ماذا قال الفلاسفة في الدفاع عن الحرية ومقاومة الإستبداد؟
قسنطينة، عمار بوجلال
Amr Boudj.
فيما يلي سأقترح عليكم قراءة بعض الاقتباسات منتقاة من الحكم المأثورة لكبارالفلاسفة والحكماء ورجال السياسة الذين كرسوا وقتهم الثمين خدمة للعلم والسياسة وفتحوا الأمل للكثير من شعوب العالم التي عانت الويلات على أيدي الطغاة الدكتاتوريين الذين عاثوا في الأرض فسادا وقهروا شعوبهم واستعبدوهم وسخروا من آمالهم وأحلامهم المشروعة وضربوا بها عرض الحائط؛ إلى أن يظهر فيهم من يبعث الأمل ويريهم كيف يبدعون ويفجرون الطاقات الكامنة، ويستغلون القدرات التي استهان بها طغاتهم وجلادوهم، والذين قتلوا فيهم كل أمل وحولوا أمنياتهم وتطلعاتهم المشروعة إلى مجرد أوهام غير قابلة للتحويل إلى واقع ملموس. هكذا ما إن يستبد الطغاة بشعوبهم وينكلوا بضحاياهم إلى أن يبعث الله فيهم من يشق لهم درب الأمل نحو التغيير الشامل لواقعهم الصعب والمعقد ويبعد عنهم القنوط واليأس ويزرع في قلوبهم الأمل وحب المقاومة والنضال ضد الاستعباد والاستبداد بمختلف أشكاله: السياسي، والاجتماعي، والديني المغلوط. إن المطالبة بالديمقراطية نصرة للحرية وحقوق الإنسان ليس بالأمر الهين ولا هو بالأمر المستحيل، وكما تبين تجارب الإنسان في كل مكان وزمان، وكما هو مدون وموصوف بأمهات الكتب، وأقوال الفلاسفة والكتاب الذين قاوموا الاستبداد بكل ما أوتوا من قوة، وناصروا الأحرار والحرية عبر مختلف الأزمنة، فإنه يمكن الاستعانة، بالله أولا، ثم بالتوجيهات والنصائح القيمة التي تركها هؤلاء الكتاب والفلاسفة الأحرار والمناضلون الأخيار الذين برهنوا أن المقاومة (السلمية) لا بد منها لتغيير الواقع المتعفن، لأن الظلم (أو الاستبداد) لا يختفي من تلقاء نفسه ما لم يغير الناس ما بأنفسهم ويشمروا عن سواعدهم ويضحوا بكل طاقاتهم ويعملوا بجد واجتهاد، ويضعون اليد في اليد ويسيرون على الدرب الذي أتمنى أن يكون معبدا وسهلا لا طريقا مليئا بألاشواك والخنادق الوعرة. لكن مهما كانت الصعوبات والتضحيات، يجب تحريك المياه الراكدة ودفعها إلى الحركة والسير في الاتجاه الصحيح لأن بقاءها على تلك الحالة ربما سيؤدي إلى قتل المروءة وموت النفوس الأبية جميعها وإصابتها بالعفن والروائح الكريهة الناتجة عن التراكمات والضغوطات، وكثرة المظالم وانتشار الأمراض النفسية والبدنية، والتوترات الاجتماعية والسياسية، وغير ذلك.
أتمنى أن يجد كل قارئ ضالته في قراءة هذه الحكم والتوجيهات القيمة، سواء من باب التسلية وحب الاطلاع أو للاستعانة بها في رسم طريقة ما لفهم الواقع، السياسي والاجتماعي، وتحليله ورسم خطة معينة لتغييره نحو الأفضل. كما أتمنى أن تؤدي قراءة هذه الاقتباسات الحكمية والفلسفية إلى تفتح شهية القارئ لمزيد من القراءة والبحث في مؤلفات ومقالات الفلاسفة والكتاب الذين ناضلوا وغيروا واقعهم السيء بغض النظر عن ثقافتهم وأديانهم وأيديولوجياتهم، إذ لا يمنعنا ديننا الإسلامي من الاستفادة من تجارب غيرنا، بل ويأمرنا بالبحث عن الحقيقة أين ما وجدت، والعمل والمجاهرة بها قدر استطاعتنا، كذلك يأمرنا ربنا بمقاومة الظلم والظالمين بكل الطرق والوسائل المشروعة، وقدر استطاععتنا، وينصحنا علماؤنا وفقهاؤنا الأجلاء بالاستعانة بكل كلمة حق مهما كان مصدرها، وقديما قيل اطلبوا العلم ولو في الصين.
هدف المدونة
أما الهدف العام من كتابة هذه المدونة فيتمثل في محاولة فهم الواقع الجزائري والعربي بقصد المساعدة في تغييره وتطويره أو إصلاحه سلميا، لأن المقاومة السلمية تعد أفضل الأسلحة للفتك بالدكتاتوريين والطغاة وتجنب أكبر الخسائر في الأرواح والممتلكات، كما تأتي نتائجها بنظم ديمقراطية مستقرة، لأن الثورة السلمية تعلم الشعوب كيف تعالج مشاكلها العويصة بالحوار والتخطيط الهادفمن الأهداف (الشخصية) أيضا الترفيه عن النفس، وتطبيق ما تعلمته من دروس البرمجيات
تنبيه للقارئ
هذه قائمة مؤقتة ستثرى وتنظم لاحقا، إن شاء الله، بإضافة المزيد من أقوال الفلاسفة سيما من العالم العربي والإسلامي، ورغم احتواءها بعض الاقتباسات التي قد تبدوا متعارضه مع مبادئ الشريعة الإسلامية إلا أنها أدرجت ضمن القائمة نظرا لأهميتها العامة؛ وخدمة لهدف إصلاح الأنظمة بالطرق السلمية المضمونة النتائج. هذه الطرق السلمية تعد مضمونة النجاح لأن تكاليفها تعتبر هينة مقارنة بتكاليف العنف المسلح الذي قد يعصف بدول ومجتمعات بأكملها. وهي كذلك مضمونة النجاح لأنها لا تتسبب في قتل الأبرياء أوإحداث جروح خطيرة بالنسبة للبعض في حالة الفشل النسبي أو التام، ولا تحدث عداء وحروبا دموية بين طبقات المجتمع أو شرائحه المختلفة. كما يفترض أنها تعمل على توحيد البلاد والعباد وتعلم الشعوب كيف تواجه مشاكلها المختلفة بالنقاش الذي يتصف بالتسامح والحوار البناء. لكن قد يتساءل البعض ما دامت العلاقات بين البشر، أو بين المعارضة والحكومة، هكذا تتميز بالتسامح والحوار الهادئ: فما حاجتنا لثورة سلمية كانت أم مسلحة؟ طبعا الإجابة البسيطة والسريعة التي يمكن تصورها للرد على ذلك السؤال قد تتمثل في الآتي: أن الله خلق هذا الكون الفسيح وأخضعه لديناميكية التغيير الدائم، وهذه القوانين لم تستثن منها البشرية ومجتمعاتها وأنظمها. قديما كلف الله الرسل والأنبياء بهدي المجتمعات البشرية وإصلاح أحوالها كلما ساءت الحياة فيها نتيجة لتعاظم الأخطاء والفواحش وفساد الأخلاق ونظام الحكم. إذا لم يدرك حكام اليوم أهمية تلك القوانين، قوان الحركة والتغيير، ورفضوا مسايرتها، أو أصروا على تعنتهم وأخطائهم فإنهم بذلك يرتكبون حماقات الإطاحة بهم: لا يمكن لأي كان أن يوقف مسار التاريخ أو الزمن! بل قل: من أنتم؟ ومن أين أتيتم؟ وماذا تريدون؟ هل حقا تستطيعون وقف مسار الزمن أو التاريخ؟ وإذا لم تسمحوا بالتغيير السلمي فسيأتيكم الطوفان، وسيقتلعكم السيل من الجذور!
Philosophers’’ Quotes
قائمة بأقوال الفلاسفة والكتاب في الديمقراطية، وحرية التعبير، والنضال لتغيير الواقع السيئ بالطرق السلمية المشروعة
تنبيه للقارئ:
هذه قائمة مؤقتة ستثرى وتنظم لاحقا بإضافة المزيد من أقوال الفلاسفة سيما من العالم العربي والإسلامي، ورغم احتواءها بعض الاقتباسات التي تبدوا متعارضة مع مبادئ الشريعة الإسلامية إلا أنها أدرجت ضمن القائمة نظرا لأهميتها العامة. (هذا لا يعني الأخذ بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة، ولا تطبيقا لمقولة عدو عدوك صديقك، وإنما هكذا شاءت السياسة.)
“If the opinion is right, [people] are deprived of the opportunity of exchanging error for truth; if wrong, they lose what is almost as great a benefit, the clearer perception and livelier impression of truth produced by its collision with error",[1] John Stuart Mill (1806-1873)
يقول المفكر والفيلسوف جون ستيوارت ميل معاتبا الذين يرفضون محاورة غيرهم وتبادل الرأي معهم أنه: "إذا كان الرأي صحيحا فقد يحرم هؤلاء الناس من فرصة استبدال الرأي الخاطئ بالرأي الصائب (الحقيقة)، وإن كان خاطئا، فإن عدم المحاورة ستفقدهم فائدة عظيمة، وتحرمهم فرصة ثمينة تتمثل بالانطباع والتصور الحيوي الحاصل نتيجة معايشتهم ومشاهدتهم اصطدام الحقيقة بالخطإ.
"A man who has nothing which he cares about more than he does about his personal safety is a miserable creature who has no chance of being free, unless made and kept so by the existing of better men than himself."[2]
John Stuart Mill (1806-1873)
"الفرد الذي ليس له من هدف سوى المحافظة على سلامته الشخصية هو مخلوق تعيس، وليس له من فرصة للتحرر (من العبودية)، إلا إذا ساعده غيره كي يصبح شخصا حرا سويا." جون ستيوارت ميل
أظن أنه في وقت من الأوقات كانت الزعامة تعني العضلات، أما الآن فهي تعني التجاوب مع الناس.
أنديرا غاندي[3] [الشريعة تهدف لتحقيق رضا الخالق وليس رضا الناس.]
“We can never be sure that the opinion we are endeavoring to stifle is a false opinion; and even if we were sure, stifling it would be an evil still.” John Stuart Mill
John Stuart Mill
الاستبداد الناتج عن العرف يقف في كل مكان ليعيق تقدم البشرية نحو الأفضل.
جون ستيوارت ميل
1. “The truth is found when men are free to pursue it.”
الحقيقة يمكن العثور عليها طالما ترك الناس أحرارا للبحث عنها.
2. “I ask you to judge me by the enemies I have made.”
3. “I'm not the smartest fellow in the world, but I can sure pick smart colleagues.”
4. “One thing is sure. We have to do something. We have to do the best we know how at the moment. If it doesn't turn out right, we can modify it as we go along.”
5. “In politics, nothing happens by accident. If it happens, you can bet it was planned that way.” في السياسة لا شيء يحدث بالصدفة، وإن حدث يمكنك المراهنة أنه خطط له لكي يحدث على ذلك النحو.
Thomas Jefferson Quotes[5]
1. “In every country and every age, the priest had been hostile to Liberty.”
2. “The way to silence religious disputes is to take no notice of them” "أحسن طريقة لإسكات أصوات أصحاب الفتن تتمثل في تجاهلهم"
3. “I never considered a difference of opinion in politics, in religion, in philosophy, as cause for withdrawing from a friend.”
4. “Leave no authority existing not responsible to the people.” "لا تترك حكومة قائمة ما لم تكن في خدمة الشعب ومستجيبة لإرادته" [هذا يمكن فهمه بأن تكون الحكومة طائعة لله وفي نفس الوقت مستجيبة لإرادة الشعب]
Freedom of expression is the matrix, the indispensable condition, of nearly every other form of freedom, Benjamin Cardozo quotes[6]
“We, and all others who believe in freedom as deeply as we do, would rather die on our feet than live on our knees”, Franklin D. Roosevelt quotes , US President, 1933-45. نحن وجميع المؤمنين بالحرية نفضل الموت واقفين على الحياة أذلاء راكعين للدكتاتورية.
If we don’t believe in freedom of expression for people we despise, we don’t believe in it at all, Noam Chomsky[7] إذا لم نترك خصومنا يعبرون عن حرياتهم، فهذا يعني عدم إيماننا بالحرية أصلا
“If liberty means anything at all, it means the right to tell people what they do not want to hear.” George Orwell "إذا كانت الحرية تعني أي شئ فإنها تعني الحق لإسماع الأخرين ما لا يرضيهم"، [هذا قد يتعارض مع قيمنا الإسلامية والحظارية لأن الصور المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم لا تزال ماثلة في مخيلاتنا.]
عمار بوجلال، جامعة الأمير عبد القادر
Amr Boudj.
1. في كل بلد وكل عصر تجد الإمام في عداء مستمر للحرية. [هذا لا ينطبق على الإمام المسلم الصادق مع ربه.]