي يتقرب بها المرؤ إلى خالقه وإنما هي جريمة نكراء لم تعد تخفى على أحد عاقل. هي بكل ما تعني الكلمة من معنى عبارة عن مخطط صهيونيي-أمريكي قذر يستخدم عملاء من بني جلدتنا، هدفه تدمير البلدان والأنظمة التي ترفض الطاعة وترفض الاستجابة لمطالب وأهداف القوى الاستعمارية في المنطقة، والقضاء على ثقافة وجذور المقاومة. هي مؤامرة إسرائيلية أميركية دعمتها أنظمة متهالكة متآمرة على كل من الشعبين السوري والعراقي. وهذا ما أقرت به صراحة قيادات الدول الاستعمارية نفسها. 

لذلك صرت أشكك في عقيدة وانتماء كل من يسعى مخربا أو موقدا لنار الفتنة، أو التحريض على إشعالها بين الإخوة الأشقاء أبناء الوطن الواحد والدين الواحد. حري بهؤلاء ترك العرب والمسلمين وشأنهم، وعدم الادعاء بالانتساب لأمتهم أو دينهم الحنيف.

أما نصيحتي المتواضعة والتي أتوجه بها لقادة النظام الحاكم في سورية فهي كالآتي:

كان عليكم أيها القادة والسادة الكرام المبادرة بفتح باب الحوار النزيه مع المعارضة النزيهة التي تمثل مختلف أطياف الشعب العربي السوري الحر، والعمل على إقامة نظام ديمقراطي تعددي في سورية مباشرة بعد سقوط جدار برلين.
لماذا أعتبر تلك الفترة ذات أهمية بالغة بالنسبة للشروع في إصلاح نظام الحزب الواحد؟
ذلك أنه بعد سقوط النظام المركزي الاشتراكي في أوروبا الشرقية والاتحاد السوفييتي، لأسباب اقتصادية داخلية ومؤامرات أميركية سعودية، منها مقاومة التواجد السوفيتي في أفغانستان، كلها كانت عوامل اجتمعت وأدت في النهاية لسقوط النظام الاشتراكي ومعه جدار برلين الذي كانت تتكئ عليه أنظمة الحزب الأوحد، أنظمة الشرف والمقاومة في العالم العربي. حبذا لو أن النظام السوري أدرك ساعتها خطورة المرحلة التي فرضت نفسها آنذاك لكان وقتها قد قرر الدخول المباشر في مشاورات ونقاشات مع مواطنيه. الهدف من تلك النقاشات والحوارات هو القيام بإعداد خطط إصلاحية تهدف لتطبيق نظام ديمقراطي متدرج ومتحكم فيه، نظام ديمقراطي يتناسب والظروف المحلية للبلد، قبل استفحال الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي سمحت لأعدائكم والمتربصين ببلدكم المفدى فرصة الانقضاض عليكم وعلى شعبكم.

أي نظام لا يمتلك مقومات اقتصادية كافية لتأمين الاحتياجات الأساسية للشعب سيصبح نظاما محل مؤامرات خارجية وداخلية، خاصة إذا كان ذلك النظام يشكل خطرا محتملا على الكيان الصهيوني المحتل لأرض العرب والمسلمين. لذلك أكد باحثون كثر أنه عندا ما يعجز نظام ما عن تلبية الشروط الأساسية لاحتياجات الشعب  ستتلاشى شعبيته ويصبح محل مؤامرات ومزايدات، وتطرح بخصوصه تساؤلات شتى حول مدى مشروعيته، وهل هو سني أم شيعي، عربي أم عجمي، ....  
النظام السعودي، خلال النصف الثاني من القرن الماضي، برز كأحد المتورطين الكبار في خلق أزمات اقتصادية واجتماعية لزعزعة استقرار أنظمة الحكم في العالم العربي والإسلامي. إذ سعى ذلك النظام بكل إمكانياته لإنتاج المزيد من براميل البترول وإغراق السوق العالمية بمنتجاته تلك. هذا الفعل أحدث انخفاضا حادا وسريعا في سعر البرميل من البترول وساهم بدوره في خلق أزمات مالية واقتصادية في كل من الجزائر والعراق وإيران، وغير ذلك. إذ عن طريق إغراق السوق العالمية بمنتجات بترولية وخفض أسعارها ساهم النظام السعودي في زعزعة الحكومات والأنظمة في عديد من البلدان التي كانت تعتمد أساسا على تصدير مادة المحروقات (البترول ومشتقاته). استخدموا سلاح البترول مرة واحدة ضد إسرائيل لكنهم استخدموه مرات ومرات عديدة ضد أنظمة المقاومة في العالم العربي والإسلامي.

أبطال المؤامرات في العالم العربي والإسلامي إذن هم كما يلي حسب الأهمية والترتيب: نظام آل سعود، إسرائيل، الولايات المتحدة، والباقي مجرد أتباع. مؤامرات إسرائيل وأمريكا أمكن التغلب عليها في أكثر من مناسبة. لكن مؤامرات النظام السعودي أثبتت فعاليتها واستعصى على الأذكياء التغلب عليها لأنها تتلبس بعقيدة مزيفة يروج لها على أنها المذهب الإسلامي الوحيد الصحيح، والذي ينبغي على كل مسلم في العالم أن يتبعه وإلا بطل إيمانه وإسلامه. يسمون مذهبهم بمذهب أهل "الفرقة الناجية".[2] واليوم صاروا ينسقون علنا مع العدو الإسرائيلي في كل ما يخص العرب والمسلمين. لقد ساهموا في جعل إسرائيل، التي هي عبارة عن كيان صهيوني محتل، تبدو وكأنها نظاما "عربيا مسلما" تعنيه مشكلات العرب والمسلمين، ويعنيه أمرهم ومصيرهم حتى بعد وفاتهم.[3] إذا عجز كل من الشيطان الأمريكي والإسرائيلي عن تحقيق شيء ما في بلاد المسلمين، فإن النظام السعودي سوف يتكفل بتحقيقه بكل سهولة ويسر.  لم يتركوا بلدا من بلاد العرب والمسلمين إلا وأصابوه ببعض السوء. ساهموا في تدمير العراق ولبنان واليمن وسوريا وفلسطين والجزائر ومصر، وأفغانستان، وباكستان، والسودان والصومال، ونيجيريا،....

وهاهم الآن يتآمرون على أهل غزة، ويعملون جاهدين، وينسقون مع الكيان الإسرائيلي لتدمير إيران. راجع مقالة بعنوان: "هجوم على غزة بمرسوم ملكي سعودي"كتبها ديفيد هيرست، صحفي قدير من بريطانيا، أو إسرائيل، لتتأكد بنفسك من تصرفاتهم السيئة تجاه غزة وإيران والعرب أجمعين.[4]


عمار بوجلال، آخر تحديث يوم 29-07-2014.







[1] . "ثوار سوريا طوروا سلاحا جديدا لاستخدامه ضد طائرات 'الأسد'"، راجع الخبرعلى الرابط الآتي:

http://www.al-omah.com/translation/item/58244-2014-07-26-09-02-12

مميز


[2]. استمع أو شاهد شريطي الفيديو للتأكد بنفسك من زيف مذهبهم كما يشهد بذلك كبار العلماء في الأزهر الشريف:

 

1. "ألإمام الأكبر الشيخ ‫الطيب - ألوهابيه السلفيين هم خوارج العصر"

https://www.youtube.com/watch?v=ApOG7Fz_ba0

2. "شيخ الأزهر يكفر ويمسح الأرض بالسلفية الخوارج الملاعين"

http://www.youtube.com/watch?v=-0BLVPkZDQI


[3] . يبدو أن هناك أيدي خفية تسعى لنشر المذهب ألوهابي السلفي في بقية بلدان العالم العربي والإسلامي ومن بينها الجزائر. لماذا الاهتمام بنشر ذلك المذهب المتشدد والتمكين له عن طريق المطالبة بتطبيق الشريعة؟ الجزائر، مثلا، معروفة  بتطبيقها المذهب السني المالكي، لكن منذ عقود أصبح يسيطر عليها المذهب السلفي المتشدد، وحكومتنا تتفرج ولا تعمل ما فيه الكفاية لتقديم الحماية للمذهب المالكي المعتدل إما رغبة في شراء سلم هؤلاء (أعني جماعة وأنصار مذهب الفرقة الناجية) لأنهم في الوقت الراهن لم يعلنوا صراحة رغبتهم في السيطرة على الحكم، وإما لأن الحكومة الجزائرية تتعرض لضغوطات من بعض القوى الأجنبية كأميركا والمملكة العربية السعودية، ولم تعلن ذلك للشعب صراحة.  على أية حال هذه مسألة تتطلب معالجتها كتابة مقال مستقل في المستقبل القريب، إن شاء الله.


[4] . http://www.noonpost.net/content/3254 

 
 

 
 
 


Friday, July 25, 2014

هؤلاء يلقبون أنفسهم ﺑ"أصحاب الفرقة الناجية" ينسقون مع إسرائيل في عدوانها على أهل غزة العزل


هذه مدونة عمار بوجلال، تهتم بالديمقراطية وحقوق الإنسان، والسياسة في الجزائر وبلدان الشرق الأوسط
Amr. Boudj’s Blog deals with: political development and regime change, human rights/democracy in Algeria and Middle Easten Countries.



 تعليق على مقال- 'هجوم على غزة بمرسوم ملكي سعودي' للكاتب ديفيد هيرست[1]


هؤلاء الذين يفاخرون الناس بتدينهم، ويلقبون أنفسهم  ﺑ"أصحاب الفرقة الناجية" ينسقون مع إسرائيل في عدوانها على أهل غزة العزل. هل يحق لهؤلاء، أعني حكام آل سعود، بعد اليوم الكلام باسم الإسلام والعروبة وقيادة شعوبها؟ لقد انكشفت عوراتهم واتضحت مخططاتهم ولم تعد خافية على أحد من الإنس والجن. تآمروا على العراق الحبيب ودمروه أيما تدمير، وتآمروا على اليمن ولبنان وتركوهما متفرقين ضائعين، ثم تكالبوا على سورية العروبة والإسلام، ولم يتركوا بأرضها، العزيزة على كل عربي ومسلم، بشرا أو حيوانا أو شجرا إلا وأمعنوا في إيذائه، حتى مقابر الأنبياء لم تسلم من أذاهم وجرائمهم.

اقرأ المقال (هجوم على غزة بمرسوم ملكي سعودي)[1] لتكتشف بنفسك كيف ينسق الخونة مع المعتدي جهارا نهارا، وفي الشهر المبارك، شهر رمضان المعظم. اقرأ أيضا لتكتشف تشابه الأساليب التي يستعملها اليهود ضد أعدائهم بالأساليب التي يستعملها حكام آل سعود ضد من يعتقدون زورا وبهتانا أنهم أعداء لهم محتملين. لقد صدق من قال أن بعض الحكام في دول الخليج لا علاقة لهم بالعروبة والإسلام. لا، بل أقول: لا علاقة لهم بالإنسانية حتى!

إذا كُنتُ قد تجاوزت حدود اللياقة والأدب أو أسأت للبعض بما ورد ضمن هذه الملاحظات تعبيرا عن سخطي وصدمتي من الأفعال الشنيعة التي اقترفها هؤلاء ضد سكان مسالمين عزل، معظمهم أطفال ونساء، (بالطبع إن تأكدت صحة هذه التقارير الصحفية، ومن بينها هذا المقال)، فذاك بسبب أفعال ومواقف هؤلاء الظلمة التي أفقدتني صوابي وجعلتني أخرج عن جادة العقل والصواب. كيف لا والأطفال الأبرياء والسكان العزل يقطعون تقطيعا بالقنابل والأسلحة الفتاكة ويحرَّقون بالقنابل الحارقة، ولا يغاثون إلا بمؤامرات خسيسة تحاك ضدهم من قبل"إخوة" لهم في الدين والانتماء الثقافي!
 
لماذا تجدهم ينحازون غالبا إلى صف الظلمة والطغاة؟ (أقصد مواقف بعض الحكام في دول الخليج من قضايا العرب والمسلمين.) ولا تجدهم يقفون إلى صف المظلومين والضعفاء؟
اللهم أنصر غزة وأهلها. اللهم دمر أعداءها. اللهم أجعل كيدهم في نحورهم.
 
عمار بوجلال، 25-07-2014





[1] . www.noonpost.net/content/3254

 








[1] . ديفيد هيرست عرف من طرف الموقع الذي نشر به المقال بأنه "مدير تحرير ميدل إيست آي، وكبير الكتاب في الجارديان البريطانية سابقاً". هذا المقال يمكن قراءته كاملا على الرابط التالي:
http://www.noonpost.net/content/3254  


 

Wednesday, July 23, 2014

▶ ‫شيخ الأزهر يكفر ويمسح الأرض بالسلفية الخوارج الملاعين‬‎ - YouTube

▶ ‫شيخ الأزهر يكفر ويمسح الأرض بالسلفية الخوارج الملاعين‬‎ - YouTube

هذه مدونة عمار بوجلال، أستاذ جامعي جزائري، تهتم بالديمقراطية وحقوق الإنسان، وبقضايا السياسة في الجزائر وبلدان الشرق الأوس.

Friday, July 11, 2014

هل من سبيل لمصالحة بين جماعة الإخوان والحكومة المصرية؟


تعليق على مقال لرئيس جمعية العلماء الجزائريين يدعو فيه المصريين لمصالحة وطنية 

عمار بوجلال
Constantine, Algeria, July 11th , 2014

اللهم إن أصبت فمنك وحدك، وإن أخطأت فمني ومن الشيطان. اللهم أحفظ أمتنا من كل سوء، ووحد بين صفوف أبنائها، ولا تجعلها لعبة بين الأمم. اللهم يا ذا الجلال والإكرام، إنك تعلم أن التفرقة ضلال للعقول وخراب للأوطان، فباعد بيننا وبينها كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم آمين.

                                          عمار بوجلال، الجزائر، جامعة الأمير عبد القادر


 
 هذه دعوة تصالحية ذات أهمية بالغة لمعالجة الأزمة المتفاقمة في مصر كونها تأتي في زمن قلت فيه الدعوات النزيهة للتصالح بين أبناء الشعب الواحد والوطن الواحد. إنها كذلك، دعوة ضرورية وملحة، لكنها تبدو غير متوازنة ويخشى أن لا تجد لها آذانا صاغية في مصر كونها تلقي باللائمة على طرف دون طرف آخر، رغم اعتراف صاحبها، أو أصحابها "أن مصر، لا يبنيها فريق واحد، ولا مذهب واحد، وإنما يبنيها الإيماني، والعلماني، والقبطي والإخواني"... هذا كلام مفيد ويمكن أن يوجه لكل طرف فاعل متسبب في وقوع الأزمة الحالية التي تعصف بمصر. لكن القول أن الحكومة الحالية تعتقل وتحاكم قيادات المعارضة بسبب تعبيرهم عن الرأي وحرية الفكر هو كلام  مجانب للصواب نوعا ما، لأن واقع الحال يقول أن المعارضة أيضا قد أعلنت الحرب على الدولة والاقتصاد المصري ولم تبد أي ميل للحوار البناء الذي يكون بتغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية، والذي يتطابق والحل الوسط مجسدا في مبدأ "الوسطية والاعتدال" الذي تدعيه حركة الإخوان. كيف يكون منع الضرر الذي يلحق بالدولة والاقتصاد دون استخدام الشدة أحيانا؟ (أو كما يقول لسان حال الحكومة المصرية اليوم.) يقول أصحاب هذه المبادرة، كما ورد بأسبوعية البصائر لسان حال جمعية العلماء الجزائريين، الصادرة بتاريخ  07-13جويلية العدد 712:"عجيب -والله- لدولة تسجن، رؤساءها، وتعدم علماءها، وتعتقل حكماءها، وتعذب فقهاءها، وتكمم شعراءها، وتقصي نبلاءها، ثم تطمح أن تحقق الاستقرار والديمقراطية".[1] حقيقة أرى أن هذا الكلام لا يكشف عن حياد أصحابه ولا يفيد في تقريب المواقف بين الأشقاء المتناحرين. الصواب، في رأيي المتواضع، أنه كان يجب الاعتراف أن الجميع، حكومة ومعارضة،  أخطئوا في حق الوطن والشعب.

من هنا بات حتميا مطالبة جميع أطراف الأزمة في مصر بضرورة التحلي بالحكمة والتعقل وتغليب المصلحة العليا للبلد على المصالح الحزبية والاتجاهات المذهبية الضيقة. ليس من المهم أن يكون المرؤ إسلاميا، علمانيا، أو قبطيا؛ بل الأهم من ذلك أن يكون مواطنا في خدمة وطنه وفي عون حكومته، فالمسلم (الحقيقي) هو السلم الذي يسلم المسلمون وأوطانهم من لسانه ويده.

 إن زمن حروب الجاهلية وخراب الأوطان قد ولى إلى غير رجعة، أعني عدم جدوى كل ذلك بسبب شح الموارد وازدياد الحاجات الاجتماعية وكثرة المطالب على السلع والخدمات. تصوروا حال البلدان والمجتمعات اليوم كحال المتسابقين ضمن "ماراتون" شاق طويل حيث أن كل من يتعثر أثناء السباق سوف يخسر لا محالة. من هنا وجبت المطالبة بعدم تبديد الطاقات والثروات فيما لا ينفع الناس والأوطان. إن مصر، كما أشار رئيس جمعية العلماء الجزائريين، لا يمكنها الاستغناء عن أي من مواطنيها، فكل فرد من أفراد شعبها معني بخدمتها.

لكن يبدو أن جماعة الإخوان في مصر لم يدرك قادتها بالضبط ماذا حصل لهم. إنهم يعتقدون (خطأ) أن من جعلهم يفقدون ثقة الشعب المصري ويخسرون الحكم هم جماعة السيسي ومن يقف خلفهم. لا، بل إنهم إما لا يدرون، أو يرفضون الاعتراف، أن المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي عجزوا عن حلها (بعد رفعهم سقف المطالب والتوقعات الشعبية عاليا) هي التي كانت السبب المباشر في هزيمتهم. هذه المشكلات قد تعجز أية حكومة أو حزب عن حلها ناهيك عن جماعة لا تمتلك الخبرة الكافية لإدارة الشؤون الاقتصادية والسياسية بالحنكة والذكاء اللازمين. يكفي القول أن تلك المشكلات كانت السبب الأساسي في سقوط نظام مبارك، وأنها كانت السبب الرئيس في قيام الثورات وسقوط الأنظمة عبر التاريخ العالمي المعاصر. (عندما تفرغ معدة إنسان ولا يجد شيئا يسد به رمقه، هل يهمه من يحكم من؟ وهل يبالي بعد ذلك بحياة أو موت؟)

 آه لو تفطن الإخوان، بادئ ذي بدء، وأدركوا أنه كان يتوجب عليهم تخصيص جهودهم وطاقاتهم لخدمة القضايا الاجتماعية والدينية في مصر لكان ذلك أفضل سند وعون يقدمان لمصر وشعبها من طرفهم. أقصد لو اكتفى علماء الشريعة هناك بدورهم الطبيعي المكمل والمساند لحكومة مدنية التي يتوجب أن يكون همها الأساسي خدمة الشعب والوطن ليس إلا. هكذا سيكون التغلب على الصعاب والمشكلات. وهكذا سيتمكن القادة في مصر من الحفاظ على كيان الدولة ووحدتها، ويتمكنوا من الرقي بوحدة الشعب وتحقيق آماله المشروعة.

إن ما حدث ويحدث بمصر وغيرها (كالعراق، واليمن، وسورية) لم يخدم لا الدين ولا الوطن وإنما خدم أغراض الشياطين من الجن والإنس. إن المتسببين في ارتكاب تلك الأخطاء والحماقات لا يمكنهم التذرع بمذهب أو عقيدة عندما يعرضون غدا على خالقهم. على هؤلاء المطالبين بتطبيق الشريعة في ظل ظروف الإنقسام الديني والمذهبي الذي تعيشه أمة محمد اليوم، عليهم بضرورة تصفية سرائرهم وضمائرهم من كل خلاف أو اختلاف ديني ومذهبي: أي أنه يتوجب عليهم تنقية ضمائرهم من شوائب كل تعصب لزعيم أو مذهب بعينه. وقبل مطالبة غيرهم بتطبيق شرع الله، عليهم أن يعلنوا للناس إيمانهم بالإله الواحد وبالقرآن الواحد وبالسنة النبوية الواحدة (أي السنة النبوية المجمع على صحتها). (إن الإيمان الصادق الذي يتوجب على كل منا السعي لتنميته بداخله هو إيمان يرسخ  في القلوب وتجسده الأعمال الصالحة في الميدان.)

ما زاد عن ذلك قد يدخلنا في متاهات الشرك بالله والبعد عن هدي نبيه محمد رسوله، صلوات الله وسلامه عليه.

ليس القصد من كتابة هذا التعليق التشفي بأحد أو جماعة إنما كتبته رغبة في التنديد بما حدث ولا يزال يحدث لأمتنا باسم الدين أو المذهب أو الديمقراطية أو غير ذلك من المسميات والحجج الواهية التي تتخذ ذريعة لضرب الوحدة الوطنية التي هي امتداد لوحدة الأمة الإسلامية. أقول لا لتدمير الأوطان في العالم العربي أو الإسلامي. نعم لكل ما يجمع ويوحد، وينشر السلام في ربوع هذه الأمة العظيمة، أمة الإسلام، وأهلك اللهم كل من سعا نحو خرابها وتفريقها إلى جماعات متناحرة. أتمنى أن تسهم هذه الدعوة في مؤازرة الجهود الرامية لإصلاح ما أفسدته السياسة والإيديولوجية، وأن تكون سعيا مشكورا إن شاء الله، في سبيل الرقي بأمتنا إلى أعلا المراتب بين الشعوب والأمم. كما أتمناها أن تكون سعيا لحفظ الدين وصونا لمصالح العباد.
اللهم إن أصبت فمنك وحدك، وإن أخطأت فمني ومن الشيطان. اللهم أحفظ أمتنا من كل سوء، ووحد بين صفوف أبنائها، ولا تجعلها لعبة بين الأمم. اللهم يا ذا الجلال والإكرام، إنك تعلم أن التفرقة ضلال للعقول وخراب للأوطان، فباعد بيننا وبينها كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم آمين.

 





[1] . راجع المقال الأصلي بموقع أسبوعية البصائر التابعة لجمعية العلماء الجزائرية:


راجع أيضا نفس الخبر الوارد جريدة الأحداث، 06-07-2014، على الرابط الأتي:

http://www.elahdath.net/lates-news/39824.html

 

 



 



[1] .  راجع المقال الأصلي بموقع أسبوعية البصائر التابعة لجمعية العلماء الجزائرية:
راجع أيضا نفس الخبر الوارد جريدة الأحداث، 06-07-2014، على الرابط الأتي:
http://www.elahdath.net/lates-news/39824.html