Sunday, January 20, 2013

تعليق على خبر- "الحكم بإعدام مؤسس الشبكة الليبرالية السعودية رائف بدوي"

هذه مدونة عمار بوجلال، أستاذ جامعي جزائري، تهتم بالديمقراطية وحقوق الإنسان، ومكافحة الفساد السياسي والإداري، وبقضايا السياسة في الجزائر وبلدان الشرق الأوسط. كذلك تهتم المدونة بعلاقة الجزائر بدول الإتحاد الأوروبي. Am. Boudj’s Blog deals with: political development and regime change, human rights/democracy, corruption and good governance in Algeria and Middle Easten Countries, and other various topics.

 
فيما يلي تعليق على خبر يكشف بعضا من معاملة النظام السعودي لمواطنيه:[1]
وهو خبر مفاده أن الادعاء العام بالسعودية أمر بإقامة حد الردة على رائف بدوي مؤسس "الشبكة الليبرالية" على الإنترنت.
غير أن مراجعة سريعة لبعض مقالات هذا المدون السعودي تبين أنها مجرد كتابات ومقالات عادية وليس فيها ما يبرر مثل هذه الغلظة والقسوة الشديدتين، مما يعني أن نظام الحكم الذي تصدر عنه مثل تلك الأحكام القاسية جدا لا يكون سوى حكما ظالما وجائرا يستهين بمواطنيه وإن ادعا أصحابه أنهم حريصون أشد الحرص على تطبيق الشريعة الإسلامية. هذا المدون الشاب كتب  مقالات تطرق فيها لتصرفات وأعمال هيئة رسمية، وهي (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) التي هي هيئة حكومية تضم أفرادا عاديين –أي مجرد بشر- قد تستقيم تصرفاتهم مع الحق والقانون الشرعي وقد تخالف كل ذلك. زد على ذلك فإن القانون المطبق في السعودية قد يكون متشددا بحد ذاته وقد يحتاج لتعديلات كونه يخالف أحكام بعض المذاهب الفقهية المنتشرة هناك، كذلك فقد لا يطبق (ذلك القانون) على كل السعوديين وإنما  يقتصر تطبيقه على البعض دون البعض الآخر- كأن يستثني تطبيقه فئة الأمراء والحكام. 
حكم ظالم وجائر بأتم معنى الكلمة نزل كالصاعقة على مسامع ذلك الشاب، وأفراد أسرته والمتعاطفين معه. حكم يبدو غير مبرر ومسيس ، كما أنه حكم سيكون له وقع سلبي على حرية التعبير، وسيصدم  عشاق الحرية وأنصار الحق في أي مكان من العالم، لأنه حكم يحط من كرامة الإنسان ويكمم أفواه المواطنين ويكتم أنفاسهم، ولا يشجع على الإبداع في مجتمع قل فيه الإبداع بسبب مصادرة الرأي الحر.
 ولا يسعني هنا في نهاية هذا التعليق، سوى التضرع لله سبحانه وتعالى بأن يكون في عون ذلك الشاب المسكين وأن يخلصه من أيدي جلاديه وأن يخفف عن أفراد أسرته المحن ويقوي من عزيمتهم ويزيد هم صبرا. كما  أسأل الله الهداية لمن ظلمه وظلم غيره من عباد الله المغبونين، وهم في ذلك البلد كثر، وأقول لهم: مهلا، فالحياة مهما طالت ستضل قصيرة، وأن كل مظلوم لا بد وأن ينصف يوما ما، طال الزمن أم قصر.
 
عمار بوجلال، 20-01-2013.
Amr Boudj.