Thursday, July 14, 2016

مؤامرة الإرهاب على الجزائر خلال تسعينيات القرن الماضي

عمار بوجلال


فيما يلي تحليل لمقالة تطرق صاحبها لمسألة تمويل الإرهاب والتحريض عليه خلال سنوات #العشرية_السوداء (#الجزائر) من القرن الماضي واتهم فيها كلا من #السعودية و #إسرائيل و #فرنسا بالعمل على زعزعت أمن الجزائر والمشاركة في التحريض على الإرهاب وتمويله. صاحب المقالة استند لتصريحات منسوبة لرئيس الحكومة الجزائرية السابق #علي_بن_فليس.
     مقالة ورد فيها أن كلا من السعودية مولت النشاط الإرهابي بالجزائر، حيث أنها اشترت أسلحة من إسرائيل التي سلمتها لفرنسا التي بدورها تعاملت مع بعض العسكريين الجزائريين ونسقت معهم مقابل دفع رشاوي لهم من أجل تسليم تلك الأسلحة للإرهابيين الذين كانوا ينشطون بالجزائر (المقالة لم تذكر أسماءهم ولا أعدادهم) استنادا لمعلومات يكون بن فليس قد أدلى بها لأحد #المدونين_الأردنيين (كما زعم). 
     
 لكن لا بد من الإشارة لبعض الملاحظات بخصوص هذه المقالة. 
  1.  أولا لدي بعض التحفظات على الشروط التي وضعها السفير الأمريكي على #الرئيس_بوتفليقه و #بن_فليس، رئيس حكومته آنذاك، وإلزامهما بضرورة حفظ مداخيل الجزائر من #الغاز و #البترول بالبنوك الأمريكية والفرنسية، والتوقف عن دعم القضية الفلسطينية وحزب الله وإيران مقابل وقف العمليات الإرهابية! لكن يمكن القول أن بعض هذه الشروط قد تكون صحيحة بينما بعضها قد لا يكون كذلك. 
  2.  الملاحظة الثانية أن القضاء على الجماعات الإرهابية لم يأت كنتيجة لاتفاق تم بين الرئيس بوتفليقة مع السفير الأميركي الذي ضغط بدوره على كل من السعودية وفرنسا وإسرائيل وطلب منهم التوقف عن دعم الجماعات المسلحة في الجزائر...أو أن ذلك الأمر (أي القضاء على الجماعات الإرهابية) جاء كنتيجة لتسلم الجزائر معلومات من أمريكا حول مواقع الجماعات الإرهابية وأماكن تواجدها على التراب الجزائري حيث بعدهاسارعت الجيش الجزائري بالقضاء عليهم كما ذكر بالمقالة التي استندت لشهادة بن فليس المزعومة. في هذا الكلام مغالطة كبيرة وهو كلام مخالف للواقع الميداني لأن الجماعات الإرهابية تم القضاء عليها كليا تقريبا حتى قبل مجيء بوتفليقة للحكم وليس في عهده وعهد بن فليس، وبعد وقف الدعم المادي واللوجيستي للإرهابيين وتسليم أمريكا لمعلومات عن أماكن تواجدهم بالجزائر. كلام كله تضليل وأكاذيب ولا يصدقه إلا الذين يجهلون الجزائر وشعبها عندما يفهم اللعبة ويتلاحم مع جيشه العظيم الذي لم يبخل أفراده بالتضحية بدمائهم وأرواحهم دفاعا عن الجزائر وشعبها! 
  3. إذا كانت أمريكا تمسك فعليا بخارطة تواجد الإرهابيين على التراب الجزائري وغيرها فلماذا عجزت هذه الدولة العظمى عن القضاء عليهم (الإرهابيين) في كل من أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا وغيرها؟! 
  4. في المقالة معلومات تقلل من مكانة الجيش الجزائري وتقلل من دوره وشأنه في محاربة الإرهاب والانتصار عليه خاصة بعد ما تمكن من استمالة الشعب الجزائري إلى جانبه واستطاع كسب تعاونه ابتداءا من سنوات 1993-94 وما بعدها. كذلك يجب عدم التقليل من الدور الذي قام به رجال #الدفاع_الذاتي (الباتريوت) الذين جعلوا الإرهابيين يواجهون بمقاومة مسلحة حيث ما حلوا وارتحلوا.
  5. الملاحظة الخامسة أن المقالة تقلل من شأن الرؤساء والملوك العرب، بمن فيهم حكام فرنسا وإسرائيل، وتجعلهم مجرد لعبة بين أيدي السفير الأمريكي بالجزائر. ألهذا الحد يهان #الملك_عبد_الله، رحمة الله عليه، والذي رفض الاستجابة لطلب #بوتفليقة و #بن_فليس الذي ذهب في زيارة خاصة للسعودية خصيصا لهذا الغرض لكن الملك عبد الله أصر على الاستمرار في دعمه وتمويله للنشاطات الإرهابي بالجزائر إلى أن ضغط عليه السفير الأمريكي وأمره بتنفيذ الاتفاق الذي تم بينه وبين حكام الجزائر؟!! 
  6. في المقالة إشادة بالدور الذي قام به الرئيس بوتفليقة في إخماد نار الفتنة بالجزائر وأن ذلك جاء نتيجة صفقة عقدها مع أمريكا تقضي بتسليم ثروة الجزائريين للأمريكان؟! 
 لكن لماذا جاءت هذه الاعترافات على لسان بن فليس؟! وماهو مصير الأموال التي وضعت بالبنوك الأمريكية؟ 
وهل يمكن سحبها عند الضرورة؟ إلى غير ذلك من الأسئة التي تبقى دون أجوبة. 
ولذلك قررت نشر هذا التعليق على مواقع بعض المسؤولين علهم يساهمون ببعض المعلومات والتعليقات حول الإرهاب وتمويله والتحريض عليه، أو القول أن الأمر لا يستحق كل هذا الاهتمام.

 فيما يلي مقتطفات من تلك المقالة: 
 "ويذكر الجيوسي أن الرئيس بوتفليقة فوجئ بعدما اكتشف الأطراف المعنية التي ينبغي إبلاغها بهذا الاتفاق، ويتعلق الأمر بكل من “فرنسا و إسرائيل والسعودية “، حسبما جاء في المنشور، وبرر السفير الأمريكي كلامه أن “السعودية هي التي تقوم بتمويل شراء السلاح من إسرائيل، وتقوم إسرائيل بإرساله إلى فرنسا، وفرنسا بدورها وعن طريق بعض ضباط الجيش الجزائري المرتشين والذين يتعاملون معها، يوصلونها للجماعات الإسلامية المتطرف”. توضح التدوينة أن السفير الأمريكي وعد بوتفليقة بـ”إبلاغ فرنسا وإسرائيل باتفاقنا وعليكم إرسال شخص من طرفكم للتحدث إلى الملك عبد الله ملك السعودية حيث سيكون أسهل إبلاغه عن طريقكم نظرا لصعوبة التفاهم معه”. (...) ويقول الجيوسي في تدوينته انه بعد”عدة أيام توقف الدعم والتمويل للإرهابيين، وتم تزويد القوات المسلحة الجزائرية من الأمريكان بإحداثيات لمواقعهم وأماكن تواجدهم، حيث قامت القوات المسلحة بالقضاء عليهم وخلال فترة بسيطة من الوقت".[1] 
.................. 

[1]. http://aljazair24.com/featured/33651.html

Saturday, June 4, 2016

الجزائر بكالوريا 2016: تسريبات الأسئلة وكيف ستعالج مستقبلا؟

                                              عمار بوجلال



هذه التسريبات أثبتت أن المشرفين على تسيير الامتحانات ب‏وزارة التربية والتعليم‬ يتبعون أساليب قديمة في كتابة الأسلة وحفظها وتوزيعها على الممتحنين!
إنهم يتبعون طريقة بدائية تعتمد على احتجاز الأساتذة كرهائن ومنعهم من الاتصال بالعالم الخارجي ومصادرة هواتفهم ومنعهم من الاتصال بذويهم على ما يبدو...طريقة تعود لعصر ما قبل الإنترنت، طريقة تتجاهل أننا نعيش في الألفية الثالثة أو يخشى أصحابها العيش في هذه الألفية، طريقة تقوم على نظرة احتقار وتجريم للوسائط الإعلامية الحديثة واعتبارها خطرا يتهدد البلاد والعباد بمصير مجهول....
الظاهرة لا تخص وزارة التربية والتعليم وحدها بل تعني أيضا العديد من المؤسسات الرسمية بسبب جهل كبار الموظفين لاستخدام الحاسوب والذين يحتكرون القرار ويهمشون الإطارات الكفأة في توزيع المناصب العليا ومنح الأجور.
تخوفات هؤلاء الحكام من التكنولوجيات الإعلامية الحديثة ازدادت حدة بعد تداول إشاعات أن تلك التكنولوجيات الإعلامية ساعدت في قلب أنظمة عربية بائدة بعد وقوع ثورات ربيعية وخريفية. لكن هؤلاء الحكام يتجاهلون أن تلك العقلية المتخلفة وانتشار الفقر والفساد وتهميش العلم والعلماء والشباب هي العوامل الحقيقية التي استغلها أعداء أمتنا وراحوا يزرعون الفوضى والاضطرابات العنيفة في بلدان عربية عدة...التكنولوجيا لم تكن سببا ولكنها كانت وسيلة، والتكنولوجيا إذا لم تستغل في مجالها المشروع فإنها ستستغل من طرف الأعداء والمتربصين بأمتنا وفاقدي الأمل من أبنائنا وبناتنا بسبب احتكار المناصب من قبل الديناصورات وتهميش المثقفين والشباب.
لذلك نطالب بإعادة الاعتبار للمثقف ووضع الثقة في التكنولوجيا الإعلامية والحاسوب....الحاسوب ليس عدو لنا بل هو صديق وأداة نستعين بها في تخزين المعلومات وتوصيلها للآخرين في الوقت الذي نريده.
من هنا وجب على الوزارات تغيير الطرق البدائية في التسيير والكف عن تهميش الإطارات في منح المناصب والتكليف بالمهام ومنح الأجور والعلاوات، والمناصب تمنح بناء على الجدارة والاستحقاق وليس بناء على اعتبارات الجهوية والمحسوبية والصداقة...
لكن من خلال جولة في الصفحات والمواقع الرسمية على الإنترنت يتبين أن هذه المعايير غير محترمة وأن من يصممها ويشرف على متابعتها هم أناس فاقدون للجدارة والكفاءة، أو أنهم موظفون لا يتلقون الدعم المادي والمعنوي والمتابعة من طرف الرؤساء وكبار الموظفين في الوزارات والدولة. (عجبا كيف يقبل هؤلاء بوضعية مزرية كهذه؟!)


الحل الذي نقترحه:


ننصح بإعادة النظر مستقبلا في هذه الطرق البدائية كاحتجاز أساتذة لبضعة أسابيع بهدف منع تسريب الأسئلة، والقيام بربط مراكز الامتحانات كافة بشبكة أو شبكات إعلامية networks بواسطة DSL, 4G, 3G، هذه الروابط ضرورية لتفادي أي عطل في إحدى هذه الشبكات الإعلامية، وعند بدء الامتحان بدقائق توزع الأسئلة على مراكز وقاعات الامتحانات في كل الولايات.
كذلك يمكن اعتماد طريقة بسيطة جدا وقليلة التكلفة وهي تتمثل في بث الأسئلة عبر شاشات التلفاز وعبر الإنترنت في نفس الوقت. التلفزيون متوفر وفي متناول المؤسسات التربوية ويمكن تزويد كل القاعات التي يجرى فيها الامتحان بجهاز استقبال TV، أما الأسئلة فتحفظ لدى شخصية ما أو ثلاث أشخاص بالوزارة، هذا ويمكن تطوير هذه الطرق والأمر متروك للمعنيين والمختصين.

هكذا بوسائل بسيطة وغير مكلفة سيتمكن المعنيون من توزيع الأسئلة آنيا على جميع التلاميذ أو الطلاب الممتحنين في كامل التراب الوطني. طرق ستساعد، بإذن الله تعالى، في تجنب كل تسريبات وتعقيدات نحن في غنى عنها.

                                                              




Sunday, April 3, 2016

التعليقات الطويلة على الفيسبوك غير مرغوب في قراءتها

                                                                                 عمار بو جلال  


 بعض الناس، خاصة فئة الشباب، قد لا يرغبون في قراءة التعليقات الطويلة التي يزيد مضمونها عن 3 أو 5 أسطر مثلا.  

إذن ماذا علينا فعله لكي نغير من الطريقة التي نكتب بها حتى نتمكن من تسويق أفكارنا ورسائلنا للغير كي ننفع وننتفع بها؟   

بعض الفيسبوكيين مثلا لديهم مشاريع هامة لكنهم عجزوا عن إقناع الآخرين بها وبجدواها. بعض المعلقين لديهم مشاريع تتمثل في السعي لإقناع الناس أن بشار، مثلا، ظلم واعتدي على دولته أو قصره، وأنه صار من حقه الدفاع عن نظامه بكل وسيلة متاحة له ولو تطلب ذلك إلقاء براميل النفط على سكان مدنيين وقتلهم بطريقة وحشية بمن فيهم الأطفال والنساء والعجزة، أي ونعم قتل الأطفال والنساء فأين المشكلة؟ كما قد يعتقد هؤلاء!  

مشاريع كتلك قد تفرض على أصاحبها مصاحبة الجن والكتابة بلغاتهم وما شابه ذلك، أو الكتابة بألفاظ وعبارات مشوقة  تثير الشفقة والرحمة في قلوب الناس كي يستعطفون ودهم وتلين قلوبهم وتطيب نفوسهم للذين ظلموا، بالضم والكسر، (أي "المساكين" من أمثال بشار ونصر الله وخامنئي إيران) الذين أعتدي عليهم من طرف أطفال لم يحسن آباؤهم تربيتهم! 

كذلك قد يتمثل الحل البديل في مطالبة الآخرين بضرورة بذل الجهد لكي يغيروا من عاداتهم حتى يصبحوا قادرين وراغبين في قراءة المقالات الطويلة نسبيا؟ 

 بالطبع الخيار الأول يبدو الأسهل والأقرب للمنطق والذي يتضمن قيام الإنسان، صاحب القضية والمشروع، بتغيير ذاته وأساليبه واستيراتيجياته حتى يتمكن من تبليغ أفكاره للآخرين وعرضها عليهم، وإقناعهم بها، أو يكتب بأسلوبين أحدهما طويل والآخر قصير.  

فالله سبحانه وتعالى، مثلا  خاطب مخلوقاته من البشر بالأسلوبين معا: الأسلوب القصير والأسلوب الطويل، أي خاطبهم بالسور القصيرة والسور الطويلة، وهذه حكمته سبحانه وتعالى مع عباده فلم يفرض عليهم أسلوبا معينا.  

الناس من حيث الرغبات مختلفون بعضهم يحب المقالات والتعليقات المكتملة، أي الطويلة نسبيا، والبعض الآخر يحب المقالات القصيرة جدا التي تتضمن جملا قصيرة وعبارات غريبة معبرة ومسلية حول موضوع ما كالدفاع عن المجرم بشار مثلا، وهي مهمة تبدو مستيحلة رغم ذلك هناك من يسعى للقيام بها.  

                    

                               هذه وجهة نظر نفعني الله وإياكم بها.

كيف نوفق بين رغباتنا ورغبات المجتمع؟

قد يدخل الإنسان في صراع مع ذاته ومع رغباته نتيجة اختلافها نوعا ما مع توجهات وقناعات البعض من الذين نعيش معهم أو نخالطهم أثناء حياتنا اليومية، كذلك قد تتعارض تلك الرغبات وقيم المجتمع حيث نعيش. فالأسئلة التي قد تطرح على بعضنا قد تشمل ما يلي:  
ما دينك؟ وما مذهبك؟ وهل تصوم وتصلي مثلا؟ وماذا تأكل وتلبس؟ وما حزبك؟ وعلى من ستنتخب؟ ومع من تقف أو تصطف؟ إلى آخر الكلام والقائمة قد تطول.  
راحة البال تكاد تنعدم والحياة تتعقد أكثر فأكثر نتيجة العيش في تلك البلدان والمجتمعات نظرا لانتشار المواقف والقيم السلبية فيها، مثالها المجتمعات العربية والإسلامية التي يعد المجتمع الجزائري أحدها. وربما نظرا لتلك الأسباب والعوامل تنتشر كثرة الأمراض هناك اللهم عافينا وعافي غيرنا منها.  
  كيف إذن يمكن التخفيف من وطأة وشدة الآثار السلبية التي تتركها تلك المواقف والسلوكيات المنحرفة والتي قد تسلط على حياة البعض منا وتجعلها في اضطراب شقاء دائمين؟
فالوزيرة هدى إيمان فرعون Houda imane faraoun مثلا كتبت على صفحتها بالفيسبوك الاقتراح الآتي:

”لا تسمح لأحد أن يُقلل من شأن #حُلمك ، #كلماتك ، #أمانيك ، #إيمانك ، #ذوقك ، #حياتك ، إجعل كل ما يخصك #عظيم. فالنقاش مع #الجهلاء .. كالرسم على الماء مهما #ابدعت ،،، لا يبقى اي #أثر...“ (انتهى كلام الوزيرة)
لكن، أولا،  لا نريد القول أن هذا الأمر سهل وبسيط وأنه لا يتطلب بذل الجهد اللازم لإقناع الأنفس التي تعودت على العادات السلبية والتي ستقاوم كل سعي لتغييرها.
 أما ثانيا، فإن كان بعضنا يحسب حسابات لفلان وعلان كالأقارب والأصدقاء مثلا فيلزم مضاعفة الجهود لتحقيق ذلك التغيير المنشود.  
هذه الطريقة رغم أهميتها لحياة الناس فقد يعترض عليها من طرف بعض الدعاة.  
 فهذه السياسة (أو طريقة الحياة) بالضرورة ستصطدم بعوائق الثقافة المجتمعية ومواقف بعض الرجال المتدينين الذين سهلنا لهم أمر التدخل في شؤوننا وحياتنا الخاصة ربما لدرجة قد تخالف حتى أحكام الشريعة نفسها.
                              اللهم أصلح أحوالنا ويسر ولا تعسر علينا. اللهم آمين يا رب العالمين.                                                                                                    
                                                                                           عمار بو جلال