عمار بوجلال
هذه التسريبات أثبتت أن المشرفين على تسيير الامتحانات بوزارة التربية والتعليم يتبعون أساليب قديمة في كتابة الأسلة وحفظها وتوزيعها على الممتحنين!
إنهم يتبعون طريقة بدائية تعتمد على احتجاز الأساتذة كرهائن ومنعهم من الاتصال بالعالم الخارجي ومصادرة هواتفهم ومنعهم من الاتصال بذويهم على ما يبدو...طريقة تعود لعصر ما قبل الإنترنت، طريقة تتجاهل أننا نعيش في الألفية الثالثة أو يخشى أصحابها العيش في هذه الألفية، طريقة تقوم على نظرة احتقار وتجريم للوسائط الإعلامية الحديثة واعتبارها خطرا يتهدد البلاد والعباد بمصير مجهول....
الظاهرة لا تخص وزارة التربية والتعليم وحدها بل تعني أيضا العديد من المؤسسات الرسمية بسبب جهل كبار الموظفين لاستخدام الحاسوب والذين يحتكرون القرار ويهمشون الإطارات الكفأة في توزيع المناصب العليا ومنح الأجور.
تخوفات هؤلاء الحكام من التكنولوجيات الإعلامية الحديثة ازدادت حدة بعد تداول إشاعات أن تلك التكنولوجيات الإعلامية ساعدت في قلب أنظمة عربية بائدة بعد وقوع ثورات ربيعية وخريفية. لكن هؤلاء الحكام يتجاهلون أن تلك العقلية المتخلفة وانتشار الفقر والفساد وتهميش العلم والعلماء والشباب هي العوامل الحقيقية التي استغلها أعداء أمتنا وراحوا يزرعون الفوضى والاضطرابات العنيفة في بلدان عربية عدة...التكنولوجيا لم تكن سببا ولكنها كانت وسيلة، والتكنولوجيا إذا لم تستغل في مجالها المشروع فإنها ستستغل من طرف الأعداء والمتربصين بأمتنا وفاقدي الأمل من أبنائنا وبناتنا بسبب احتكار المناصب من قبل الديناصورات وتهميش المثقفين والشباب.
لذلك نطالب بإعادة الاعتبار للمثقف ووضع الثقة في التكنولوجيا الإعلامية والحاسوب....الحاسوب ليس عدو لنا بل هو صديق وأداة نستعين بها في تخزين المعلومات وتوصيلها للآخرين في الوقت الذي نريده.
من هنا وجب على الوزارات تغيير الطرق البدائية في التسيير والكف عن تهميش الإطارات في منح المناصب والتكليف بالمهام ومنح الأجور والعلاوات، والمناصب تمنح بناء على الجدارة والاستحقاق وليس بناء على اعتبارات الجهوية والمحسوبية والصداقة...
لكن من خلال جولة في الصفحات والمواقع الرسمية على الإنترنت يتبين أن هذه المعايير غير محترمة وأن من يصممها ويشرف على متابعتها هم أناس فاقدون للجدارة والكفاءة، أو أنهم موظفون لا يتلقون الدعم المادي والمعنوي والمتابعة من طرف الرؤساء وكبار الموظفين في الوزارات والدولة. (عجبا كيف يقبل هؤلاء بوضعية مزرية كهذه؟!)
الحل الذي نقترحه:
ننصح بإعادة النظر مستقبلا في هذه الطرق البدائية كاحتجاز أساتذة لبضعة أسابيع بهدف منع تسريب الأسئلة، والقيام بربط مراكز الامتحانات كافة بشبكة أو شبكات إعلامية networks بواسطة DSL, 4G, 3G، هذه الروابط ضرورية لتفادي أي عطل في إحدى هذه الشبكات الإعلامية، وعند بدء الامتحان بدقائق توزع الأسئلة على مراكز وقاعات الامتحانات في كل الولايات.
كذلك يمكن اعتماد طريقة بسيطة جدا وقليلة التكلفة وهي تتمثل في بث الأسئلة عبر شاشات التلفاز وعبر الإنترنت في نفس الوقت. التلفزيون متوفر وفي متناول المؤسسات التربوية ويمكن تزويد كل القاعات التي يجرى فيها الامتحان بجهاز استقبال TV، أما الأسئلة فتحفظ لدى شخصية ما أو ثلاث أشخاص بالوزارة، هذا ويمكن تطوير هذه الطرق والأمر متروك للمعنيين والمختصين.
هكذا بوسائل بسيطة وغير مكلفة سيتمكن المعنيون من توزيع الأسئلة آنيا على جميع التلاميذ أو الطلاب الممتحنين في كامل التراب الوطني. طرق ستساعد، بإذن الله تعالى، في تجنب كل تسريبات وتعقيدات نحن في غنى عنها.