تعليق على مقال لعبد الباري عطوان: "الجامعة عاجزة والسوريون ضحاياها" نشر بالقدس العربي (يوم 15-02-2012)، يمكن الإطلاع عليه باتباع الرابط التالي:
Amr Boudj.
معظم دول الخليج ليس لها من دور سوى حماية المصالح الغربية حتى ولو أدى ذلك إلى تقسيم البلدان العربية إلى طوائف شيعية وسنية، بما فيها دول الخليج نفسها، إنها أنظمة تلعب بالنار. كان يمكن أن تجد القضية السورية حلا عادلا لها بمساعدة دول عربية لو وجدت النوايا الحسنة، لكن بعض تلك الحكومات تآمرت على النظام السوري وحرضت المعارضة على التشدد في مواقفها الداعية للتغيير الجذري للنظام في سورية. هذا أمر ليس من المستحيل وقوعه لكن يصعب حصوله بدون تضحيات جسام ودون العودة بالعالم العربي إلى عهد القرون الوسطى. أيضا من الإنصاف القول أن سبب تعفن الوضع في سورية تعنت النظام في سورية وتسلطه على الشعب السوري؛ كان يمكنه إصلاح نفسه مباشرة بعد سقوط النظام الشيوعي وتفكيك الإتحاد السوفييتي إلى دويلات، أما بعد ظهور الإنترنت والفضائيات المتآمرة على كل ما هو قومي عربي تحقيقا لمصلحة إسرائيل فقد صار لزاما إصلاح تلك الأنظمة الأحادية التي تعلن عداءها لإسرائيل خاصة بعد أن صار لهذه الدولة أصدقاء في العالم العربي يمكن التعويل عليهم في تحقيق مصالح أمريكا وإسرائيل.
صحيح أن الدول الغربية لا تريد التورط في حروب إضافية للأسباب التالية: 1) فشل الحروب السابقة، 2) دخول كل من الصين والروس على الخط لحماية مصالحهما، 3) الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالدول الغربية. لكن ذلك قد لا يمنع هذه الدول من التدخل في الأزمة السورية ومحاولة حسمها لصالح المعارضة والأنظمة الخليجية وكذا تحقيقا لمصلحة إسرائيل. هذا التدخل قد يأت في نهاية المطاف بعد توريط البلدان العربية في المشكل السوري الداخلي، وبعد إنهاك الجيش والمعارضة السورية كما حصل في ليبيا. إيران استفادت من الوضع في العراق وأفغانستان لكن البلدان العربية لم تستفد من ذلك بسبب المواقف المتخاذلة لبعض البلدان العربية، قطر والسعودية على الخصوص، وتآمرها على بعضها البعض. ماذا قدمت تلك الأنظمة للثورات العربية؟ لم تقدم مساعدات اقتصادية لنصرة الثورة بعد نجاحها في كل من تونس ومصر وليبيا سوى المزيد من الوعود والكلام المعسول. هذه الثورات قد تنقلب على نفسها يوما ما، أي أنها قد تنقلب إلى ثورات مضادة بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعصف بها.
عمار بوجلال، 18 فيبراير، 2012.