Monday, November 10, 2014

ماذا قال الفلاسفة في الدفاع عن الحرية ومقاومة الإستبداد؟

ماذا قال الفلاسفة في الدفاع عن الحرية ومقاومة الإستبداد؟


قسنطينة، عمار بوجلال
Amr Boudj.


فيما يلي سأقترح عليكم قراءة  بعض الاقتباسات منتقاة من الحكم المأثورة لكبارالفلاسفة والحكماء ورجال السياسة الذين كرسوا وقتهم الثمين خدمة للعلم والسياسة وفتحوا الأمل للكثير من شعوب العالم التي عانت الويلات على أيدي الطغاة الدكتاتوريين الذين عاثوا في الأرض فسادا وقهروا شعوبهم واستعبدوهم وسخروا من آمالهم وأحلامهم المشروعة وضربوا بها عرض الحائط؛ إلى أن يظهر فيهم من يبعث الأمل ويريهم كيف يبدعون ويفجرون الطاقات الكامنة، ويستغلون القدرات التي استهان بها طغاتهم وجلادوهم، والذين قتلوا فيهم كل أمل وحولوا أمنياتهم وتطلعاتهم المشروعة إلى مجرد أوهام غير قابلة للتحويل إلى واقع ملموس.  هكذا ما إن يستبد الطغاة بشعوبهم وينكلوا بضحاياهم إلى أن يبعث الله فيهم من يشق لهم درب الأمل نحو التغيير الشامل لواقعهم الصعب والمعقد ويبعد عنهم القنوط واليأس ويزرع في قلوبهم الأمل وحب المقاومة والنضال ضد الاستعباد والاستبداد بمختلف أشكاله: السياسي، والاجتماعي، والديني المغلوط.  إن المطالبة بالديمقراطية نصرة للحرية وحقوق الإنسان ليس بالأمر الهين ولا هو بالأمر المستحيل، وكما تبين تجارب الإنسان في كل مكان وزمان، وكما هو مدون وموصوف بأمهات الكتب، وأقوال الفلاسفة والكتاب الذين قاوموا الاستبداد بكل ما أوتوا من قوة، وناصروا الأحرار والحرية عبر مختلف الأزمنة، فإنه يمكن الاستعانة، بالله أولا، ثم بالتوجيهات والنصائح القيمة التي تركها هؤلاء الكتاب والفلاسفة الأحرار والمناضلون الأخيار الذين برهنوا أن المقاومة (السلمية) لا بد منها لتغيير الواقع المتعفن، لأن الظلم (أو الاستبداد) لا يختفي من تلقاء نفسه ما لم يغير الناس ما بأنفسهم ويشمروا عن سواعدهم ويضحوا بكل طاقاتهم ويعملوا بجد واجتهاد، ويضعون اليد في اليد ويسيرون على الدرب الذي أتمنى أن يكون معبدا وسهلا لا طريقا مليئا بألاشواك والخنادق الوعرة. لكن مهما كانت الصعوبات والتضحيات، يجب تحريك المياه الراكدة ودفعها إلى الحركة والسير في الاتجاه الصحيح لأن بقاءها على تلك الحالة ربما سيؤدي إلى قتل المروءة وموت النفوس الأبية جميعها وإصابتها بالعفن والروائح الكريهة الناتجة عن التراكمات والضغوطات، وكثرة المظالم وانتشار الأمراض النفسية والبدنية، والتوترات الاجتماعية والسياسية، وغير ذلك.
أتمنى أن يجد كل قارئ ضالته في قراءة هذه الحكم والتوجيهات القيمة، سواء من باب التسلية وحب الاطلاع أو للاستعانة بها في رسم طريقة ما لفهم الواقع، السياسي والاجتماعي، وتحليله ورسم خطة معينة لتغييره نحو الأفضل. كما أتمنى أن تؤدي قراءة هذه الاقتباسات الحكمية والفلسفية إلى تفتح شهية القارئ لمزيد من القراءة والبحث في مؤلفات ومقالات الفلاسفة والكتاب الذين ناضلوا وغيروا واقعهم السيء بغض النظر عن ثقافتهم وأديانهم وأيديولوجياتهم، إذ لا يمنعنا ديننا الإسلامي من الاستفادة من تجارب غيرنا، بل ويأمرنا بالبحث عن الحقيقة أين ما وجدت، والعمل والمجاهرة بها قدر استطاعتنا، كذلك يأمرنا ربنا بمقاومة الظلم والظالمين بكل الطرق والوسائل المشروعة، وقدر استطاععتنا، وينصحنا علماؤنا وفقهاؤنا الأجلاء بالاستعانة بكل كلمة حق مهما كان مصدرها، وقديما قيل اطلبوا العلم ولو في الصين.


هدف المدونة

أما الهدف العام من كتابة هذه المدونة فيتمثل في محاولة فهم الواقع الجزائري والعربي بقصد المساعدة في تغييره وتطويره أو إصلاحه سلميا، لأن المقاومة السلمية تعد أفضل الأسلحة للفتك بالدكتاتوريين والطغاة وتجنب أكبر الخسائر في الأرواح والممتلكات، كما تأتي نتائجها بنظم ديمقراطية مستقرة، لأن الثورة السلمية تعلم الشعوب كيف تعالج مشاكلها العويصة بالحوار والتخطيط الهادف

من الأهداف (الشخصية) أيضا الترفيه عن النفس، وتطبيق ما تعلمته من دروس البرمجيات

تنبيه للقارئ

هذه قائمة مؤقتة ستثرى وتنظم لاحقا، إن شاء الله، بإضافة المزيد من أقوال الفلاسفة سيما من العالم العربي والإسلامي، ورغم احتواءها بعض الاقتباسات التي قد تبدوا متعارضه مع مبادئ الشريعة الإسلامية إلا أنها أدرجت ضمن القائمة نظرا لأهميتها العامة؛ وخدمة لهدف إصلاح الأنظمة بالطرق السلمية المضمونة النتائج. هذه الطرق السلمية تعد مضمونة النجاح لأن تكاليفها تعتبر هينة مقارنة بتكاليف العنف المسلح الذي قد يعصف بدول ومجتمعات بأكملها. وهي كذلك مضمونة النجاح لأنها لا تتسبب في قتل الأبرياء أوإحداث جروح خطيرة بالنسبة للبعض في حالة الفشل النسبي أو التام، ولا تحدث عداء وحروبا دموية بين طبقات المجتمع أو شرائحه المختلفة. كما يفترض أنها تعمل على توحيد البلاد والعباد وتعلم الشعوب كيف تواجه مشاكلها المختلفة بالنقاش الذي يتصف بالتسامح والحوار البناء. لكن قد يتساءل البعض ما دامت العلاقات بين البشر، أو بين المعارضة والحكومة، هكذا تتميز بالتسامح والحوار الهادئ: فما حاجتنا لثورة سلمية كانت أم مسلحة؟ طبعا الإجابة البسيطة والسريعة التي يمكن تصورها للرد على ذلك السؤال قد تتمثل في الآتي: أن الله خلق هذا الكون الفسيح وأخضعه لديناميكية التغيير الدائم، وهذه القوانين لم تستثن منها البشرية ومجتمعاتها وأنظمها. قديما كلف الله الرسل والأنبياء بهدي المجتمعات البشرية وإصلاح أحوالها كلما ساءت الحياة فيها نتيجة لتعاظم الأخطاء والفواحش وفساد الأخلاق ونظام الحكم. إذا لم يدرك حكام اليوم أهمية تلك القوانين، قوان الحركة والتغيير، ورفضوا مسايرتها، أو أصروا على تعنتهم وأخطائهم فإنهم بذلك يرتكبون حماقات الإطاحة بهم: لا يمكن لأي كان أن يوقف مسار التاريخ أو الزمن! بل قل: من أنتم؟ ومن أين أتيتم؟ وماذا تريدون؟ هل حقا تستطيعون وقف مسار الزمن أو التاريخ؟ وإذا لم تسمحوا بالتغيير السلمي فسيأتيكم الطوفان، وسيقتلعكم السيل من الجذور!
عمار بوجلال

Philosophers’’ Quotes
قائمة بأقوال الفلاسفة والكتاب في الديمقراطية، وحرية التعبير، والنضال لتغيير الواقع السيئ بالطرق السلمية المشروعة
تنبيه للقارئ:
هذه قائمة مؤقتة ستثرى وتنظم لاحقا بإضافة المزيد من أقوال الفلاسفة سيما من العالم العربي والإسلامي، ورغم احتواءها بعض الاقتباسات التي  تبدوا متعارضة مع مبادئ الشريعة الإسلامية إلا أنها أدرجت ضمن القائمة نظرا لأهميتها العامة. (هذا لا يعني الأخذ بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة، ولا تطبيقا لمقولة عدو عدوك صديقك، وإنما هكذا شاءت السياسة.)
If the opinion is right, [people] are deprived of the opportunity of exchanging error for truth; if wrong, they lose what is almost as great a benefit, the clearer perception and livelier impression of truth produced by its collision with error",[1] John Stuart Mill (1806-1873)
يقول المفكر والفيلسوف جون ستيوارت ميل معاتبا الذين يرفضون محاورة غيرهم وتبادل الرأي معهم أنه: "إذا كان الرأي صحيحا فقد يحرم هؤلاء الناس من فرصة استبدال الرأي الخاطئ بالرأي الصائب (الحقيقة)، وإن كان خاطئا، فإن عدم المحاورة ستفقدهم فائدة عظيمة، وتحرمهم فرصة ثمينة تتمثل بالانطباع والتصور الحيوي الحاصل نتيجة معايشتهم ومشاهدتهم اصطدام الحقيقة بالخطإ.

"A man who has nothing which he cares about more than he does about his personal safety is a miserable creature who has no chance of being free, unless made and kept so by the existing of better men than himself."[2]
John Stuart Mill (1806-1873)
"الفرد الذي ليس له من هدف سوى المحافظة على سلامته الشخصية هو مخلوق تعيس، وليس له من فرصة للتحرر (من العبودية)، إلا إذا ساعده غيره كي يصبح شخصا حرا سويا." جون ستيوارت ميل
أظن أنه في وقت من الأوقات كانت الزعامة تعني العضلات، أما الآن فهي تعني التجاوب مع الناس.
أنديرا غاندي[3] [الشريعة تهدف لتحقيق رضا الخالق وليس رضا الناس.]
“We can never be sure that the opinion we are endeavoring to stifle is a false opinion; and even if we were sure, stifling it would be an evil still.”
John Stuart Mill

The despotism of custom is everywhere the standing hindrance to human advancement.
John Stuart Mill
الاستبداد الناتج عن العرف يقف في كل مكان ليعيق تقدم البشرية نحو الأفضل.
جون ستيوارت ميل
Franklin D. Roosevelt, 1882-19945, US President 1933-45, once said:[4]

1.    “The truth is found when men are free to pursue it.
الحقيقة يمكن العثور عليها طالما ترك الناس أحرارا للبحث عنها.
2.    “I ask you to judge me by the enemies I have made.”

3.    “I'm not the smartest fellow in the world, but I can sure pick smart colleagues.”

4.    “One thing is sure. We have to do something. We have to do the best we know how at the moment. If it doesn't turn out right, we can modify it as we go along.”
5.      “In politics, nothing happens by accident. If it happens, you can bet it was planned that way.” في السياسة لا شيء يحدث بالصدفة، وإن حدث يمكنك المراهنة أنه خطط له لكي يحدث على ذلك النحو.
Thomas Jefferson Quotes[5]
1.     In every country and every age, the priest had been hostile to Liberty.”
2.    “The way to silence religious disputes is to take no notice of them   "أحسن طريقة لإسكات أصوات أصحاب الفتن تتمثل في تجاهلهم"
3.      I never considered a difference of opinion in politics, in religion, in philosophy, as cause for withdrawing from a friend.”
4.    “Leave no authority existing not responsible to the people.” "لا تترك حكومة قائمة ما لم تكن في خدمة الشعب ومستجيبة لإرادته" [هذا يمكن فهمه بأن تكون الحكومة طائعة لله وفي نفس الوقت مستجيبة لإرادة الشعب] 

“We, and all others who believe in freedom as deeply as we do, would rather die on our feet than live on our knees”, Franklin D. Roosevelt quotes , US President, 1933-45. نحن وجميع المؤمنين بالحرية نفضل الموت واقفين على الحياة أذلاء راكعين للدكتاتورية.
If we don’t believe in freedom of expression for people we despise, we don’t believe in it at all, Noam Chomsky[7]   إذا لم نترك خصومنا يعبرون عن حرياتهم، فهذا يعني عدم إيماننا بالحرية أصلا
“If liberty means anything at all, it means the right to tell people what they do not want to hear.” George Orwell  "إذا كانت الحرية تعني أي شئ فإنها تعني الحق لإسماع الأخرين ما لا يرضيهم"، [هذا قد يتعارض مع قيمنا الإسلامية والحظارية لأن الصور المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم لا تزال ماثلة في مخيلاتنا.]

عمار بوجلال، جامعة الأمير عبد القادر
Amr Boudj.

1.    في كل بلد وكل عصر تجد الإمام في عداء مستمر للحرية. [هذا لا ينطبق على الإمام المسلم الصادق مع ربه.]

النظام السعودي وعلاقاته بالصديق الإسرائيلي أو كيف يعامل هذا الصديق عملاءه؟




عمار بوجلال، نوفمبر، 2014
 
ظهرت لي الرغبة في كتابة هذه المقالة القصيرة بعد قراءتي لمقالة كتبها البروفسور كمال مجيد يحث فيها الطرفين السعودي والإيراني على التصالح والتنسيق بيناهما خدمة لمصلحتي الأمتين العربية والإسلامية، ودرءا لمخاطر الاستعمار الأميركي أو الإسرائيلي. المقالة نشرت بصحيفة رأي اليوم التي يديرها السيد عبد الباري عطوان يوم 08 نوفمبر، 2014.[1] هذه المقالة أعتبرها قيمة ومفيدة للقارئ العربي  كونها تعالج جانبا مهما من السياسة الأمريكية تجاه بلدان المنطقة، خاصة تصرفات هذه الدولة العظمى  تجاه حلفائها و(أصدقائها) من العرب، كذلك  تركيزها على مرونة تلك السياسة وتغيرها حسب الظروف خدمة لمصالح أصحابها الأمريكيين.

 لكن وجهة نظري هذه تخالف جانبا من مضمون المقالة التي قصد بها صاحبها ترغيب الدولتين، إيران والسعودية في ضرورة الشروع المباشر في طرح خلافاتهما جانبا والعمل على إزالة الألغام التي ساهمت في تعقيد الأمور وتردي العلاقات الطيبة بيناهما مراعاة لمصالح الشعبين السعودي والإيراني، وشعوب المنطقة ككل.

وجهة نظري هذه تطرح رؤية مختلفة تماما مضمونها أن النظام السعودي لا يملك إرادة مستقلة، وليس من عادته التضحية من أجل العرب والمسلمين، لذلك سوف يرمي بهذه النصائح القيمة في سلة المهملات، وأن إرادته قد صودرت، منذ زمن طويل، من طرف أعداء العرب والمسلمين.

كذلك تكشف مقالتي المتواضعة هذه جانبا هاما من غباء نظام آل سعود وسقوطه في شراك العدو الإسرائيلي، وخيانته لقضايا العرب والمسلمين. إذ الملاحظ أن حكام السعودية بدل السعي للتحالف مع إخوانهم العرب والمسلمين (سورية وإيران مثلا) هاهم يسعون بكل حيلهم وإمكانياتهم لعقد تحالفات مشبوهة مع الدولة الصهيونية رغبة منهم في المساعدة لتوجيه ضربة لمفاعلات إيران النووية. إنهم يعتقدون خطأ أن إيران وحلفاؤها يشكلون عليهم الخطر الأكبر مما قد تفعل إسرائيل وحلفاؤها!

هناك تسريبات وتقارير إسرائيلية سابقة ذكرت أن السعوديين يتحملون القسط اﻷكبر من تمويل خطة إسرائيلية تهدف لإعداد ضربة محتملة ضد إيران.[2]

 تلكم المؤامرة التي تخطط لها إسرائيل ضد إيران، لمحت لها تصريحات بعض الساسة الأمريكيين بمناسبة انتقادهم لسياسة بنيمين نتنيا هو الاستيطانية. فقد ذكرت تصريحاتهم أن نتنياهو أجبن من أن يجرؤ على توجيه ضربة لإيران، وأنه يريد فقط كسب الوقت والعناية بالمحافظة على منصبه في الحكومة.

هذه التقارير، وغيرها، تبين لنا مدى قدرة العدو الإسرائيلي على التكيف مع الظروف المتقلبة، وتكشف لنا كيف تستطيع إسرائيل في ظرف قصير تعويض الحليف والصديق التقليدي (أمريكا) بكل سهولة واستبداله بصديق وحليف (ذي ثقة) من الحكام العرب. (أو على الأقل هكذا يتظاهرون أمام الناس وأمام عملائهم من العرب.) كيف لا، والأمر يتعلق بإسرائيل التي تملك احتياطيا لا ينضب من العملاء والخونة في عالمنا العربي.  هؤلاء العملاء قد يتنافسون على خدمتها، وقد تثور بينهم الحروب في سبيل إرضاء سيدتهم إسرائيلٍ!

إنها إسرائيل تتلون كالحرباء التي تغير من لون جلدتها (الخارجية) مع ذلك تبقى مجرد حرباء. وتبقي على عداوتها المتأصلة فيها تجاه العرب حتى ولو كانوا من أخلص عملائها وأصدقائها، فهي قد تتظاهر وتتفاخر بعدائها للعرب حتى أمام أعين ومسامع عملائها!. لقد سمعت شخصيا أكثر من مرة إعلان الإسرائيليين على الملأ وعبر شاشات الفضائيات أنهم يستعملون أعداءهم من العرب، أي العملاء، ضد أعداء لهم (من العرب) أشد عداوة لإسرائيل. (فتح والسيد عباس يستعان بهم لضرب هنية وحماس مثلا؛ أو ملوك وأمراء الخليج  يستعان للتضييق على حكام العراق وسوريا؛ استعمال السعودية في الضغط على إيران.)

هذا معناه أنهم قد يخاطبون عملاءهم من الساسة العرب، وفي حضرتهم:

"يا كلاب، يا لاحسي أحذيتنا، اليوم تلهثون وراءنا، وتتفانون في خدمتنا، وغدا سنضحي بكم ونركلكم بالأرجل على المؤخرة في أقرب فرصة ستتاح لنا!"

أما حكامنا (أي ساستنا الأعزاء من الملوك والأمراء) فقد يجيب لسان حالهم:

"أي ونعم لنا الشرف كل الشرف للحس أحذيتكم النتنة، وسننبطح لكم لتركبوا ظهورنا، وهذا قليل في سبيل إرضائكم. يا أحبتنا وأصدقائنا الأعزاء من اليهود ليس لنا غيركم ولا نرغب في العيش دون استعبادكم لنا! أذلونا ما استطعتم ها نحن صابرون محتسبون. بل ونحمد الله على هذه النعمة التي قد نحسد عليها، إذ خلق لنا منكم أسيادا نحبهم ونخشاهم وقد نذل في سبيل خدمتهم!"

هذه التصريحات المسربة تفسر لنا نوايا إسرائيل الحقيقية من تعاملها مع الحمل السعودي، أي تعاونها مع حكام السعودية لإعداد "ضربة" ضد إيران الدولة العظمى التي تخشاها أميركا. هذا الأمر قد يكون مجرد ابتزاز غير مشروع للمال السعودي هدفه تطوير أسلحة على حساب العرب وقد تستعمل ضدهم يوما ما، كما قد تستعمل ضد السعودية نفسها، أي الدولة التي مولت وساهمت بسخاء في صنع تلك الأسلحة!

النظام السعودي معروف بخيانته لقضايا الأمة العربية واﻹسلامية ولا يمكن التعويل عليه في نصرتهم أو البحث عن انفراج مع إخوانهم من العرب والمسلمين. إنه يختبئ وراء حرب طائفية لكسب الوقت وإبعاد المخاطر على بيته. لكن سوف يأتي الدور عليه ويدفع الثمن غاليا على مشاركته في تأجيج تلك الفتنة بين الإخوة الذين تجمع بينهم عقيدة الإسلام، والتي نكلت بالأبرياء من الشيعة والسنة. (مصيبة المصائب أن ضحايا تلك الفتنة كلهم من العرب!) هذه الحرب الطائفية الهوجاء حطمت العرب سنة وشيعة وخدمت عدوهم إسرائيل أيما خدمة. كما أفادت الغرب عموما إذ أتاحت له الفرصة لكي يبيع العرب أدوات وأسلحة لقتل بعضهم البعض تمهيدا لإعادة استعمارهم واستعبادهم لفترة قد تطول أو تقصر.

 

اللهم خيب سعي المتآمرين والمستعمرين ومن أعانهم من العملاء والخونة، اللهم واجعل كيدهم في نحورهم، آمين  يا رب العالمين!

                                                                 

عمار بوجلال، 09 من نوفمبر، 2014





[1] . البروفسور كمال مجيد، "لتتحد السعودية وإيران ضد العدو الأمريكي"، مقالة نشرت بصحيفة رأي اليوم، 08 نوفمبر، 2014.
http://www.raialyoum.com/?p=176182
[2] . . راجع مقالة لي بعنوان: "من هم أبطال المؤامرات في العالم العربي والإسلامي"، منشورة على مدونتي الشخصية. amr-boudj.blogspot.com 
 

Friday, November 7, 2014

الإرادة الأمريكية تنهار أمام التصلب الإيراني- اوباما يبعث برسالة غزل لخامنئي

 
ذكرت الصحف اليوم، 07 نوفمبر، 2014  أن اوباما بعث برسالة سرية إلى السيد خامنئي يترجى مساعدته في محاربة دولة الخلافة التي يقودها البغدادي. قد يستجيب خامنئي لطلبه لسبب بسيط هو أن البغدادي أضحى عدوا مشتركا يتهدد شعبية (زعماء) العالم بالزوال في أعين محبيهم.  إن شعبيتهم ومشروعيتهم تدنت لأدنى مستوى بسبب لمعان صيت البغدادي.
أمريكا كعادتها ستضطر للتفاوض مع خصومها عندما تفشل في ترويضهم وتركيعهم. الإيرانيون يدركون جيدا كيف يتعاملون مع خصومهم. اليوم الإرادة الأميركية تتراجع أمام إرادة الإيرانيين، وغدا ستتراجع أمام صلابة وتماسك إرادة البغدادي زعيم الدولة الإسلامية إن آجلا أم عاجلا.
أما السعوديون فعما قريب سيندمون لماذا ناصبوا الإيرانيين العداء؟ ولماذا وقعوا في شراك عدوهم الحقيقي إسرائيل. تقارير الصحف العبرية تقول أن السعودية تساهم بسخاء في تمويل خطة إسرائيلية لتوجيه ضربة لمفاعلات إيران النووية. أخشى أن يكون ذلك مجرد مسرحية إسرائيلية لابتزاز المال السعودي. السعوديون كما صرح الإسرائيليون ساهموا بفعالية في فرض رقابة على إمدادات السلاح المتجه نحو غزة.
السعوديون لا يملكون إرادة صلبة ولا استقلال لسياستهم. هم متصلبون فقط عندما يتآمرون على إخوانهم من العرب والمسلمين.
لماذا يتآمر السعوديون على الإيرانيين؟ ولماذا يغدرون بمواطنيهم وإخوانهم من السنة في كل من العراق وسورية؟ على سبيل المثال،  بالأمس القريب كانوا حلفاء لداعش واليوم انقلبوا عليها. الملك عبد الله صار محل تنكيت في العالم العربي. أكيدا يوما ما ستنهار إرادتهم أمام تصلب الإرادة الإيرانية كما انهارت إرادة الأمريكيين  أمام إرادة ألائك،  بعدها ربما سيركعون أمام إرادة وصلابة البغدادي، ذلك بعد ما يلعبون كل أوراقهم ويتخلى عنهم حلفاؤهم وأصدقاؤهم (من الأمريكيين والإسرائيليين).
نظرا للجرائم والمؤامرات التي حاكوها ضد إخوانهم من العرب والمسلمين، أخشى عليهم من غضب الله، قد يكون جزاؤهم الحشر مع أصدقائهم الأمريكيين والإسرائيليين غدا يوم القيامة.


Friday, October 31, 2014

الديمقراطية على مقاس الإسلاميين: تصرفات زعماء حزب النهضة التونسي بعد خسارتهم الانتخابات

 Amr Boudjellal
 
 
 
طرح الغنوشي على خصومه الذين قهروه في الانتخابات البرلمانية الأخيرة (التي جرت يوم...) شروطا تعجيزية مطالبا إياهم بعدم الانفراد بتشكيل الحكومة أو التحالف مع أحزاب علمانية، لأن ذلك بالنسبة إليه يعني عودة الدكتاتورية لحكم تونس.
مطالب الغنوشي خالفت أبسط أبجديات الديمقراطية، وتضمنت تهديدا ووعيدا لا يبشر بخير لمستقبل الديمقراطية الفتية بتونس.
الجميع يعلم أن الحزب الفائز بالانتخابات (حزب نداء تونس هذه المرة) حر في اختيار الطريقة التي تناسبه في تشكيل الحكومة: إما أن يتحالف مع حزب يتبنى برنامجا قريبا من برنامجه، أو الدخول في عملية تفاوض مع حزب ذي توجهات مختلفة بقصد التوصل لبرنامج مشترك يرضي الطرفين بهدف تشكيل حكومة قابلة للحياة وقادرة على تنفيذ المهام التي نصبت من أجلها.
شخصيا أعتقد أن الديمقراطية في تونس ما بعد الانتخابات الأخيرة ستكون بخير إن تحكم السيد الغنوشي وأنصاره في عواطفهم وتجنبوا الإساءة إليها.
 
النهضاويين بدوا للناس معتدلين ومسالمين، عندما حصلوا على السلطة في أعقاب انهيار نظام بن علي. لكن المرحلة القادمة ستكشف للناس عن حقيقتهم خاصة إذا ما أبعدوا عن السلطة. تصريحات الغنوشي الأخيرة تضمنت تحذيرات للتونسيين أن حزب نداء تونس سيعود بهم إلى عهد ديكتاتورية بن علي، واشترط على زعماء هذا الحزب الفائز بالانتخابات عدم السعي لتشكيل الحكومة المقبلة بالتحالف مع أحزاب تختلف اتجاهات العلمانية عن الاتجاهات الإسلامية التي تتبناها النهضة. كذلك طالب الطبقة السياسية بضرورة انتخاب رئيس توافقي.[1]


[1] . راجع على سبيل المثال الخبر الوارد بجريدة الشروق الجزائرية (الغنوشي يحذر من تكرار الاستقطاب الثنائي المصري)، يوم 31 أكتوبر، 2014.
 
لكن السؤال المطروح: ماذا سيحصل عندما يرفض خصوم النهضة هذه المقترحات؟
ساعتها أعتقد أن النهضة ستجنح للخطاب المتطرف وتدعم الإرهاب بكل ما تملك من قوة.   
بالنسبة لمسألة انتخاب الرئيس المقبل أرى أن النهضة تستعجل الأمور وتضغط على خصومها من غير مبرر. يبدوا أن زعماء النهضة عانوا ولا زالوا يعانون من صدمة الهزيمة، ولم يتقبلوا الخسارة بكل روح رياضية كما تظاهروا للناس عند بداية ظهور النتائج الأولية للانتخابات. كان يليق بهم التركيز على الحاضر وترتيب أمورهم جيدا إما تدبرا لحظوظهم في الحكومة المقبلة، وإما استعدادا لموعد الانتخابات الرئاسية التي عندما يحين موعدها ستختار النهضة من تراه يليق بتمثيلها فيها، أو تختار مساندة من تراه يصلح لحكم تونس.
لكن في حالة فوز أحد المعارضين لبرامجها وتوجهاتها اﻹسلامية بالانتخابات فعليها عندئذ بالسعي لتشكيل معارضة مسئولة: تدعم الفائز بالانتخابات في السياسات والبرامج التي تراها تصلح لتحقيق مصلحة الشعب التونسي، وتعارضه في الباقي معارضة سلمية من غير تهديد أو وعيد. 
 
[مقالة لا تزال في حاجة لمزيد من التعديلات] 
 
 
 
 
 
                                                عمار بوجلال،
                                                                      قسنطينة، يوم 31 أكتوبر، 2014