Sunday, September 27, 2015
Friday, September 18, 2015
هل من خطة لإخراج الجزائر من الانسداد الذي هي عليه اليوم؟
عمار بوجلال، قسنطينة.
البعض كتب ساخطا يصف الوضع الذي آلت إليه الأمور في الجزائر والذي صار يتسم بفقدان الأمل في النضال من أجل الإصلاح والتغيير نحو مستقبل أفضل، ولكن غاب عليهم أن يذكرونا أن تلك الوضعية التي نعيشها اليوم لم تظهر عشوائيا وإنما هي جاءت كنتيجة لمخططات ثعالب ماكرة لا يهمهم سوى خدمة مصالحهم، كرهوا الناس في كل شيء: في أصولهم ودينهم ولغتهم وتاريخهم وحبهم لوطنهم وثورتهم. يحدثونك عن الثورة والشهداء، رحمة الله عليهم، وهم يسعون لجمع المال بكل الطرق والوسائل ويكدسون الثروات ويريدون البقاء في السلطة إلى أبعد مدى ممكن، بل ويريدون أن يخلدوا فيها إلى أبد الآبدين.
الدكتور سليم قلالة، مثلا، كتب تعليقا بعنوان "لن أُضحي من أجل دنيا غيري" نشر على موقع الشروق الجزائري عبر فيه عن تضمره من الانسداد الحاصل في جزائر اليوم حيث فسد العمل السياسي وفقد الشعب الأمل في الطبقة السياسية بكامل أصنافها حكاما ومعارضة ولم يعد يستبشر خيرا في عمل الجميع: فالجميع في نظر عامة الناس صار مهتما بخدمة مصالحه وجمع الثروة بما في ذلك المعارضة التي لم يعد يرجى منها فائدة.1 ولمح هذا الأستاذ أن الأمور يمكن تحسينها إذا نحن التزمنا أخلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم وطبقنا القواعد التي سار عليها سلفنا الصالح كما فعل أبو بكر، وعمر رضي الله عنهما، وغير ذلك.
لكن غاب على الأستاذ قلالة أن يطرح السؤال: ما المطلوب فعله إذا نحن قررنا الخروج من هذه الوضعية المأساوية دون مبالغة ودون تهويل أو دون الرجوع بنا إلى الوراء لقرون مضت؟ أو الرجوع بنا إلى العهد الذي كان عليه أسلافنا وآباؤنا الأوائل نظرا لأن أخلاقهم وعلاقاتهم فيما بينهم مهما تدهورت لم تبلغ في السوء والتدهور لما وصلت إليه أخلاقنا وعلاقاتنا اليوم؟ فالطمع والفساد تفشيا في البلاد وتدهورت الأخلاق وفقدت الثقة بين الناس ولم يعد المصلح الحقيقي، إن وجد، يعرف كوع من بوع، أي أنه لم يعد يدري من أين سيبدأ عملية الإصلاح وأين ستقوده تلك العملية؟
وهكذا عندما يريد البعض مساعدتنا في الخروج من تلك الوضعية المتأزمة تجدهم يقترحون علينا العودة لقرون مضت وهم يعلمون علم اليقين أن النفوس قد فسدت وإصلاحها صار صعبا للغاية بالتالي القضية لا تكمن في النهج والنظام الأخلاقي الذي ينغي اتباعه لتحقيق الإصلاح المنشود وإنما المسألة برمتها تتعلق بضمائر فسدت وتحول أصحابها إلى مجرد ذئاب بشرية تبحث عن فرائس وفرص لاقتناصها واستعمالها كسلم تصعد عليه إلى مراتب عليا ويتنصلون بعد ذلك من كل الوعود والتعهدات التي قطعوها على أنسهم أمام الناس.
اللهم اصلح أحوالنا.
http://politics.echoroukonline.com/articles/199773.html
Subscribe to:
Comments (Atom)