Friday, June 12, 2015

تنظيم داعش: من أنشأه؟ ومن موله؟ وماذا يراد به؟

 
عمار بوجلال، الجزائر، قسنطينة، 2015-06-12
 
مقالة هامة تلخص أهم السناريوهات وراء تمويل داعش وسبب تفوقه في الحروب الجارية في كل من سوريا والعراق. صاحب المقالة عرض عدة سناريوهات، واحتمالات تقف وراء مصادر تمويلوإنشاء ودعم داعش وجبهة النصرة.[1]
البداية تعود لعقدي الثمانينات والتسعينيات من القرن الماضي حيث شجعت كل من أميركا والسعودية على إنشاء وتمويل التنظيمات الجهادية لمقاومة التواجد السوفيتي في أفغانستان. بعد طرد الروس من هناك بدأت خطط أمريكا وحلفاؤها من دول الخليج بتوجيه تلك التنظيمات لضرب استقرار الأنظمة المناوئة لمصالح أمريكا وإسرائيل. استمرت السعودية في تمويل القاعدة والنصرة وداعش لوقف المد الإيراني الشيعي في المنطقة. من الاحتمالات المقترحة دور إيران. قد تكون إيران لها مصلحة في تقديم الدعم بالمال والسلاح لداعش بهدف إضعاف حكومة المالكي وجعلها في حاجة للسند الإيراني.  لكن صدامات هذا التنظيم مع حلفاء إيران، كحزب الله ونظام بشار، في كل من العراق وسوريا يخرج هذا الاحتمال من الحسابات السياسية. قد يكون نظام صدام أو بالأحرى ما تبقى منه هو من مول ودعم داعش خاصة وأن العديد من ضباط الجيش العراقي السابقين يحتلون مناسب قيادية في تنظيم داعش. قد تكون تركيا لها مصلحة في تمويل تنظيم داعش إذ عن طريقه يكون لها كلمة في تحديد مصير المنطقة. قد تكون قطر الدولة الصغرى بالمنطقة لها مصلحة في تمويله [حيث يعطيها ذلك نفوذا يعوضها عن النقص الذي تشعر به].
بقي احتمالان أساسيان وراء انشاء وتمويل تنظيم داعش: أميركا وإسرائيل هما الدولتان اللتان تملكان أكبر مصلحة في نشوء داعش وتحقيقه انتصارات هناك. الدور الأميركي تم شرحه، لكن الدور الإسرائيلي يشكل أهم الترجيخات ويكاد يكون مؤكدا. عناصر داعش، كما ورد بالمقالة، يقفون على مقربة من الجنود الإسرائيليين ولا يوجهون نحوهم بنادقهم ورصاصهم، وجرحاهم تقدم لهم الإسعافات من طرف الجيش الإسرائيلي وينقلون للعلاج إلى داخل إسرائيل.
تهدف كل من أميركا وإسرائيل لتشويه الإسلام كمخطط لتشويهه ومحاصرة نفوذه. إسلام داعش و[النصرة] يتصف بمذهب "الخوارج"، وهي الغاية التي تريدانها هاتان الدولتان.
هذه الأعمال الشيطانية والمتمثلة في التحريض على الفتن بين المسلمين ستؤدي لتنصيب السفياني كخليفة للمسلمين على سوريا، يسمونه بالمهدي، وهو المهدي المزيف وليس المهدي الحقيقي. الأمر هذا سيؤدي لقيام حرب عالمية يكون  اليهود شرارتها، عن طريق إثارة الفتن والتحريض على نشوب الاقتتال بين المسلمين على أساس الصراع الطائفي، العرقي، الديني وما شابه ذلك.
لكن في المقالة نوع من الإشادة بدور النظام السوري والجيش العربي السوري، فكل الدول والأنظمة أدينت من قريب أو بعيد إلا هذان الطرفان لم يدانا على اعتبار أنهما ضحايا المؤامرة التي حيكت ضدهما من طرف الصهيونية العالمية، وأميركا أداتها. تقول المقالة: "وقد يرى البعض أن إسرائيل" – العدو الأكبرلسوريا – وجدت أنه من الضروري أن يتواجد لها على الأراضي السورية مقاتلون يأتمرون بأمرها، لتكون صاحبة كلمة فصل في أي حل يطرح للمعضلة السورية."
كما يسعى صاحب هذه المقالة لتشويه أهداف هذه التنظيمات أكثر ويحذر من شرورها الجميع، فيقول: "إسرائيل" هي أذن المستفيد الأكبر من "داعش" ومن تحركاتها وأفعالها البشعة ، وفي القريب العاجل سيتم إطلاق هذا التنظيم في مصر والسعودية وليبيا وغيرها من الدول العربية ليعيث في الأرض فساداً كما جاء بالأحاديث النبوية عن خوارج العصر من الجماعات التي ستظهر في نهاية الزمان فتقتل المسلمين وتدع الكافرين كما شرحت بمقال سابق."
لكن الذي يؤخذ على النظام السوري أنه تصرف تجاه القضية "المؤامرة" بغباء تام وراح يصب الزيت على النار. إذ لو تصرف النظام السوري بذكاء وحكمة تجاه المصيبة التي أحلت بنا جميعا لاستطاع إبطال مفعولها، مفعول المؤامرة هذه، وتمكن من التصدي لها بكل فعالية: لماذا تنجح إسرائيل وأميركا وهما الدولتان اللتان لا تربطهما أية صلة بالإسلام، ويتمكنان من استخدام الدين الإسلامي الحنيف كأداة لضرب أتباعه بينما يفشل أتباعه، وعلى رأسهم النظام السوري، في حماية أنفسهم من المخاطر التي تحدق بهم، كأن يستعينوا بالله ونبيهم ودينهم وعقيدتهم الإسلامية التي تجمع ولا تفرق بين أحد منهم؟ أظن أن النظام السوري وشبيحته ومن والاهم كانوا أحد أسباب وعوامل الأزمة، أو أطراف ووقود لهذه المؤامرة التي حيكت ضد هذه الأمة والتي لم ولن تستثني أحدا من سكان المنطقة إلا وأصابته بشررها التطاير هنا وهناك.
هل لو طلب الرئيس بشار الأسد التحاور مع إخوانه وخصومه من المعارضة، من أتباع السنة وغيرهم، وسعى لضمهم إلى جانبه وصاروا شركاء وحلفاء له، هل كان أعداء الأمة الحقودين عليها ليستطيعون استغلال المعارضة والدين الإسلامي وكل شيء بما في ذلك تجار الدين ودعاة السوء والفتن، وما أكثرهم في عالمنا العربي والإسلامي، لصالحهم وصالح مخططاتهم الجهنمية التدميرية؟

وأختم هذا التعليق بفقرة أقتبسها من المقالة الذكورة:[2]
"وإذاكانت هذه كلها مجرد أحتمالات ، فإنها تظل مجرد ترجيحات لتفسير حدود تمويل ودفع فاتورة "دولة العراق الإسلامية"،ثم ما آلت إليه كحركة "داعش"، أثناء مراحل قتالها ضد الجيش السوري النظامي. أما بعدأن دخلت مرحلة القتال ضد الجبهة الإسلامية وأحرار الشام والنصرة والجيش السوري الحر وغير ذلك من التنظيمات، فانه يصبح من شبه المؤكد، لا المرجح فحسب، أن أيا من الدول سابقة الذكر، لم يعد له مصلحة في تمويل "داعش" وتسديد فاتورتها إلا "إسرائيل" وربما حليفتها "أميركا" ، اللذين يسعيان لتشويه الإسلام بما تفعله داعش الرافعة للراية الإسلامية من أعمال إجرامية في كل المنطقة ، وثانياً يسعيان لإشعال حرب سنية شيعية وعرقية بالمنطقة وتقسيمها وتفتيت جيوشها وتنصيب السفياني بسوريا كخليفة للمسلمين ومهدي مضاد للمهدي الحقيقي ، وفي النهاية التمهيد للحرب العالمية القادمة أو الملاحم الكبرى التي سيقوم الصهاينة بإشعالها في منطقة الشرق الأوسط وينقسم العالم ويتصارع فيما بينه علي أراضي دول هذه المنطقة."


                                     عمار بوجلال، قسنطينة، 12 جوان 2015.
 



[1] . تعليق وتلخيص لمقالة بعنوان:

"ما هي أهداف تنظيم داعش وجبهة النصرة ومن يقف وراء تمويلهما"

 
[2] . نفس المرجع السابق.